الخريف العربي ........ ونهوض الدب الروسي

هادي حسين الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 4953 - 2015 / 10 / 12 - 17:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تسارعت الاحداث في ساحة الصراع واتسع اوارها ....... وابطاله اضيف لهم شريك جديد هي روسيا ......... والسؤال ِلمَ روسيا ؟؟؟؟؟؟؟؟وما هي مصلحتها في ذلك؟؟؟؟ هل تربطها علاقة الدم بسوريا ؟؟؟؟ ام لاسباب اخرى .؟ وما هو صدى ذلك التدخل في غرف صنع القرار الغربي ؟
يمكن تلخيص الوضع في الشرق الاوسط بانه اشبه بــ (يتيم فاقد الام والاب والاهل ) بعد ان تمكنت الادارة الصهيونية الامريكية من خرق سيادة العراق 1990م واسقاط العراق باحضان الاحتلال 2003م وتفرد الهيمنة الامريكية على انظمة تهرأت ولم تعد منتجة او ملبية لتطلعات سادتها .. فكان القرار ابدالها برجال جدد يأتمرون بأمرها ... فكان ربيعا دمويا شمل بلدان ال يعرب ...... (مصر .. اليمن .. تونس ..سوريا.. ليبيا ... ووو) والنتائج معاشة الان لا داعي لايرادها ..... ولما وجدت امريكا جدوى لعبتها سيطول في تلك البلدان أرتأت زرع جرثومة كانت ادت ثمارها في افغانستان وباكستان من قبل (السلفية تحت مسمى القاعدة وطالبان ) فكان المسمى الجديد لتلك الجرثومة (الدولة الاسلامية في سوريا والعراق - داعش - ) فجندت جراثيم من مختلف بقاع الارض ( شيشانية وافريقية وعربية واوربية ..ووو) ودفعت بهم الى المعترك كجنود مرتزقة يوحدهم الفقر والاحتياج للمال .. دخلوا للعراق من بوابات تركية وعربية خليجية ووجدوا لهم في الداخل احضان تضمهم وتحميهم تجمعهم مصالح اصطبغت بالدين والطائفة .........
وليس هناك اصعب من مقاتلة عدو لصيق بجسدك!!!!!!! امدت امريكا واصحاب المصالح الدواعش بكل مقومات المقاومة وإطالة امد الصراع لأجل استنزاف الطاقات البشرية والاقتصادية وارغام ..... سبق ذلك ادراة شؤون العراق المحتل من قبل رجال ارتضوا لانفسهم ان يكون البلد مختبرا لكل العاهات ...... فنمت الطائفية واينعت ....... وبرزت الروح العشائرية والقومية وظهرت ابواق السحر والدجل والخوارق تحت مسميات دينية وكثرت القنوات التي تدار من جهات تدعي الوطنية لسانها يلهج بالولاء للوطن ومعاول التهديم أخذة بالتزايد ... وشجع المحتل ابطال الفتح الجديد على سلب الاموال وبث الرشوة واهدار المال العام .. نتج عن ذلك وزارات خاوية هزيلة الاداء مفككة ..... واشاع المحتل اغنية الديمقراطية ومكافحة الفساد ....... هذه الاغنيه اطربت السراق ولم ترعبهم لانهم ادرى بمضمونها ( كلام اعلامي لتطمين المواطن )........ لم نر ولم نسمع محاسبة احد هؤلاء الفسدة السراق ... هل يمكن فضحه؟؟ الف لا لان ذلك لو حصل سيكشف الاخرون ملفات فساد الغرماء ......... شيعة وسنة هم سراق هذا البلد ... ولا ينوي اي واحد منهم فضح عدوه ... لانهم (دافنينه سوا) ........ تمكن المحتل من تمزيق وحدة العراق بفضل دستور لا يتلائم وواقع العراق ... ارتضاه رجال السياسة تحت مظلة تصويت المواطن وتلك فرية ..... لان الاحزاب المتنفذه شيعية وسنية اوحت لجماهيرها بصلاح هذا الدستور . فكانت كارثة الاقلمة والانفصال ونهب الخيرات وتحول الاحزاب تلك الى اسود ناهشة افترست الوطن ومواطنيه.....
داعش تتمة اللعبة في بلد اختاره المحتل لتجاربه ونزف خيراته ... وغني عن ذكراحوال نموه وترعرعه هنا وما حققه من هدر للاروح الفتيه والطاقات البشرية والاقتصادية ومسح الشخصية الكريمة لشعب لا ذنب له سوى التسليم والاستكانة... التحالف الدولي هو الرئة التي ادامت حياة داعش في العراق وسوريا ... اعلان العمليات الجوية كانت لصالحه اذ استمرت امداداته بكل وقاحة ولسان الحال يقول (ان لم تستح افعل ماشئت ) تحالف مبرمج لحماية اعداء العراق واذلاله....
العراق الحالي في اسوأ حالاته . والفضل لامريكا والاخوة العرب ...... وكل الفضل للنخبة التي تقود البلد نحو هاوية سحيقة ... ولكن ماذا عن روسيا ونهوضها المفاجيء لنصرة سوريا؟؟
روسيا يدير سياستها وحكومتها رجال قدموا صالح بلدهم على مصالحهم .. (كما هو حال رجال الساسة في العراق!!!!!!!!! انا امزح) تحرك بوتين وزج روسيا بشكل مباشر في صراع سوريا.... لا لاجل عيون بشاروحسب بل وجد سانحة لكي يتدخل مستغلا رضا المجتمع الدولي في محاربة الارهاب... وشرعيته اعطته حالة ترحيب من قبل سوريا والعراق وكل المتضررين من وجود داعش.... بالمقابل اعطت امريكا ودول الجوار والخليج جرس انذار صاعق بامكانية تغيير قوانين اللعبة ....
روسيا لم تكترث من داعش العراق لانها معنية بتثبيت وجودها المادي والمعنوي في سوريا الحليف المزمن ... اما العراق الذي لا يملك قراره فامره شائك وغير مجد لها...... نحن بانتظار الصولة الروسية ونتائجها ..... وكل حديث عن نجدتها للعراق فهو بعيد لا يلوح في الافق..........

#هادي_حسين_الموسوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات