|
هوامش على متن الرسالة المفتوحة لعضوية الحزب الشيوعي السوداني: الرجل الشريف يحارب الفكرة بالفكرة 3 من 7
عادل عبد العاطي
الحوار المتمدن-العدد: 1358 - 2005 / 10 / 25 - 10:09
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
هوامش على متن الرسالة المفتوحة لعضوية الحزب الشيوعي السوداني (3 من 7) الرجل الشريف يحارب الفكرة بالفكرة او كيف يحارب الشيوعيون خصومهم باغتيال الشخصية والإشاعات الكاذبة والدعاية السوداء
في النصف الاول من خمسينات القرن الماضي؛ وزعت بعض الأطراف المجهولة في السودان منشورا موقعا باسم الشيوعيين؛ يدعو المواطنين إلى نبذ الدين الاسلامى وإسقاطه؛ والى اعتناق الشيوعية . وبعد توزيع هذه المنشورات نظمت حملة فى المساجد ضد الشيوعيين؛ الذين قيل أنهم يهاجمون معتقدات أغلبية سكان السودان؛ وطالب بعض خطباء المساجد في تلك الأيام بوجوب إهدار دم الشيوعيين . وقد كتب عبد الخالق محجوب حينها؛ مقالا قويا؛ يعتبر من أفضل مقالاته السجالية؛ بعنوان: الرجل الشريف يحارب الفكرة بالفكرة؛ وهو المقال الذي يعرف ايضا بعنوان: "كيف أصبحت شيوعيا"؛ وفي ذلك المقال يشرح عبد الخالق طريقه الي الشيوعية؛ وكيف انه لم يلتزمها بحثا عن الاديان؛ وانما كطريق للنضال السياسي والاجتماعي؛ وأوضح ان لا صراع للشيوعيين السودانيين مع الأديان؛ وختم مقاله بمخاطبة من دسوا تلك المنشورات قائلا: "بقى أن أقول للدوائر التى أصدرت هذا المنشور أن الرجل الشريف يصرع الفكرة السياسية بالفكرة السياسية ويعارض فكرة معينة بالحجة والمنطق . ان محاولة تزييف أفكار أعدائكم أو من تعتقدون أنهم أعداؤكم ، بهذه الطريقة الصغيرة لا تليق ، فوق أنها عيب فاضح . أما أساليب الدس فهي من شيم الصغار... " ( عبد الخالق محجوب: الرجل الشريف يحارب الفكرة بالفكرة : من كتاب محمد احمد سليمان: اليسار السوداني في عشرة سنوات) تذكرت كل هذا؛ وانا أقرا بعض ردود بعض اعضاء الحزب الشيوعي السوداني؛ على رسالتي المفتوحة لعضوات واعضاء ذلك الحزب؛ والتي نشرتها بتاريخ 16 اكتوبر 2005؛ حيث تراوحت الردود ما بين التهجمات الشخصية والانفعالات المريرة من جهة؛ والدفاع غير النقدي التبريري؛ المنطلق من مواقع سلفية نصوصية؛ من الجهة الاخرى؛ وان كانت هناك جواهر في وسط هذا الركام العظيم؛ تمثلت في بعض التفاعل الايجابي مع الرسالة؛ من قبل بعض الشرفاء والديمقراطيين والإصلاحيين في صفوف الشيوعيين. ومن بين تلك الردود؛ استرعى اهتمامي بشكل خاص؛ رد من قبل عضو في الحزب الشيوعي السوداني؛ يدعي خالد العبيد؛ مقيم باستراليا؛ ويبدو انه ذو حظوة ومحسوبية في الحزب الشيوعي وعند قيادته اليمينية؛ بدليل ان توصيلته – اى إيصاله بفرع الحزب الشيوعي عند انتقاله من مكان الي اخر – تصل اليه بسرعة جهنمية؛ كما اعترف بنفسه؛ فهو حين يذهب للرياض تاتيه في ثلاثة ايام؛ وعندما يقطع البحار في اتجاه استراليا تاتيه في اسبوع؛ وعندما يسافر إلي القاهرة يحملها في جيبه؛ بينما في العادة تصل للعضوية العادية بعد اشهر طويلة وسنوات؛ أو لا تصل إطلاقا. وقد زعم السيد خالد العبيد؛ في رده على رسالتي المفتوحة؛ انه يملك