ابوعلي طلال
الحوار المتمدن-العدد: 1359 - 2005 / 10 / 26 - 10:33
المحور:
الادب والفن
( لمخيم جنين الذي استشهد ولم يسقط )
يسمع الناس انين وصراخ
وغبار الموت يمتشق الصباح
والمواويل الجميلة كلها صارت نواح
قالت الاخبار ( قد سقطت جنين )
بعثت اساطير البولة بين انقاض المخيم يا جنين
بعثت ملاحم حبنا الازلي وابتداء الحنين
هذا اله الارض يهتف لن نساوم
هذا اله العشق والعشاق واللحن المقاوم
يكتب وصيتنا الاخيرة
شلال دم والشراين الكثيرة
تملاء الدنيا براعم
اعزف نشيد الموت ياقمري الحزين
كل الذين نحبهم
بين انقاض المخيم ياجنين
وبين انقاض المخيم
كانت بداية حبنا بين الازقة والغبار
كانت لنا الاشياء والاسماء والقصص الجميلة
كانت لنا العابنا الحلوه الكثار
كانت لنا اهزوجة الاحلام
والوطن المخيم
والمخيم
واحة تمتد وردا تارة وبالاخرى شرار
اة يا الم الولادة في ومان العقم
عقمنا العربي
هو عمقنا
او عقمنا
راسي يدور
ماعدت احتمل الدوار
هي طفلة....او فكرة بين المخيم والدمار
لافرق بين الاثنتين
هي دمية منفية اجسادنا
والباحثين عن الطفولة بين قتلانا كثار
يا مجلس الامن الموقر
لكم الرسائل خطها الاطفال في هذا المخيم
لم نجد ورقا لنكتب
عفوا
لم نجد ماء لنشرب
تحت انقاض المخيم
لم نجد غير الدماء
قال طفل...والدي ما مات عند الله يسكن الان السماء
قال اخر...وانا امي تهدهدني لتاتينا بماء او شتاء
هكذا قال محمد
هكذا قالوا جميع الانبياء
وانتظرناك كثيرا ياسماء
وتوسلنا كثيرا ولم ياتي الشتاء
اول الايام قلنا...ربما يومين قد تصل المؤنة والدواء
وانتظرنا نحضن الام والاوجاع
نجمع الشمل المشتت
نتصدى لالهة القتل بالصدر المكشف والدعاء
وتشضينا في زقاق الصبر صبرا ال ياسر
ان في الصبح متسعا لتاتينا السماء
مر ليل حالك مفعم بالموت في كل شارع
ومضى جسدا شهيدا
يستغيث الله كي تقف المدافع
وتهاوى بين كفينا..جسدا اخر ونصف لجدار
وانتظرنا
وانتظرنا
زاد فينا الحب في هذا الحصار
يومنا الخامس
عامنا الخامس
ريح تتصدى ورصاصات قليلة
تستفيق الان من تحت الدمار
يومنا السابع
عامنا السابع
تخرج الروح حبلى من جسد
تصنع الان انتصار
يومن الثامن جاء
عامنا الثامن جاء
سقط الان الدعاء
تسقط الان السماء
يارجاء الوعد ياكل الرجاء
قالت الاخبار ( قد سقط المخيم )
نفذت كل الذخائر
استسلم القتلى لقاتلهم
سقطت كل الظمائر
وانتظرناك كثيرا ياشتاء
لحظة من حزن
من دمنا
ورياح الموت تصفر في المكان
انفض من حولي الغبار
وانا ارى
دخلت جموع القتل تجمع الاسرى
تعلن نصرها
وتجمع ماتريد من الغنائم
لم تجد جسدا لتأسرة
لم تجد الا صفير الريح
والجثث الشهيدة تهتف لن نساوم
كل الذين نحبهم سقطوا
واخرهم يكتب على الجدران قصتة الاخيرة
نحن ما متنا ولامات المخيم
هذا زمان الانبياء
هذا زمان الانبياء
ان في الصبح متسعا فهل تاتي السماء
ان في الصبح متسعا سيأتينا الشتاء
#ابوعلي_طلال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