أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسن العاصي - انتفاضة جيل أوسلو .. هل تعيد الاعتبار المفقود















المزيد.....


انتفاضة جيل أوسلو .. هل تعيد الاعتبار المفقود


حسن العاصي
باحث وكاتب

(Hassan Assi)


الحوار المتمدن-العدد: 4957 - 2015 / 10 / 16 - 16:46
المحور: القضية الفلسطينية
    


ما الذي يجري في الأراضي الفلسطينية وفي مدينة القدس الشريف ؟ هل هي انتفاضة ثالثة للشعب الفلسطيني ، أم موجات متتالية من الاضرابات، أم هي مجرد هبةجماهيرية عابرة؟
وهي أسئلة ليست توصيفية بقدر ماهي تحليلية لمقاربة الوضع الفلسطيني برمته .
لكن وإن تباينت المواقف حول التسميات، فإنه من المؤكد أن ما يجري هو الرد الطبيعي على مجمل السياسات العنصرية الصهيونية، وعلى الاعتداءات المتكررة بحق المسجد الأقصى من قبل قوات الاحتلال الصهيوني وقطعان المستوطنين، وعلى سياسة الإعدامات الميدانية في الطرقات، واسترخاص الدم الفلسطيني، وإمن الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة على محاولة إذلال وقهر الشعب الفلسطيني ، وهو الرد على استمرار التعنت الصهيوني على مدى سنوات في التنكر للحقوق الوطنية والسياسية الفلسطينية الثابتة، بل والتملص حتى من التزامات الكيان الصهيوني القانونية والسياسية التي وقّع عليها ضمن صفقة التسوية التي ابرمها معه السلطة الفلسطينية، ومايجري هو دفاع شعبنا الفلسطيني عن نفسه وعن حقه في الحياة الكريمة بدون سلطة احتلال،التي تعتبر أن احتلالها للأراضي الفلسطينية احتلالاً منخفض التكلفة، وهذا جواب الشباب الفلسطيني الذي يقوم بعمليات طعن ودهس جنود الاحتلال الصهيوني وقطعان المستوطنين ، في خطوة أربكت أجهزة الأمن الاسرائيلية التي لم تعتاد على هذا الكم من هذه العمليات المتواصلة من قبل شبان هم في الغالب بعيدون عن أي انتماء حزبي فصائلي،وأحرج هذا الحراك الشعبي السلطة الفلسطينية برئيسها ورموزها، لانه كشف عوراتهم ونفاقهم وإفلاسهم النضالي والوطني، كما أظهر هذا الحراك قصور القوى والاحزاب والفصائل الفلسطينية في قراءة نبض الشارع الفلسطيني وبالتالي عجزها عن قيادة هذا النضال الجماهيري الذي يتم من قبل شبان وشابات فلسسطينيون يتواصلون فيما بينهم عبر وسائل التواصل الجماهيري بعدياً عن اية صيغة حزبية تقليدية، ويأمل الشعب الفلسطيني في الداخل أن يؤدي هذا النضال إلى إحداث واقع جديد يصبح فيه الاحتلال مرتفع التكلفة لدفع السلطات الصهيونية قسراً لإعادة النظر في سياساتها مع الشعب الفلسطيني.
ويتقاطع هذا النضال مع ظروف استثنائية تعصف بالقضية الوطنية الفلسطينية التي تمر بمنعطف بالغ الخطورة من حيث وضع البيت الفلسطيني داخلياً، أو من حيث علاقة القضية بمحيطها العربي وعمقها الإسلامي، وتشابك هذه العلاقات مع علاقات بعض العرب مع الكيان الصهيوني، ومقاربة هذه العلاقات وأثرها على كفاح الشعب الفلسطيني، مقاربة علمية تحليلية بعيداً عن الرومانسية الثورية وعن اية إسقاطات دينية، وهي مقاربة تسببت في حالة توهان للكثير من المثقفين الذين تاهوا بين الواقعية وبين الاتحياز للمبادئ والثوابت الوطنية وقدسية القضية، والحقيقة أن رياح التحولات الدولية والمتغيرات الإقليمية في السنوات الأخيرةإضافة إلى الواقع الفلسطيني نفسه، لم تأت بما تشتهي مراكب أحلامنا وتطلعاتنا لا في تحرير فلسطين ولا في توفير شروط الوحدة العربية .
فلم يعد خافياً مستوى التراجع العربي الرسمي والشعبي في إسناد القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمتين العربية والإسلامية، والحامل الرئيسي لحركة

