دلور ميقري
الحوار المتمدن-العدد: 4959 - 2015 / 10 / 18 - 14:29
المحور:
الادب والفن
على سطح أحد البيوت، انتصبَ القط الأسود وبدأ مواءً حزيناً.
في الأسفل، أين أرض الديار، كان ثمة من يقلي سمكاً طازجاً وطرياً.
على غصن شجرة، في حديقة البيت، كان الغرابُ يتمايل على قدمٍ واحدة.
تحت الشجرة، أين البحرة الرخامية، كانت المياه تترقرق من نافورة على شكل سمكة فيما أزهار الياسمين تغطي سطحها.
على غرّة، انقض الغرابُ على المشهد. ثم ما عَتَمَ أن عاد إلى مكانه على الشجرة وفي منقاره تتدلى سمكة طرية. القط، تسلل إلى موقف ذلك النهّاب عبْرَ فرع الشجرة، الممتد نحو السطح. وإذا بالغراب يجفل خوفاً، لتسقط السمكة من فمه إلى أسفل. تابع القط نزوله، حتى أضحى في مكان مناسب للإنقضاض. فكم كانت كبيرةً دهشتُهُ، وألمه أيضاً، عندما حطّ على البحرة الرخامية: " آه، ويلي..! لقد كدتُّ أفقد أسناني في محاولة نهش هذه السمكة اللعينة، التي أضحى لحمها حجراً! "، قالها القط وهو يموء متوجّعاً.
السمكة الطرية، بقيت برهة في قاع البحرة قبل أن ترفع رأسها ببسمةٍ ساخرة.
#دلور_ميقري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