أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد المحسن - هل بإمكاننا بناء سوق عربية مشتركة.. في ظل ما يسمى بّ- لربيع العربيّّ-؟














المزيد.....


هل بإمكاننا بناء سوق عربية مشتركة.. في ظل ما يسمى بّ- لربيع العربيّّ-؟


محمد المحسن
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 4952 - 2015 / 10 / 11 - 00:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




المنطقة العربية برمتها ظلّت عبر حقب تاريخية مختلفة رهينة السيطرة والتبعية، فمعظم دول المنطقة، ما إن تحصّلت على استقلالها السياسي حتّى انشغلت بقضايا جانبية، استنزفت مواردها وإمكانياتها لسنوات طوال.
انخرطت في الصّراع العربي الإسرائيلي، وبدأت بالتوازي مع ذلك معارك الخلافات الحدودية، التي أتقن الاستعمار رسمها، ما انعكس سلبا على معدلات النموّ الاقتصادي نتيجة توظيف كل الطاقات نحو الإنفاق العسكري والتأهّب للحروب، بدلا من استثمار تلك الطاقات في حقول التنمية.
لقد راهنت قوى العولمة القديمة على إقحام الكثير من الدّول الأقل نموّا، ومن بينها الدّول العربية في خلافات سياسية أو صراعات إقليمية أنهكت قدراتها الإنمائية، ما جعلها تخسر قدرا هائلا من مواردها الاقتصادية والبشرية، وكان في مقدّمات هذه الصراعات: الصراع العربي – الإسرائيلي والهند وباكستان والخلافات الحدودية بين فيتنام وكمبوديا.. وليبيا وتشاد، والعراق وإيران والإمارات العربية المتحدة، والعراق والكويت، والنزاع الحدودي (وقد تمّ حسمه) بين قطر والبحرين وغيرها الكثير.. كما سعت القوى العالمية القديمة والجديدة إلى اجهاض كل المبادرات الهادفة إلى إيجاد تكتّل إقليمي عربي، فاشتعلت تبعا لذلك أزمة الخليج، إثر اجتياح العراق للكويت في الثاني من أغسطس 1990 وكانت ضربة قاصمة لهذا التكتّل أهدرت فرص المصالحة العربية في المدى المنظور، وأتاحت للقوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، الفرصــــة لاستخدام القوّة والتدخّل بشكل سافر، وعلاوة على النفقات المالية الباهظة التي تحملّت الدّول العربية الخليجية تكلفتـــــها، فإنّ تداعيات هذه الأزمة ما زالت قائمة، من خلال حالات التجــزئة والتفكّك التي تعيشها المنطقة العربية برمتها، بما جعلها تدور في فلك السيطرة والهيمنة من قبل قوى العولمة المعاصرة.
ومن هنا نستشف الانعكاسات الخطيرة لتلك الصراعات على مسيرة التنمية، ولعلّ الأكثر إيلاما العقوبات التي فُرِضت على العراق في أغسطس 1990، والتي تسبّبت في تدهور الناتج المحلي الإجمالي العراقي بشكل درامي، وصعّدت من درجة التضخّم إلى حد مخيف، يضاف إلى هذا وذاك الخسائر الفادحة التي تكبدتها ليبيا، نتيجة فرض حظر جوّي وعسكري عليها، بموجب قرار مجلس الأمن رقم 748 منذ أبريل 1992 وحتى أبريل 1999، ما أثّر سلبا على أدائها الاقتصادي.
ونتيجة لكل هذا تأثّرت القوّة الاقتصادية العربية وتعطّلت عن اللحاق بقطار العولمة، ما جعل مشاركتها في النظام العالمي الجديد تقوم على الخضوع وليس الندية، والتبعية وليس التعاون.
إنّنا الآن.. وهنا- وفي غياب وعي قومي يشخّص جسامة المرحلة التي نمرّ بها، نجد أنفسنا كما مهملا على هامش التاريخ، تنهشنا سياسة ازدواجية المعايير في مناخ دولي يتسم باللاموضوعية، والانحياز حيال أشكال الصّراع التي تحدث- هنا وهناك- في مناطق مختلفة من العالم، أو حيال وضع نهاية عادلة وشاملة لأشكال الصراعات، وعلى رأسها الصراع العربي – الإسرائيلي. كما أنّ سياسات التحجيم والتقزيم وانتهاج القوّة العسكرية، لا تزال تمارس ضدّنا وضد الرافضين للنظام العالمي الجديد، أو بالأحرى النظام الأمريكي، حيث لم نكد نتخطّى عتبة التخلّف التقليدي، حتى وجدنا العالم من حولنا تحكمه آليات العولمة المعاصرة مثل، الخصخصة والثورات العلمية والتكنولوجية والإعلامية والتنافس في التجارة العالمية، وانبجست تبعا لذلك مقاييس وضوابط جديدة – للتخلّف والتقدّم- أصبحت تصاغ بمقتضاها معايير الاندماج في العولمة، بما يناسب أهداف مجموعة صغيرة من الدّول المتقدّمة، تحتكر لنفسها المردود الإيجابي للاقتصاد والسياسة على المستوى العالمي.
ولذا بات لزاما على الاقتصاديين العرب – ونحن نحتفي بالربيع الثوري العربي-تعميق الوعي والمعرفة لدى الرأي العام العربي الذي يروم تحقيق أكبر قدر من السيطرة على موارده النفطية والطبيعية والمالية، وتوظيفها توظيفا وطنيا يخدم قضايا التنمية العربية المستقلة، ويكسر دائرة التخلّف والتبعية والتجزئة التي طوّقتنا عبر عهود السيطرة الاستعمارية الطويلة، في ظل الصراعات العالمية، من دون مواربة أو خداع، حتى نكتشف جميعا التناقضات والمطبّات السياسية والاقتصادية التي تحكم الأوضاع الراهنة، في ضوء تشخيص موضوعي لواقع الوحدات القطرية التي يتشكّل منها الاقتصاد العربي في مجمله.
لقد غدا واضحا أنّ عددا من الأقطار العربية النفطية هي من الصغر بحيــــث يصعب عليها بناء صناعة متوازنة داخل حدودها القطرية، أو الاعتماد أساسا على السّوق الداخلي للطلب على صناعاتها، لكن المهــــم أيضا أن ندرك أنّ التعاون الوثيق مع الشركات الدولية النشاط واتخاذ دور التابع للرأسمالية الدولية ليس هــــو البديــــل الوحيد أمام هذه الأقطـــار العربـــية التي تتمتّع بفوائض مالية كبيرة بإمكانها استثمارها فــــي تسريع عملية الوحدة العربية، ورفع التحديات التي تواجهنا والمساعدة في بناء سوق عربية مشتركة، يمــــكن لأقطـــارها النمـــوّ في إطارها، بما من شأنه أن يعيد بناء النظام العربي وفق أسس وقواعد تكفل التضامن والتكامل خلافا لواقع التفكّك والتصدّع..
محمد المحسن
كاتب صحفي وعضو في اتحاد الكتاب التونسيين
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10204166089175481&set=a.1377170432328.2053329.1323886398&type=3&theater



