|
العريفي والقراءات الدموية والبهيمية للقرآن . 2/2
سعيد الكحل
الحوار المتمدن-العدد: 4957 - 2015 / 10 / 16 - 02:16
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
فهل بعد كل المراحل التي قطعها الشعب المغربي على درب التحضر وسلم الترقي في تشريعاته وقيمه ، تستضيف حركة التوحيد والإصلاح الشيخ العريفي صاحب القراءات البهيمية للقرآن ليشغل المغاربة بقضايا باتت بالنسبة لهم من السخافة بمكان من قبيل مساواة المرأة بالبهيمة ، ومنع المرأة من قيادة السيارة ، وتحريم عمل المرأة ومشاركتها في تنمية وطنها ، ومنعها من مجالسة والدها في المنزل ومن الركوب مع سائق الطاكسي .... ألهذا تستضيف الحركة شيخها العريفي ؟ لقد برر بعض قياديي الحركة أنهم يستضيفون العريفي من باب الانفتاح على الأفكار ، فأي أفكار هذه التي ينفتحون عليها ويريدون من المغاربة نفس درجة الانفتاح ؟ أية إضافة أو تجديد في الخطاب الديني هذا الذي يريدون منا كشعب الانفتاح عليه ؟ إننا في المغرب بعيدون كل البعد عن تلك الخزعبلات التي يشغل بها شيوخ البهيمية أنفسهم وشعوبهم وحكوماتهم حتى لا تتحرر من فتاواهم فتصدر تشريعات تضمن للمرأة حقوقها وتعيد إليها كرامتها وإنسانيتها . ليعلم العريفي أن المرأة التي يحرّم عليها قيادة السيارة هناك (استعان العرفي بفتاوى ومواقف أمثاله المناهضين لقيادة المرأة ومنهم الشيخ ناصر العمر، التي قال في إحدى فتاواه : "قيادة المرأة ليست مطالبة بحقوق مشروعة، بل مشروع تغريبي يراد تمريره في حزمة من مشاريع الإفساد.)؛ ليعلم إذن أن المرأة المغربية تقود كل وسائل النقل من الدراجة إلى الطائرة ، وليبلغه حاضنوه ومريدوه أن المرأة التي يحرّم عليها هناك الركوب مع سائق الطاكسي دون محرم ، هي هنا لا تركب الطاكسي فقط ، بل تقوده فتنقل زبائنها ذكورا وإناثا إلى وجهاتهم ، فرادى أو مختلطين ، فلا الشيطان ينغص ولا إبليس يوسوس ؛ ويا ليتهم يحجزون له مقعدا خلف سيدة تسوق الطاكسي ليجرب هل سيكون الشيطان ثالثهما أم الوقار والقانون. من هنا ، لا مكان للعقليات البهيمية بيننا ، ولا حاجة لنا في قراءاتهم الدوابية ، فنحن أدرى بقضايانا الدينية والسياسية والاجتماعية والثقافية . 2 ـ القراءة الدموية للقرآن : إن العريفي هو شيخ تكفيري يحرض على الكراهية وعلى قتل الشيعة وكل أتباع المذاهب الأخرى ، كما يحرض على قتل الليبراليين والعلمانيين من مواطنيه ومن غيرهم . لقد جعل وأمثاله القرآن مغذيا للإرهاب والكراهية ، فأفسدوا عقول الناس وأضلوهم ضلالا مبينا . فالدين الذي جاء رحمة للعالمين جعلوه كارثة على الشعوب والأمم والدول . وعقائد التسامح والجدال بالتي هي أحسن جعلوها عقائد سفك الدماء وجز الرقاب وتهشيم الجماجم وشي الأحياء كما تشوى الخراف. إن العريفي أحد أبرز أمراء الدم الذين أججت فتاواهم الصراعات المذهبية في دول المشرق حتى اضطرت الكويت إلى منعه من زيارة أراضيها وكذلك فعلت بريطانيا لما تأكد لها أن العريفي يحرض على الإرهاب باسم الجهاد في سوريا وفي غيرها ، وأن كثيرا ممن كانوا يحضرون خطبه ومواعظه التحقوا بداعش .