التحرر العربي طوال ما يقارب القرن، هذا التراجع الذي يلمسه كل متتبع ومراقب، هو تراجع في الإعلام العربي، وفي الصحف العربية، وتراجع على مستوى الندوات والنشاطات المؤيدة للقضية الفلسطينية،وتراجع الاهتمام بالقضية من قبل الأحزاب العربية وقادتها ، بعد أن كانت فلسطين وقضيتها شغلهم الشاغل،ترافق هذا التراجع في الخطاب الرسمي مع تدني في مستوى الدعم الشعبي، خاصة خلال السنوات الأخيرة وماحملته من متغيرات في الواقع العربي، وصل إلى حد اللامبالاة بما يجري من أحداث وتطورات متعلقة بالقضية الفلسطينية ، بل وصل الأمر عند بعض الإعلاميين في بعض الدول العربية في قيامهم بالتحريض على الفلسطينيين وإشاعة جو معادي لهم ولقضيتهم الوطنية .
أن إحساس الشباب الفلسطيني بانسداد الآفاق المستقبلية وغياب الأمل في إحداث أية تغييرات جذرية من خلال العملية السلمية،والشعور بالغضب

الذي ساد في أوساطهم بعد جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وخيبة الأمل من مواقف دول العالم التي أدارت ظهرها للقضية الفلسطينية باعتبارها في هذه المرحلة بمؤخرة اهتمامات المحتمع الدولي، إضافة إلى العوامل التي سبق ذكرها مما يسببه الاحتلال الصهيوني من ضغط وقهر وقمع وقتل للشعب الفلسطيني والإستهتار بدماءه،والمحاولات المستمرة في تهويد القدس ومحاولات الكيان الصهيونيى، السيطرة على الأقصى، هي التي دفعت الشعب الفلسطيني للمقاومة التي تستمد قوتها وصلابتها من كل ماذكرناه، وهي مقاومة يخوض غمارها جيل جديد في الحقيقة هو جيل مابعد اتقافية اوسلو المشؤومة،هذا الجيل الذي يريد إيصال رسائل إلى الاحتلال الصهيوني وإلى رجالات السلطة الفلسطينية ، وإلى العرب والعالم المتحضر، رسالة واضحة مفادها أنه طالما بقي احتلال صهيوني للأراضي الفلسطينية فسوف تستمر المقاومة، حتى وإن خمدت نارها في بعض الأوقات، وأنه كلما تمادى الاحتلال في بطشه واستبداده كلما تعاظم فعل المقاومة وكلما كان ردها أقسى على الاحتلال وغطرسته التي بلغت حد الاستهتار بحياة الفلسطينيين، فكان لابد من أن يحدث فعل ما يهز ضمير العالم ويعيد القضية الفلسطينية إلى مكانتها الطبيعية كقضية شعب يخوض معركة تحرر وطني ضد مغتصب للأرض والإنسان .

وعلى الرغم من الإلتباس الذي كان يطغى على المشهد السياسي الفلسطيني، بسبب تعاظم دور القوى والرموز التي تعمل على محاولة تحطيم إرادة المقاومة في المجتمع الفلسطيني، ومحاولة تشويه قيمه الكفاحية، ونشر ثقافة الاستسلام بذرائع الواقعية وميزان القوى ، هذه الثقافة التي يروج لها ويدافع عنها رجالات السلطة الوطنية ورئيسها بشكل أساسي، للتملص من أية التزامات كفاحية تجاه الشعب الفلسطيني من جهة، وللحفاظ على مكاسبهم ومصالحهم التي يحققونها من خلال مواقعهم القيادية على حساب دماء الشعب الفلسطيني من جهة أخرى، نقول أنه على الرغم من ذلك فإن الشعب الفلسطيني عودنا دوماً على النهوض والتمرد وعلى الثورة ضد كل من يعتقد أنه يستطيع المس بالثوابت الوطنية لهذا الشعب العظيم، وضد كل رخيص يساوم على حريته وكرامته وحقوقه في التحرر والاستقلال والدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .

