نجم خطاوي
الحوار المتمدن-العدد: 1359 - 2005 / 10 / 26 - 12:35
المحور:
الادب والفن
(عيد)
سأنام الليلة فرحا
ملتحفا
حذائي الأسود الجديد
تغمرني
رائحة دشداشتي البوبلين
المقلمة
وأحلام لا حصر لها
صباحا
سيقدم العيد
وسيكون أبي كريما
وبدراهمه
سأقامر على التاج والسنك
وستزكم أنفي
تلك العنبة اللذيذة
صباحا
سيقدم العيد صديقي
وسأحلق عاليا
مع دواليب الهوى
صاعدا نازلا
في المراجيح
(هذا العام)
هذا العام
قدم الثلج مبكرا
منتصف الليل
وعبر نافذتي الكبيرة
أراه يتساقط
كملبس العروس
فوق شجرة التفاح
التي خلعت ورقاتها
وظلت تفاحاتها الحمراء
تتدلى أسفل الغصون
تضئ حمراء ملتهبة
كالنجوم البعيدة
(مواساة)
امرأتي الطيبة
لم تسمع
بعبد الرحمن منيف
ولم تقرأ
طلاسم أشجاره
حين تموت واقفة
ولكنها
عزتني أمس
حين رحل أبي
(لا تحزن يا صديقي
الرجال الأشداء
كالأشجار
حين تموت
تموت واقفة)
(ضيف)
تمهلي
لا توصدي الباب
ودعي النور
يضيء الممر
فأنا لا زلت
في انتظار
ضيفي الذي
لن يأتي قط
(تشابه)
في كل العصور
وعبر كل الأزمنة
الأنذال والسفلة
والقوادون
والقتلة
يتشابهون
وإن اختلفوا
في اللون
والطعم
والرائحة
(حالة)
ذلك الأجنبي
المتسكع قرب البحر
ظل يبكي وحيدا
كالطفل
وهو يرقب
العجوز السويدي
وكيف يصيد سمكة
ثم يداعبها
ليودعها للبحر
ثانية
(طمع)
العار كل العار
أن تطمع
في صحن أخيك
وصحنك طافح
(حكمة قديمة)
داء الجوع
دواءه الرغيف
ولا دواء
للتخمة
(كثرة)
كثرة الشعراء
في وطن
تعني أيضا
كثرة المصائب
(دجل)
يمكن
أن تسمي الأبيض أسودا
والأسود أبيضا
وأن تقول بكل توازنك
بأن الصين
تقع في أفريقيا
وأن الثلاثاء يأتي
بعد الخميس
وإلى آخره
من ترهات
ولكنك تعجز
أن تخفي
رائحة الكذب
وهي تملأ فمك
(نصل السكين)
كم كان كريها
وصلفا
نصل السكين ذاك
الذي لم يكتفي
بخدش كفي
متسللا
كالزقوم
صوب قلبي
(عذاب)
تريدينني
مهذبا وأنيقا
أفهم في الأتيكات
واستقبال الضيوف
على طريقتهم
متقنا لطقوس القطبيين
وعاداتهم
مجيدا التزحلق
فوق بياض الجليد
ولعب الهوكي
وأنا أحلم
كل ليلة
بشارع السيد نور
في الكوت
بالمساءات الممتلئة
بأطفال حارتنا
وقت الغروب
(جليد)
عبد الله
القادم من الحرب
صوب قطب الشمال
باحثا عن حظه العاثر
في أرض الله
هكذا سجلته
السويدية الشقراء
موظفة مكتب التشغيل
في كمبيوترها الأنيق
اسمك ؟
عبد الله
بلد القدوم؟
صومال
المهنة؟
راعي جمال
مهنة أخرى؟
راعي جمال
وحين التبس الأمر عليها
دونت التالي
عبد الله يبحث
عن مهنة ما
راعي جمال
أو راعي آيل
أو ما شابهها
(الغراب)
موحشة بدت المدينة
وخاوية
وسط ساحتها الكبيرة
اصطفت سيارات الناس
كجند محنطين
وسط ساحة عرضات
وحده
الغراب الغربيب
ظل طوال الظهيرة
يتقافز كالجني
فوق صندوق القمامة
الأخضر
السويد
في الخامس والعشرين
من تشرين الثاني
2004
#نجم_خطاوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