شمخي جبر
الحوار المتمدن-العدد: 4956 - 2015 / 10 / 15 - 07:26
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
عنف المهمشين
شمخي جبر
قبل عامين عبر لي سائق «التكسي» الذي اقلني من اربيل الى عينكاوه عن تذمره من هيمنة الحزبين الكبيرين على كل شيء في الاقليم وحرمان الاخرين من فرص العمل وبخاصة الشباب .
هي ذات المعاناة التي يعيشها المواطن في البصرة وبغداد وبقية المحافظات واقتصار الثروة والسلطة والامتيازات لاتباع وانصار الاحزاب الحاكمة وحرمان بقية المواطنين الذين يعيشون حالة الفقر والفاقة والتهميش.
الحرمان والتهميش وعدم الحصول على حقوق المواطنة يمكن ان تكون احد اسباب الاحتجاج الشعبي الذي يجري منذ اسبوعين قي اقليم كردستان.
ينتج الاختلال الكبير في مبدأ المواطنة شرخا كبيرا وتحديا للنظام الديمقراطي الذي يعبرعن العدالة الاجتماعية كأحد اهدافه ، وهو مايشكل احباطا للمواطن وعدم الثقة بالنظام القائم ، وقد تتسع هوة عدم الثقة فتشكل حالة من العداء للنظام السياسي ومؤسساته .لهذا قد تصل فعاليات الاحتجاج الى حد ممارسة العنف والاعمال العدوانية تجاه الدولة ومؤسساتها.وقد حدث هذا في احتجاجات اقليم كردستان، لاسيما في محافظة السليمانية ، اذ استهدف المتظاهرون مؤسسات حكومية ومقار حزبية .اعمال العنف التي يقوم بها المتظاهرون تؤشر حالة اليأس ونفاد الصبر للجمهور المحتج الذي تعرض للاهمال وعدم سماع صوته من قبل حاكميه .بقي ان نقول ان الالتفات والتعامل بعقلانية وواقعية مع حالات الاحتجاج واخذ مطالبها على محمل الجد هو الموقف الوطني الحقيقي لحكومة الاقليم .
اما اتهام المتظاهرين بانهم مدفوعون من جهات سياسية، فهذا الاتهام لايشكل حلا، ولايمكن ان يطفئ نار العنف او يوقف الاحتجاج، بل يزيد القائمين عليه اصرارا وعنادا.
كذلك فان الانشطة الاحتجاجية لها اطارها الشرعي الذي كفله الدستور والقوانين وعلى صانع القرار السياسي والامني احترام حرية التعبير عن الرأي التي تعد من اهم القيم الديمقراطية التي ترعاها الدولة الديمقراطية وتسعى الى اشاعتها.التواصل مع المحتجين وتفهم مطالبهم احترام لحقهم في الحياة ودفاعهم عن وجودهم الانساني، اما الاهمال وكيل الاتهامات فانه تعبير لاعقلاني في التعامل مع الاضطرابات الاجتماعية او الحركات الاحتجاجية
#شمخي_جبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