#محمد_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا حرية للوطن..ولا تقدّم للمجتمع بغير الديمقراطية
- العرب..في مواجهة الإختراق الثقاقي الكوني
- على هامش الحرب الأمريكية المفتوحة على –الإرهاب-كيف تستقيم ال ...


المزيد.....




- إسرائيل تُعلن تأخير الإفراج عن فلسطينيين مسجونين لديها بسبب ...
- الخط الزمني للملاحقات الأمنية بحق المبادرة المصرية للحقوق ال ...
- الخارجية الروسية: مولدوفا تستخدم الطاقة سلاحا ضد بريدنيستروف ...
- الإفراج عن الأسير الإسرائيلي غادي موزيس وتسليمه للصليب الأحم ...
- الأسيرة الإسرائيلية المفرج عنها ‏أغام بيرغر تلتقي والديها
- -حماس- لإسرائيل: أعطونا آليات لرفع الأنقاض حتى نعطيكم رفات م ...
- -الدوما- الروسي: بحث اغتيال بوتين جريمة بحد ذاته
- ترامب يصدر أمرا تنفيذيا يستهدف الأجانب والطلاب الذين احتجوا ...
- خبير: حرب الغرب ضد روسيا فشلت وخلّفت حتى الآن مليون قتيل في ...
- الملك السعودي وولي عهده يهنئان الشرع بمناسبة تنصيبه رئيسا لس ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد المحسن - هل بإمكاننا بناء سوق عربية مشتركة.. في ظل ما يسمى بّ- لربيع العربيّّ-؟