أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - الانتظار : قصة قصيرة














المزيد.....

الانتظار : قصة قصيرة


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 1359 - 2005 / 10 / 26 - 12:37
المحور: الادب والفن
    


القاعة ملاى بالمنتظرين، رجال ونساء أثقلتهم الهموم، ودوا لو يجدون عنها براحا، أوقاتي مثقلة، تتراكم علي الأعباء، لا أجد متنفسا لأخلو إلى نفسي او أؤدي عملا أثيرا أحبه، فكل ما أقوم به مفروض
الحاضرون يحدث بعضهم بعضا، يسرد عليه همومه ويقص عليه متاعبه، وأنا لا أجد من ينجدني من وهدني، أمنياتي قليلة، أتمنى لو أحظى بلحظات حرة لا يملكها الآخرون، أتمدد، اجلس مسترخية، أفكر بشيء لا محدود، أسير بلا هدف، لا أهرول واهرب من أمور لا اعرف كنهها، تدفعني متاعبي إلى مضاعفة سرعتي، وتدفع بي قوة غامضة فلا أقوى معها على التقاط أنفاسي
عملي جميل مع كونه مرهقا، يسخرون مني حين اخبرهم باني عاشقة لمهنتي، تفكيري باحتمال فقدانها يثير في رعبا أخطبوطيا، بدأت افقد العديد من الأصدقاء المقربين، لا يريدون تصديقي وحالتي ميئوس من برائها
تنادي السكرتيرة على اسم رجل من الحاضرين، يقف المعني بالنداء ويدخل... هذا الطبيب مشهود له بالكفاءة، لكني لم الحظ تحسنا في وضعي النفسي، وقد عدته مرات عديدات، لم يعد الأمر يطاق، ماذا الم بي ؟ لم يعد نسياني مما يستهان به، أضحى لا يغتفر، أدخلني في مآزق لم استطع لها تبريرا..... أحدى الحاضرات وجهها مألوف، هذه الأناقة وذلك الجمال رايتهما، أنا واثقة من هذه الحقيقة، تحدثت مع صاحبة هذا الوجه، ولكن أين ؟ ومتى كان ذلك اللقاء ؟ وما نوع الأحاديث التي أجريناها ؟ وأين تم ذلك ؟هل تشاركني عملي ؟ أم تجاورني في سكني ؟ وهل تشترك معي في هواياتي واهتماماتي ؟ من يدريني ؟ قد أكون حدثتها أو استمعت إليها
عند ذهابي إلى السوق آخر مرة.....إنها تبتسم محيية إياي، فمن تراها تكون ؟ ولكن ما بالي وماذا جرى لي ؟ حتى المقربين مني لم يعودوا بمنأى عن تفاقم حالتي، التي كثيرا ما بررتها بضغط الأعباء علي وتراكمها
لم اعرف للوهلة الأولى مديري في العمل، فقد ناله مع زوجته نصيب من نكراني..... لم يقولا شيئا، ربما لم يلحظا نسياني.....
تذكرتهما بعد لحظة فتلعثمت وسال عرق الخجل مني ثم بادرتهما بالتحية...... السكرتيرة تنادي على اسم امرأة، تنهض الزائرة بارتياح
كمن يحقق انتصارا، المراة الأنيقة تقوم ، اتابعها وأحاول تذكر من تكون ؟ تتصفح المراة الجميلة إحدى المجلات النسائية، الطريقة المتبخترة في السير اعرفها أنا على يقين ،وقد رأيت تلك الابتسامة ، ولكن ما حسبي ؟ كثيرا ما أصادف أشخاصا في الطريق واجد وجوههم مألوفة، واشعر أنني اعرفهم وأبدا بسؤال نفسي عمن يكونون، ولا اهتدي إلى الجواب إلا بعد أن يبتعدوا عني
الوقت يمر بتثاقل وبطء، الطبيب بارع يضع يده على موضع الداء، ولكن كيف يمكنه تشخيص الدواء إن تعددت مواضع الألم
يقرع الباب، يدخل رجل جاوز الخمسين، وخطه المشيب عركه الدهر بنابه، أنا متيقنة أنني اعرفه ولكن كيف ؟ يقترب الزائر بأدب جم وابتسامة تزيل تجاعيد وجهه المتغضن، يحييني الرجل، يستفسر عن الزوج والأولاد، أجيبه بكلام عام، ولكن هل أساله عن الزوجة والأولاد كما فعل هو أم اكتفي بالابتسام، هل هو متزوج ؟ اله أولاد ؟ كم عددهم ؟ يخبرني الرجل أن سميرة تسال عني وهي تشتاق إلى رؤيتي ، فمن تكون سميرة هذه ؟ أقرر أنني سأخبره أنني اشتاق إليها أكثر مما تشتاق إلي، ولكن من يدريني أن الرجل يعرفني حقا ألا يحتمل انه يشبه وهو يعني امرأة أخرى ؟ هل أحاول أن استفسر منه عمن يكون ؟ ومن سميرة هذه ؟
ينقذني من حيرتي والورطة التي تكتنفني أن السكرتيرة تنادي على اسم آخر، يبتسم الرجل ويجلس بعيدا عني لعله أدرك أخيرا أنني لا اعرف عن عائلتهم الموقرة شيئا، وأنني أعاني من متاعب نفسية قد تكون أكثر مما يعانيه هو، أتظاهر بقراءة موضوع في إحدى المجلات، والحيرة تتضاعف في نفسي يبتسم لي احدهم، اشعر انه قد حان دوري للاستفسار عن العائلة وعن صحة الأولاد، يبدو الاستغراب واضحا على محيا الرجل وما أن أحاول الإجابة، تنادي السكرتيرة على اسمي، أتنفس الصعداء، ادخل مهرولة كعادتي



صبيحة شبر

الرباط في 1996



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سكان جهنم نساء
- المرأة بين التراث والمعاصرة
- المطاردة : قصة قصيرة
- حق الاختلاف
- تغيير المناهج الدراسية ضرورة
- اليوم عيدي
- الديمقراطية في العالم العربي
- المعاملة الزوجية
- امراة سيئة السمعة : قصة قصيرة
- قراءة في ( اسرة الفتنة ) لموفق السواد
- الطبع أم التطبع ؟
- حرية المرأة في الزواج والطلاق
- نازك الملائكة : عاشقة الليل والطفولة
- المرأة بين الماضي والحاضر
- وليمة
- الارهاب .... لماذا ؟
- قراءة في ديوان بلند الحيدري - ابواب الى البيت الضيق
- اليك عني ياهمومي :
- المرأة العراقية والحقوق
- عدو لدود اسمه الفقر


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - الانتظار : قصة قصيرة