|
المدن الامازيغية تاريخ منسوب
عبداللطيف جغيمة
الحوار المتمدن-العدد: 4956 - 2015 / 10 / 15 - 23:22
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
المدن الامازيغية تاريخ منسوب تتكون المدن الامازيغية كاي حضارة من عواصم أولية وثانوية يسكنها كبار الولاة وهي مدن صناعية و تجارية.وغالباما تكون بحرية اما المدن الفلاحية فهي داخلية و المدن العسكرية اغلبها يكون على الحدود لصد الخطر وهي بعيدة عن العاصمة لكي لا تشكل اي تهديد لنضام الحكم لقد عمد الاستعمار للبلاد الى طمس هوية الشعب الامازيغي على مر العصور في شتى المجالات الثقافية والاجتماعـية والإقتصادية، و تمثلت هذه المحالات في مجال العمران فقد عمد الرومان الي تغير معالم الحضارة النوميدية انتقاما منهم فقد وردت نصوص كثيرة تتحدث عن حرق وتهديم المدن التي كانت مراكز ثورة او مساندة لهم كما حدث مع يوغرطة وغيرهم وظهرت مباني فخمة تعبر عن قوة المجتمع الاستعماري وعلى تخطي البعد الحضاري للمجتمع الأصلي. وكان محصلة ذلك تبني سياسة عمرانية استعمارية تمثلت في التحصينات الدفاعية لقد عمد الرمان على مدى خمسة قرون سياسة القهر الجبائي وفرضت غرامات على البيوت والمحلات حيث كان التجنيد اجباري لكنها خصصت الرتب والالقاب سوى للعائلات الكبرى التي تملك زمام الامور واضطهدت غالبية الشعب فعمدت على توريم المجتمع الامازيغي وتذويبه لكي لا يشكل كيان خاص به فضيقت على الكنائس الافريقية وفرضت المذهب الكثولكي بالقوة وضيقت على البدو في مراعيهم وصادرت الاراضي من ملكها وخيرتهم بين العمل اجراء او القتل المدن وعمارتها تعد القرى اولى المراكز الذي شيدها الانسان الامازيغي منذ ظهور الحضارة فتطورت لتصبح مدن حضرية بمختلف المناطق فالزيادة السكانية تدفع دائما الى التوسع العمراني لقد شيد الامازيغ على مر تاريخهم قراهم ومدنهم في الاماكن المترفعة لصد الخطر وتجنب الفياضانات وغيرها فيقع اختيار الموقع على الجانب الامني لسهولة التحصين فهذه كانت ميزة وفطرة الانسان القديم في كل العالم اما الجانب الديني والعقائدي فقد لعب دورا كبير في التطور العمراني الامازيغي مثلما نجد ذلك في تاوقريت ولاية الشلف، يطلق على المنطقة حاليا بـ "الصفاح" ... لقد تم توثيق 98 نقيشة جنائزية في الناحية الشرقية للقلعة، و العديد من الأماكن هيئت لوضع نقيشات، أي موائد جنائزية و لها إطار لوضع أو إسناد النقيشة أما في الناحية الجنوبية فقد تم توثيق 17 نقيشة. النقيشات منحوتة في الصخر، أحيانا منفردة و أحيانا متلاصقة مع بعضها البعض في كتلة واحدة. وقد رجح الباحثين أن يكون هذا المكان معبدا أقيم على الهواء الطلق و خارج أسوار المدينة و ربما كانت تقام الشعائر و الطقوس الدينية على شرف الأموات و ربما كانت تؤجر لمن يريد يرجح أن السجلات كتبت بطلاء ثم تلاشى ! أما عدم وجود الكتابة أن الطقوس لا ّتستدعي كتابة الأسماء و نحت النذر أن يقدم قرابين! يشكل الفخار بكامل أنواعه أكبر جزء من الأثاث الجنائزي الذي وجد داخل القبورالامازيغية ، أين كان الأموات يطرحون في القبور على التراب أو على صفوف من الحجارة. وكانت هده الأخيرة تحتوي على أواني فخارية بغية التزود للحياة الأخرى فكانت تصنع من طينة طبيعية تعرف عادة باسم الخزف الطبيعي، اعتمد عليها النوميديون والموريون والشرقيون فيما بعد في تجارتهم، وفي حفظ مختلف المواد الغذائية مثل الحبوب وبعض الفواكه الجافة،كما انتشرت المخازن والمطاحن في المجتمع الامازيغي بسبب تجذر الوعي السياسي لدى النوميد فقد كانت سياسة ماسسنسا الاصلاحية دافع مهم لبناء مدن تكون لتجسيد ادوار أخرى التي وافقت النطاق الجديد الذي عرفته نوميديا مع اتساع رقعتها على حساب القرطاجين . فعمد الي تطوير الضيعات الفلاحية بوظائف أخرى هدفها هو رقابة الفضاء و الانسان. وتعرف الضيعة الفلاحية بأنها أداة عمل للفلاح ومكان اقامته في نفس الوقت ،حيث يخزن فيها محصوله ويحفظ فيها حيواناته وعتاده. و تضم عموما على ثلاثة فضاءات، الاول للانسان والثاني للحيوان والثالث للمحصول الفلاحي، فتكون هذه الوظائف سواء مجمعة في بناية واحدة او على شكل بنايات يسهل التمييز بينها كما ساهمت سياسته الاستصلاحية في الجبال في استقرار عدد كبير من البدو فاءنشئ لهم المدن التجارية القريبة من تخومهم لتنظم وتطور حياتهم اما عن اقدمية المدن فقد ورد ان مدينة تيبازة تمثل خلال العهد القرطاجي محطة للتبادل التجاري بين الفينيقيين و الليبيين القدماء، كما كان ميناؤها أيضا يستعمل لصيد الأسماك وهذا دليل انها كانت اءهلة بالسكان وقد عرفوا بناء القوارب قبل يوبا الثاني بعهد قديم ستنتج الباحث سينتاس ( Cintas ) أثناء دراسته لمحطة تيباز بعد المسافة التي تفصلها عن بقية المستوطنات التجارية الأخرى، سواء من الجهة الشرقية أو من الجهة الغربية، و قد توصل إلى أن المسافة التي تفصل أية محطة تجارية في بلاد المغرب القديم عن التي تليها لا تتجاوز إبحار يوم كامل ، وذلك ما يقدر بحوالي ثلاثين إلى خمسين كيلومترا وهذا التناسق يعكس سر بناء المدن الامازيغية التي تفصل بينها ايضا مسيرة يوم واحد
#عبداللطيف_جغيمة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اللغة الامازيغية تاريخ خصوصية
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|