ونعتقد أنه من الأهمية بمكان التأكيد على أن أهم حلقة مفقودة في المشهد السياسي الفلسطيني كانت وماتزال هي غياب استراتيجية عمل كفاحي وطني موحدة وغياب قيادة وطنية مشتركة تكون محل توافق الجميع من القوى والأحزاب الوطنية والديمقراطية والاسلامية ، قبادة تستطيع قيادة نضال الشعب الفلسطيني وبالتالي جني ثمار التضحيات الكبيرة التي قدمها ومازال هذا الشعب المعطاء، فغياب هذه القيادة الوطنية الموحدة أدى إلى ظهور نخب وقيادات وشخصيات تتعيش كالطفيليات على حساب القضية وعلى حساب تضحيات أبناءها الشرفاء، شخصيات كانت سبباً في الإنقسام الفلسطيني وسبباً في إدامته، فم أصبحت تتعيش منه، ففي غياب قيادة وطنية للشعب الفلسطيني تصبح الساحة مرتعاً لكل انتهازي ومتسلق ولكل متطلع للسلطة ومريض بها، وفي غياب القيادة الموحدة يصبح الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة أداة يتقاذفها ويتلاعب بها أصحاب الأجندات الخارجية والداخلية أيضاً تحت مسميات ومصطلحات متعددة ، تارة باسم القومية والعروبة، وتارة باسم الإسلام، وتارة أخرى باسم الواقعية السياسية، ومن غير استراتيجية وطنية وقيادة مشتركة لن ينجح أي مشروع مقاومة حقيقي .

إن الكيان الصهيوني يخشى قيام انتفاضة جديدة لأنه يعلم أنه في حال قيامها فإنها ستوّحد الشعب الفلسطيني وسوف تعيد القضية الفلسطينية إلى مسارها الصحيح، وتضع القيادة الفلسطينية الحالية في رام الله وفي غزة أمام مسؤولياتهم الوطنية تجاه شعبهم الذي خسر الكثير الكثير بسبب صراع أبنائه، فهل يعيد هذا الحراك الجماهيري وهبة القدس للشعب الفلسطيني وحدته، أم ستكون باباً لصراعات جديدة بين القوى الفلسطينية كانت اسرائيل أكبر المستفيدين منها،وهل نستطيع استثمار هذا الغضب الشعبي لإعادة بعث الحياة في إرادة المقاومة وقلب الطاولة على كل المتخاذلين ؟



#حسن_العاصي (هاشتاغ)       Hassan_Assi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من منتظر
- أزمة اللاجئين في اوروبا ...أكبر عملية إغاثة في العصر الحديث
- الغيم بليد الأيقاع
- مواقيت ساقطة
- ومضات قدرية
- قراءة في أزمة الثقافة العربية ... كبوة أم انحدار
- الفكر القومي العربي والإستعصاء المزمن
- قصيدة مخمورة
- مرايا الحطب
- دروب لاتسير
- ثوب التقاسيم
- حقل بلا جسد
- سورية قبضة من النور
- مطر الأهداب
- فاكهة الماء
- أوراق الشفاه
- أطياف تراوغ الظمأ
- حضن أمي
- النصوص القديمة
- عقد من تعب


المزيد.....




- مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-. ...
- إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
- صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق ...
- الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف ...
- سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
- ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي ...
- مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا ...
- أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
- كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين ...


المزيد.....

- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسن العاصي - انتفاضة جيل أوسلو .. هل تعيد الاعتبار المفقود