أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ممدوح رزق - رجل طيب يدعى مندل














المزيد.....

رجل طيب يدعى مندل


ممدوح رزق

الحوار المتمدن-العدد: 1359 - 2005 / 10 / 26 - 12:01
المحور: الادب والفن
    


أنظر في المرآة

خمسة أصابع غليظة لم تزل مستيقظة فوق وجهي

تشير إلى أن ولدا صغيرا

كان مهملا في أداء الصلاة

مساء الخير يا أبي

هل تعلم ...

على بعد خطوات قليلة

هناك إمرأة عارية تتمدد في إنتظاري

بعد لحظات سأحاول معها

تحريك المياه الراكدة للذة

ولأن كلا منا سيفشل في إقناع جسده

بأية فكرة مؤكدة عن المتعة

سينشغل كلا منا بمراقبة الآخر

في محاولة لإستجداء نشوة عابرة

تزيح عن صدر أي طرف

مسؤولية الإخفاق تجاه الطرف الثاني

هل تعلم ...

بعد أن ترتدي المرأة ملابسها

وتتأمل في الظلام دخان سيجارتي

سوف تغمض عينيها

وتحلم بحيوان منوي يخترق بويضة

ودورة شهرية لن تجيء

وتسعة أشهر من إنتفاخ البطن

وطفل صغير يرضع من ثديها

أبي

هل ستحلم المرأة أيضا

بالنقود التي ستمنعها عن الطفل حينما يريد شراء علبة سجائر

وكتب ليست لها علاقة بدراسته ؟

هل ستهدده بأن تحكي لي حينما أعود للمنزل

عن ( قلة أدبه ) ؟

هل ستعتبره فاشلا

إذا لم ينجح في الحصول على شهادة جامعية

ولم يذهب لأداء الخدمة العسكرية

وجلس في المنزل بلا عمل ؟

صدقني

سأخاف أن أشعل صدغه

بخمسة خيوط متوهجة بالإحمرار

وأتركه باكيا بين إخوته وأمه

الذين لن تهمهم دموعه

بقدر شغفهم بتأمل أصابعي التي تركتها فوق وجهه

أبي

لماذا كانت أختي تبتسم دائما

كلما رأتك تتحدث بفخر إستعراضي

عن قسوة صفعاتك لي

وعن فزعي من تقريب كفك من وجهي ؟

بالتأكيد أنت لا تعرف

وإلا ما كنت أغلقت التليفزيون وأمرتها بالذهاب للنوم

رغم أنها كانت غارقة في الضحك وهي تتابع مسرحية كوميدية

أو حاسبتها بعنف

على تأخرها خارج المنزل

وقمت بمنعها عن صديقاتها

فظلت تخشى الذهاب مع أي رجل إلى بيته

بعدد أربعين عاما من العذرية

وأمنيات صدئة أن تكون قوية مثلك

أبي

رغم كل شيء

لم أفش السر الذي بيننا

لم أحك لأحد عن مناداتك لي

وطلبك بأن أتمدد فوق الفراش بجوارك

كي تضع رأسك بين ذراعي

وتبكي بحرقة شديدة

يا أكثر من رأيته في حياتي يصلي

ويقرأ القرآن كل ليلة قبل النوم

لا تصدق الكثير مما قلته

زوجتي تقبل يدي بامتنان بعد إنتهاء أية مضاجعة

ـ أنت بالتأكيد تفهم معنى ذلك ـ

والطفل حينما يكبر

لن أجبره على الصلاة بجواري

وأجعل نفسي إماما له

ربما سنجلس لندخن سويا

ونحتسي البيرة

ونتحدث عن النساء الجميلات

والعالم الذي يكره إستثناء القاعدة

وحينما تعترض زوجتي على ذلك

لن أفعل مثلك وأسبها بأبيها وأمها

أو أتحمس لهجرها منزلي

فقط

سأثني على كراهيتها للنساء اللاتي يعلقن مناشف الدورة الشهرية

فوق حبال الغسيل

وأبتسم حينما تتحدث عن عدم تحملي لأية مسؤولية

أبي

حينما تذهب إلى أمي التي ماتت دون أن تودع أحدا

كأنما عثرت أخيرا على سلة مهملات تتسع لذاكرتها

أو تقابل والديك الذين لم أرهما أبدا

حاول أن تبتسم في وجوههم وأخبرهم

أن زوجتي تعتبرني إنسانا رائعا

لأنني لم أرغب في إرتداءها الحجاب

وأحتضنها أحيانا حينما تبكي

أيضا

لم أعد أجبرها أن تقول لي : ( حسنا .. أنت على حق )

ولو أنها تفكر مع نفسها أن الرجل الرائع غير مهم بالتأكيد

داخل تابوت



#ممدوح_رزق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتابة التي تثمر ولا تغني من جوع
- أعتني بفقاعة لأنسجم مع موكب جنائزي يمر في رأسي
- أخلاقيات التفكير في الوجود / صدر الدين الشيرازي
- عرض بطيء للتخلص من نفاية
- طاولة صغيرة لا تفسد عتمة المقهى
- علاقة ابتسامة النظرة المحدقة بمتطلبات الإيمان


المزيد.....




- بين الأدب والسياسة.. ماريو فارغاس يوسا آخر أدباء أميركا اللا ...
- -هوماي- ظاهرة موسيقية تعيد إحياء التراث الباشكيري على الخريط ...
- السعودية تطلق مشروع -السياسات اللغوية في العالم-
- فنان يثني الملاعق والشوك لصنع تماثيل مبهرة في قطر.. شاهد كيف ...
- أيقونة الأدب اللاتيني.. وفاة أديب نوبل البيروفي ماريو فارغاس ...
- أفلام رعب طول اليوم .. جهز فشارك واستنى الفيلم الجديد على تر ...
- متاحف الكرملين تقيم معرضا لتقاليد المطبخ الصيني
- بفضل الذكاء الاصطناعي.. ملحن يؤلف الموسيقى حتى بعد وفاته!
- مغن أمريكي شهير يتعرض لموقف محرج خلال أول أداء له في مهرجان ...
- لفتة إنسانية لـ-ملكة الإحساس- تثير تفاعلا كبيرا على مواقع ال ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ممدوح رزق - رجل طيب يدعى مندل