ومن يستهين أو يستهون القراءة الدموية للقرآن ،فلينظر إلى خلفيات إحراق الكنائس وتفجير المساجد وقتل المصلين في العراق وسوريا واليمن ومصر ، وكذا وحشية المجازر التي ترتكب باسم الطائفية في دول مشرقية كثيرة ؛ أكيد سيعرف من يحرض عليها ويفتي بتأجيجها . ومن يبرئ العريفي من الإرهاب فليعلم أنه ساند تنظيم القاعدة كما ساند تنظيم داعش عبر خطبه وفتاواه حيثما حل وارتحل . ودعوته إلى المغرب تعني تمكينه من شباب المغرب ومراهقيه ليستقطبهم إلى سوريا ثم العودة لمواصلة الإرهاب بيننا . العريفي لن يلقي محاضرة واحدة فقط ، سيخلو له الجو لينفث سمومه في جلسات خاصة في عقول ونفوس الضحايا من أبناء شعبنا الطيب . لذا ،الواجب الوطني يفرض علينا حماية مواطنينا من عقائد التكفير والكراهية والتمذهب . آلاف المغاربة سقطوا ضحايا هذه العقائد التكفيرية فهل نسمح لمزيد من الضحايا بالسقوط في شراك التطرف والإرهاب ؟؟ فليذهب العريفي إلى سوريا والعراق وليبيا واليمن وأفغانستان وهناك يحدثهم عن إنسانية القرآن وتكريم القرآن للإنسان لأنهم يُقتّلون يوميا باسم القرآن وتسفك دماء الأبرياء باسم القرآن وتسبى النساء باسم القرآن وتغتصب العذارى باسم القرآن ويحرق الأبرياء ويشوون باسم القرآن ... هم بحاجة إلى العريفي ليطفئ نار الطائفية التي أوقدها ، أليس هو المحرض والقائل (لا شك أن الذي يوفقه الله تعالى لبذل روحه والقتال في سبيل الله تعالى ، بلا شك أن هذا فضل عظيم ، والنبي عليه الصلاة والسلام بيّن أنه لا يجتمع غبار أثير في سبيل الله ودخان جهنم في أنف امرئ أبدا.ولا شك أن تعلق النفس بالجهاد في سبيل الله ورغبة النفس في سفك هذا الدم وسحق الجماجم وتقطيع الأجزاء في سبيل الله جل وعلا .. لا شك أنه شرف للمؤمن الحق) . فالقرآن الذي ندرُسه ونُدرّسه ، ليس هو قرآن العريفي وكل المتطرفين والإرهابيين . قرآننا يدعو إلى المحبة وإحياء الأنفس والجدال بالتي هي أحسن ؛ وقراءتنا لقرآننا أعلت من قدر المرأة وساوت بينها وبين الرجل في كل المهام والمسئوليات . لهذا جهادنا في المغرب هو من أجل بناء الإنسان وبناء الدولة الديمقراطية وبناء المناصفة وتكريس ثقافة حقوق الإنسان كما هي متعارف عليا عالميا . المغاربة اختاروا الجهاد المدني باسم النضال الديمقراطي منذ عاد الملك الراحل محمد الخامس من منفاه بفعل ثورة الشعب وتضحيات المقاومين وأعلنها واضحة أن المغرب خرج من "الجهاد الأصغر" ودخل مرحلة "الجهاد الأكبر"، جهاد البناء والتنمية ، بناء الإنسان وبناء الوطن وبناء المستقبل . فلا جهاد يسفك الدماء في المغرب ولا طائفية تمزق نسيجه المجتمعي ، والعريفي قادم ليزند شرارة الفتنة والمذهبية ، فلا أهلا به ولا سهلا ، وخاب مسعى المستضيفين .
#سعيد_الكحل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العريفي والقراءات الدموية والبهيمية للقرآن . 2/1
-
ماذا تحقق خلال 12 سنة على صدور مدونة الأسرة؟
-
ٲ-;-بعاد اكتساح البيجيدي للانتخابات 2/2 .
-
أبعاد اكتساح البيجيدي للانتخابات 2/1.
-
في الذكرى 14 لهجمات 11 سبتمبر . الإرهاب والطائفية تحالف لسفك
...
-
من الأخونة إلى الدعوشة .
-
إمارة المؤمنين وتبزنيس البيجيدي .
-
حوار لفائدة جريدة العلم المغربية
-
حوار لفائد جريدة العلم الجزء 2
-
محاكمة عيوش حلقة من مسلسل دعوشة المغرب.
-
حكومة المنع والقمع والتجريم .
-
الإجهاض واقع لن يرفعه قانون التجريم .
-
أين المغرب من مخاطر الإرهاب ؟
-
خطاب إلى المعارضة البرلمانية .
-
وزراء الحب والسرير والشكولاطة
-
تبا لحكومة يهمها الحياء العام ولا يهمها نهب المال العام .
-
مشروع القانون الجنائي مدخل لدعوشة المغرب.
-
الإجهاض وضرورة تشريعه .
-
هل الإسلاميون إنسانيون ؟
-
أنا -إجهاضي- وهذه أدلتي.
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|