وثيقة مكتوبة بخط اليد؛ يعترف فيها عضو قيادي في الحزب الليبرالي السوداني؛ الذي انتمي اليه؛ بعمله في جهاز أمن الجبهة القومية الاسلامية؛ وهددني بنشرها؛ واعتبر ان هذا خبر غير سار بالنسبة لي؛ الخ الخ من غث الكلام. وقد خاطبت السيد خالد العبيد؛ مطالبا اياه بنشر الوثيقة في الحال؛ وقلت له اننا لا نتستر على اى جاسوس في صفوقنا؛ واعتبرت ان نشره لمثل هذه الوثيقة؛ اذا كان يملكها حقا؛ هو انتصار للحقيقة والتاريخ؛ وفي نفس الوقت حذرته من محاولة التلفيق واغتيال شخصية البشر بالباطل؛ فقال ببساطة انه يملك الوثيقة ولكنه سينشرها في الوقت الذي يروق له؛ وانني لست من احدد له وقت النشر؛ وسدر في غيه يعمه. هذه الواقعة توضح حجم الانحطاط الذي وصل اليه بعض قادة وكوادر الحزب الشيوعي؛ في ممارسة اغتيال الشخصية والدعاية السوداء واختلاق الاكاذيب والتشنيع؛ و التي اشرنا اليها وأشار اليها غيرنا اكثر من مرة؛ وهي لا شك ليست من اساليب الرجال ( والنساء) الشرفاء (والشريفات) ؛ الذين يحاربون الفكرة بالفكرة؛ كما دعا عبد الخالق محجوب؛ وانما هي الاساليب التي سميت بسببها السياسة باللعبة القذرة؛ والتي تخصصت فيها القيادة اليمينية للحزب الشيوعي السوداني؛ ومن يسير على نهجها بغير هدي ودون إحسان. ان اتهاما معمما لقائد في حزب سياسي سوداني؛ مهما كان حجم هذا الحزب؛ بالانتماء لأمن الجبهة القومية الاسلامية؛ هو إتهام خطير بكل المقاييس؛ وما دام قد اُطلق؛ فلا بد ان يتم اثباته؛ او الاعتذار عنه؛ ولكن المتخصصين في الدعاية السوداء؛ من كوادر الحزب الشيوعي السوداني التابعين لقيادته اليمينية؛ يريدوا ان يسيروا على طريق الوان والراية؛ والتي اتهمت من قبل المهندس صالح الخير بالتخابر لصالح الجيش الشعبي لتحرير السودان؛ وعندما برأته المحكمة؛ قالوا بببجاحة ان هذا لا يهمهم؛ فقد انتشرت الإشاعة في كل السودان؛ وهذا هو المهم. هذا الاسلوب الخسيس في العمل السياسي؛ تنبه له عضو سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني؛ حسن تاج السر؛ حين كتب عن ممارسة اغتيال الشخصية والاشاعات المغرضة؛ التي تستخدم ضد الاعضاء القادة في الحزب ؛ ناهيك عن الخصوم السياسيين؛ ووصف الوضع السائد في حزبهم ملخصا له في التالي : " عقيدة ايمانية .. عبادة فرد .. شخصنة الحزب في سكرتيره العام .. تفشي الكسل الذهني بين مثقفيه .. معاداة المبادرة .. سيادة أساليب الهيمنة والتشرذم والفتك بالخصوم وتدميرهم عن طريق تشويه السمعة وفبركة التهم .. وتسريب الاختلاقات والأقاويل عن القادة الغير مرغوب فيهم للحط من شأنهم وقتل شخصياتهم ... والإنتشاء باخبار السقوط والإرتداد والإبعاد من القيادة .. افتقاد الحق والعدل داخل الحزب .. وأصبحت القيادة نهباَ للكذب والتآمر، وتحول الحزب الي قطيع مسلوب الارادة وانطمست معالم الحزب كمؤسسة ديمقراطية." (راجع قضايا سودانية؛ مجلة يصدرها الحزب الشيوعي السوداني؛ العدد الثاني والعشرون، ديسمبر 1999، صفحة 1) أما احد اعظم الرجال والابطال؛ ممن حاولت ماكينة الدعاية السوداء للحزب الشيوعي السوداني وقيادته اليمينية اغتياله معنويا وسياسيا واجتماعيا؛ فهو الاستاذ الراحل الخاتم عدلان؛ والذي حكى عن تجربته معهم؛ وكيف انه كان يتعامل معهم اجتماعيا؛ ويزورهم ويبتدر بالتقاط خيوط الصداقة والود؛ في حين تعاملوا معه بلؤم : "ولكن العكس ليس صحيحا فعندما خرجت حاول كثير من الشيوعيين ، بتشجيع من القيادة •• اغتيال شخصيتي •• وهذه واحدة من الممارسات التي كان يمارسها الحزب الشيوعي للاسف واصبح عاجزا عنها يعني هو حتي لو تخلي عنها فسيكون تخلي العاجز اسلوب اصبح لايفيد كثيرا ولكنهم علي كل حال حاولوا اغتيالي معنويا • ولاكون دقيقا فان فئات منهم حاولت ذلك وهذا ايضا بدوافع البرنويا ودوافع المقولة اللينينية ان الشيوعي اذا سقط يسقط عموديا وهذا هراء محض (...)" الخاتم عدلان؛ لقاءصحفي مع جريدة اخبار اليوم؛ 2004) وفي ممارسة اغتيال الشخصية؛ فان القيادة اليمينية للحزب الشيوعي السوداني وتابعيها تتهجم على خصومها وتتهمهم في اخلاقهم؛ كما فعلوا مع الشهيد والقائد العمالي الفذ قاسم امين؛ او تتهمهم بالسرقة والاختلاس؛ كما فعلوا مع الراحل الخاتم عدلان؛ او تتهمهم بالجاسوسية والعمل للامن؛ كما يفعلوا الان في اسلوب عاجز مخز؛ تجاه عضو قيادي يزعموه في الحزب الليبرالي؛ وبوثيقة مزعومة يتهربوا من ان ينشروها؛ وفي الحقيقة فانهم في هذه الاتهامات المجانية لهم تاريخ مخز طويل . فغير اتهاماتهم العضيرة والحقيرة في الميدان لاعضاء منهم كل ثلاثة اشهر؛ نذكر ما فعل سكرتيرهم العام اليميني محمد ابراهيم نقد؛ حين اتهم الاستاذ خالد المبارك بالعمل لجهاز امن النميري؛ فلما رفع الرجل القضية للقضاء؛ تراجع نقد واعتذر له؛ او كما فعلوا مع الدكتور منصور خالد؛ والذي اتهموه في كتابهم عن قضية الجنوب في 1977 بالعمالة للمخابرات الامريكية؛ ثم عادوا خلسة لسحب تلك الفقرة؛ ودون اعلان او تبرير؛ في الطبعة الثانية للكتاب؛ عندما اصبح الرجل رقما في الحركة الشعبية لتحرير السودان؛ مما رصده الباحث الدكتور عبد الله على ابراهيم؛ ونعته ب" خفة اليد الثورية". وفي الحقيقة فان اتهام القيادة اليمينية لخصومها بالتجسس والامنجية؛ هو استمرار لنفس منهج ارباب الارهاب الستاليني الكالح؛ وهو من جانب اخر قد يغطي على الجواسيس الحقيقيين: الم يعدم ستالين مئات والاف البلاشفة ومن بينهم كامينيف وبوخارين وتوخاشيفسكي ويرسل في قتل تروتسكي؛ بدعوي عملهم كجواسيس للامبريالية؛ الم يقف وراء تنفيذ كل ذلك بيريا عميل الاوخرانا الروسية ؟ ان القيادة اليمينية لو كانت تريد حقا ان تبحث عن الجواسيس؛ فلتبحث عن الجاسوس الذي تحدث عنه ابو رنات؛ رئيس البوليس السياسي بزمن دكتاتورية عبود؛ والذي يجلس في قمة هرم الحزب الشيوعي منذ الخمسينات؛ والذي حاول الشيوعيين مقايضة ابورنات لكشفه؛ بعد ثورة اكتوبر؛ فرفض وما زال يحتفظ بالسر! من هو هذا الجاسوس في قمة هرم الحزب الشيوعي: هل هو من أعدم وصية عبد الخالق محجوب الاخيرة؛ ام من طلب من الامريكان قرضا دون فائدة؟ ان معرفة هذا الجاسوس ستساهم كثيرا في حل كمية من اعقد اسرار الحياة السياسية السودانية في خلال الخمسين عاما الاخيرة؛ والتي كان للحزب الشيوعي السوداني طرفا فيها؛ وسيفسر سر التوجه اليميني في قيادة الحزب الشيوعي؛ والخيانات التي دفع ثمنها مجموعة من انبل البشر؛ من قيادات الحزب الشيوعي وكوادره. في النهاية اقول مع عبد الخالق محجوب؛ ان الرجل الشريف ( والمراة الشريفة) يحاربان ( او يحاوران) الفكرة بالفكرة؛ ولا يلجأن الى اساليب الدس التي هى من شيم الصغار؛ ولكن انى هذا ممن شخصنوا الحزب في شخص سكرتيره العام؛ وعادوا المبادرة؛ وسادت وسطهم أساليب الهيمنة والتشرذم والفتك بالخصوم وتدميرهم عن طريق تشويه السمعة وفبركة التهم وتسريب الاختلاقات والأقاويل عن القادة الغير مرغوب فيهم للحط من شأنهم وقتل شخصياتهم . كيف يكون هذا لمن اصبح همهم الإنتشاء باخبار السقوط والإرتداد والإبعاد من القيادة .. اين يكون هذا في حزب افتقد فيه الحق والعدل؛ وأصبحت القيادة فيه نهباَ للكذب والتآمر، وتحول الي قطيع مسلوب الارادة وانطمست معالمه كمؤسسة ديمقراطية؛ كما يقول الزميل حسن تاج السر؛ عضو السكرتارية المركزية للحزب (اليميني) السوداني.
عادل عبد العاطي 24/10/2005
#عادل_عبد_العاطي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هوامش على متن الرسالة المفتوحة لعضوية الحزب الشيوعي السوداني
...
-
هوامش على متن الرسالة المفتوحة لعضوية الحزب الشيوعي السوداني
...
-
الديمقراطية والاصلاح السياسي في العالم العربي: الحالة السودا
...
-
رسالة مفتوحة الي عضوات واعضاء الحزب الشيوعي السوداني
-
تضامنا مع وليد حسين: لا لارهاب الجبناء والاوباش باسم الدين
-
وصية عبد الخالق محجوب المخفية ومسؤولية المؤرخ
-
الخاتم عدلان كما عرفته
-
الخاتم عدلان .. نبيّنا الآخير
-
محمد إبراهيم نُقُد وإخفاء وصية عبد الخالق محجوب الاخيرة
-
الطريق الثالث بين الحرابة والتسوية: خطوط عريضة في اتجاه بلور
...
-
الخروج من عنق الزجاجة:اسقاط النظام كيف ولماذا؟
-
تأملات في أفق المعرفة والشهادة: في نضال واستشهاد عبد الخالق
...
-
لماذا يرفض الليبراليون السودانيون تعدد الزوجات والطلاق الاعت
...
-
مرة اٌخري نحو قانون مدني موحد للاحوال الشخصية في السودان
-
نحو قانون مدني موحد للاحوال الشخصية في السودان
-
الحملة الدولية لاطلاق سراح دكتور مضوي ابراهيم آدم ورفاقه
-
النظام السوداني يهدف الي قتل الدكتور مضوي ابراهيم آدم
-
تمخض التجمع فولد فاراً ميتاً : قراءة في قرارات هيئة- قيادة-
...
-
كمال دُقدُق: نجمة الحياة في سماء العدم
-
الخِدعة الكبرى
المزيد.....
-
شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب
...
-
خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
-
وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا
...
-
جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
-
زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
-
كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
-
مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
-
ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
-
مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
-
جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|