طوني سماحة
الحوار المتمدن-العدد: 4955 - 2015 / 10 / 14 - 09:20
المحور:
الادب والفن
مسكينة جنفر كونيل! حضرت حفلا مؤخرا ولم تستطع حمل طبق الطعام، كما أن حياتها في مدينة منهاتن الاميريكية أصبحت صعبة للغاية. والسبب؟ قفزة في الهواء.
لا لم تمارس جين (بحسب اسمها المصغر) هواية القفز بالمظلات أو رياضة ركوب الخيل. بل كل ما في الامر أنها دعيت لحضور حفل عيد ابن أخيها (أو ابن اختها) ، وعندما دخلت المنزل، هجم عليها الصبي راكضا وهو يصرخ "عمتي، عمتي، أحبك جدا". وما أن فتحت العمة الحنونة ذراعيها حتى كان الصبي ابن الثماني سنوات يصدمها فيترنحان معا ويقعان على الارض سويا، متسببا لها بالكدمات والاذى.
مضى على الحادث أربع سنوات، لكن آثاره لم تزل قائمة. فابنة الاربعة وخمسين عاما تجد صعوبة في التأقلم مع الحياة. لذلك قدمت شكوى بحق الطفل "شان تارالا" الارعن مطالبة بتعويض قدره 127000 دولارا. نعم 127000 دولارا.
ليتك كنت ابن أخي يا "شان"، فأبناء أخوتي قلما يعانقونني، وإن هم عانقونني لا يرمونني أرضا، وإن هم رموني أرضا لا يكسرون ولا حتى ضلعا واحدا من أضلعي. ليتك كنت ابن أخي أو أختي يا "شان"، لكنت فتحت ذراعيّ لك كي ترميني أرضا وتكسر أربعة من أضلاعي، عندها تكون قد اسديت لي خدمة إن أنا حصلت على تعويض قدره نصف مليون دولارا، مما قد يغنيني عن العمل مستقبلا.
صدق يا "شان" من قال أن "من الحب ما قتل". لكن ربما الحقيقة هي "من الحب ما أثرى". غريبة هي الحياة يا "شان"، غريبة بتصرفات أهلها من أعمام وأخوال، من كبار وصغار.
#طوني_سماحة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