أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - رياض ابو رغيف - حين يرسم السجين حلمه














المزيد.....


حين يرسم السجين حلمه


رياض ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 4951 - 2015 / 10 / 10 - 15:29
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


في احدى زنازين مديرية اﻻ-;-من العام "الصدامية " كان برفقتي مجموعة من المعتقلين احدهم كان شابا في مقتبل العمر ، كان يضع حصيرة نومه الكارتونية قريبة من احد جدران الزنزانة وكنت اﻻ-;-حظ ان وجهه دائما كان يقابل الجدار ولا يحوله الينا اﻻ-;- في الضرورات ، ولطالما سمعت صوت عبراته المخنوقة مع تمتمات بدت وكأنها كلمات كردية ترانيمها وايقاعها يشبه ايقاع الشعر او "النعي " ...
لم اسأل عن سبب بكاءه فدموع الرجال تنهمر دونما شعور حينما تغص صدورهم وتختنق من نتانة الظلم ورائحة الذل وقذارة القهر ...
بعد اسابيع دفعني الفضول الى اﻻ-;-قتراب منه ، كان وجهه لا يزال مواجها لذلك الحائط المليء بخربشات ورسوم وكلمات واشعار وذكريات من مضوا قبلنا الى حيث مصيرهم ، انتبهت الى ان عينيه مازالتا تحدقان برسم لواجهة بيت كبير حفرت خطوطه على ذلك الحائط ، وبعد ان حادثته وتعارفنا قلت له .. الى ماذا تنظر في هذا الجدار الذي اشغلك عنا وعن نفسك ، وبمجرد ان انهيت عبارتي اجهش الرجل بالبكاء وكاد لولا رجائي ان يلفت صوت بكاءه المرتفع انتباه حراس السجن ... وبعد ان هدأ قليلا قال ، اترى هذا البيت واشار الى الرسم الذي كان طالما يقابل وجهه ، هززت راسي ، فقال ، هذا الرسم رسم بيتنا .. بيت اهلي الذي ولدت فيه وعشت فيه مع اخواني ووالدي وجدي وجدتي ..اترى هذه الساحة ، وكانت عبارة عن مستطيل مرسوم امام ( رسم البيت ) ، هذه الساحة المقابلة لبيتنا وكنت العب فيها الكرة انا واخواني وجيراني واصدقائي . اترى هذا الكلب ، واشار الى رسمة لكلب وهو جالس امام عتبة الدار ، هذا الكلب جئت به جروا صغيرا اهتمت به امي وجدتي فصار اوفى صاحب لي ،كان وهو يصف لي رسمته يبكي وتنهمر الدموع غزيرة والعبرات مختنقة في جوفه ، سألته انت من رسم هذا ؟ قال نعم انا ، سالته ، لماذا ، التفت الي بعصبية وقال ، اﻻ-;- تشتاق لاهلك اجبته باﻻ-;-يحاب ، قال ، هل فارقتهم يوما ، رددت عليه كثيرا ، قال انا لم افارق هذا البيت واﻻ-;-رض التي بجانبه والساحة التي امامه والناس الذين يسكنونه والكلب الذي ربيته ولا لحظة واحدة ولم يمر علي يوم صادف ان بت خارجه ، بناه ابي غرفة غرفة وكنت وانا لازلت صغيرا اساعدهم بحمل الرمل والاسمنت في "شليل " دشداشتي ، انا اتنفس هذا البيت واعشق كل طابوقة ورملة فيه ، انا اختنق لاني بعيدا عنه ، يقتلني الشوق اليه ، ولكي اخفف قليلا عما في نفسي رسمته كي ابقى اعيش فيه حتى ولو في احلامي ...،



#رياض_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بأسم الدين .. من سرق من ؟
- رجل حررني من عبوديتي
- بين صلح الحسن واجتثاث البعث
- الخير أت ... من دبش
- ارهاب يقبل به العلمانيون !
- انا والملحد والبعثي والحسين ع
- حينما قررت ان لا اضرب زوجتي


المزيد.....




- بعثة إيران لدى الأمم المتحدة: لن نناقش تفكيك البرنامج النووي ...
- الآلاف يغلقون شارع بيغن بتل أبيب للمطالبة بإتمام صفقة الأسرى ...
- بعثة إيران لدى الأمم المتحدة: لن نناقش تفكيك البرنامج النووي ...
- وزير الخارجية الأمريكي يدعو إلى محاسبة -مرتكبي المجازر- ضد ا ...
- النمسا ترفض خطط برلين المتعلقة برد طالبي اللجوء عند الحدود ا ...
- فون دير لاين تدعو إلى تشديد قوانين دخول المهاجرين وزيادة عمل ...
- جراء الحرب.. الاحتلال يقر بارتفاع عدد الجرحى والمعوقين في ال ...
- ذعر في طهران قبل الاحتجاجات.. موجة جديدة من الاعتقالات
- الأمم المتحدة تؤكد تراجع ظاهرة -النينيا- في المحيط الهادئ
- منظمة الهجرة الدولية تطلق صندوقا خيريا إسلاميا لدعم النازحين ...


المزيد.....

- ١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران / جعفر الشمري
- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - رياض ابو رغيف - حين يرسم السجين حلمه