التصفويون بين العمل السري و العمل العلني السافر

محسين الشهباني

الحوار المتمدن-العدد: 4955 - 2015 / 10 / 14 - 09:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

التصفويون بين العمل السري و العمل العلني السافر

هم أنصار حزب شرعي “علني”، لكنهم، خائفون من قول ذلك بصراحة. فقرروا عرض نفض الأطروحة مع تقنيعها نوعا ما. إذ لا يقولون شيئا حول شرعنة الحزب. يكتفون بالدعوة إلى شرعنة تجزيئية. على ان يتكون الحزب من خلايا اشتراكية ديمقراطية غير شرعية (سرية) التي يجب أن تخلق “نقاط ارتكاز للعمل بين الجماهير” بتطوير بشكل واسع و مع أكبر التشعبات الممكنة شبكة من مختلف الجمعيات العمالية الشرعية. .
"لا يمكن أن يتحقق تحول الاشتراكية الديمقراطية إلى منظمة مستقلة للبروليتاريا الاشتراكية الديمقراطية إلا بقدر ما تبنى المنظمة الاشتراكية الديمقراطية في سيرورة تنحو إلى إشراك الجماهير العمالية في كل المظاهرات السافرة للحياة الاقتصادية و الاجتماعية"
لكن إذا كان الأمر هكذا، فالقرار ليس إلا حماقة فظة، لأن الكل يعلم جيدا أن “المنظمة تبنى” حتى عندما لا يكون هناك لا إضرابات و لا مظاهرات. أيها السادة الحكماء، توجد المنظمة بشكل ثابت، بينما، بين الوقت و الآخر تتدخل الجماهير في واضح النهار.
يعني، يجب على المنظمة أن تتكيف مع الحركة الشرعية. المؤسف هو أن مثل هذه الخلاصة لا تنجم أبدا عن المقدمة المنطقية/المنطلقات و أنه يمكن كذلك القول “باعتبار التغيرات…”، يجب على الحركة الشرعية أن تتكيف مع الحركة الغير شرعية!
لكن، أولئك الذين يتكلمون عن “تكييف” المنظمة الغير الشرعية مع الحركة الشرعية، يعطون فكرة خاطئة تماما عن هذا التغير لأشكال المنظمة الغير الشرعية. ليس ذلك إطلاقا. إن المنظمات الشرعية هي نقاط ارتكاز تسمح بإدخال/نشر/تغلغل أفكار الخلايا الغير الشرعية بين الجماهير. يعني هذا أننا نغير شكل تأثيرنا حتى يعطي لهذا التأثير اتجاها غير شرعي.
يمكن الآن أن نحكم على عمق فكر التصفويين: يقبلون المقدمة المنطقية الأولى (التي تتعلق بشكل العمل)، لكن ينسون الثانية (التي تتعلق بالمضمون) “يعلنون أنه يجب بناء الحزب بالشكل الذي يحوله، باجتذاب الجماهير في الحركة الشرعية و تكييف منظمتنا الغير الشرعية مع هذه الحركة.”
انهم يعتمدون على التشويش و التعتيم والاستعانة بعدد من الجمل المفخمة التي الفارغة من أي معنى بشكل مطلق


مقتطفات من كتاب لينين (الحزب غير الشرعي والعمل الشرعي )

#محسين_الشهباني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات