أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - لا يتعلمون من أخطائهم














المزيد.....

لا يتعلمون من أخطائهم


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4951 - 2015 / 10 / 10 - 12:58
المحور: القضية الفلسطينية
    


جميل السلحوت
لا يتعلمون من أخطائهم
ممّا لا شكّ فيه أنّ حكومة بنيامين نتنياهو اليمينيّة المتطرّفة قد استغلّت حالة الضّياع والتّفكّك والاحتراب الدّاخلي التي يعيشها العالم العربيّ، مصحوبة بحالة الانقسام على السّاحة الفلسطينيّة، من أجل خلق واقع جديد في المسجد الأقصى، والتّسريع بتهويد القدس العربيّة المحتلة، ومشاريع الاستيطان لخلق وقائع جديدة على الأرض تجعل قيام دولة فلسطينيّة أمرا خياليّا، ورغم معرفة حكّام اسرائيل بمكانة المسجد الأقصى كجزء من عقيدة المسلمين، إلا أنّ ذلك لم يردعهم عن المساس بحرمة هذا المسجد، وهم لم يتعلّموا من تجربتهم عندما اقتحم أريئيل شارون المسجد في أيلول عام 2000، وأشعل نيران عنف حصدت أرواح الآلاف، تماما مثلما لم يتعلّموا من تجارب غيرهم من القوى الامبرياليّة التي تشبثّت بمستعمراتها وكانت النتائج أن دخلت هذه القوى مزابل التاريخ، وتحرّرت الشّعوب المستعمرَة، لكن بعد خسائر فادحة. فالاحتلال نهايته إلى زوال، ولا بدّ أن يتمكنّ الشّعب الفلسطينيّ من حقه في تقرير مصيره على أرضه واقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشّريف على الأراضي المحتلة في حرب حزيران 1967، حسب قرارات الشّرعية الدّوليّة.
وإذا كان الاسرائيليّون لم يتعلّموا من تجاربهم ومن أخطائهم ومن التّاريخ، فهل نتعلّم نحن الفلسطينيّين من تجاربنا وتجارب غيرنا؟ فهناك من يرفع شعار"أنّ من حقّ الشعوب المقهورة والواقعة تحت الاحتلال أن تقاوم قاهرها ومحتلها بكلّ الطّرق التي ترتئيها وتستطيعها" لكن هذا شعار فضفاض لا يؤخذ على علّاته! فليست ظروف كلّ الشّعوب والدّول متشابهة. وعلينا الانتباه إلى الظّروف المحليّة والاقليميّة والدّوليّة، وأن نستفيد من تجاربنا وتجارب غيرنا، فعسكرة الصّراع لن تعود علينا إلا بالويلات والخسائر، وهذا ما حصل في الانتفاضة الثّانية. بينما الانتفاضة الشّعبيّة الأولى حقّقت مكاسب كثيرة، وعرّت اسرائيل أمام الرّأي العامّ العالميّ، ولو أحسنت الدّبلوماسيّة الفلسطينيّة والعربيّة استغلالها لأنهت الاحتلال، ولتمكنّ الشعب الفلسطينيّ من تحقيق حلمه بالتّحرّر والاستقلال. لكنّها كانت فرصة ضائعة لم تستغلّ سياسيّا كما يجب.
وفي الوقت الذي باتت فيه القيادة الفلسطينيّة على قناعة تامّة، بأنّ التفاوض مع نتنياهو وحكومته لن يتمخّض عن شيء سوى زيادة الاستيطان، فإنّها استطاعت بدملوماسيّتها تعرية اسرائيل أمام الرّأي العامّ العالميّ، وبتنا نشهد حملات المقاطعة لاسرائيل في أوروبا وأمريكا حليفة اسرائيل الاستراتيجيّة. وهذا ما يقلق الحكومة الاسرائيليّة.
وفي الطّرف الآخر فإنّ حكومة نتنياهو ذات الأيدولوجيّة الصّهيونيّة القائمة على الاستيطان والتّوسع، تؤمن بسياسة القهر العسكريّ وتحقيق سياساتها من خلال القوّة، وهي لا تؤمن بأيّ حقوق للشّعب الفلسطينيّ، وأقصى ما يمكن أن تتنازل عنه هو اعطاء الفلسطينيّين ادارة مدنيّة على السّكان وليس على الأرض. وهي تشرّع قوانين أقلّ ما يمكن وصفها به أنّها قوانين عنصريّة. وبسياستها هذه فإنّها أطلقت يد الجيش والمستوطنين في الأراضي المحتلّة لتقتل وتدمّر كيفما تشاء. وسياستها هذه لن يسكت عنها الرّأي العامّ العالميّ رغم الدّعم الأمريكيّ اللامحدود لها، والذي يجعل من اسرائيل دولة فوق القانون الدّولي وفوق قرارات الشّرعيّة الدّوليّة. والرّأي العامّ العالميّ بات يدرك جيّدا ألاعيب نتنياهو ومحاولاته كسب الوقت لتحقيق أهدافه التّوسّعيّة، ويدرك أنّ استمرار الصّراع يهدّد دول وشعوب المنطقة، كما يهدّد السّلم العالميّ، وبذا فإنّه لن يسمح باستمرار الأوضاع على ما هي عليه إلى ما لا نهاية. فهل نتعلّم من أخطائنا ومن أخطاء غيرنا؟
10-10-2015



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخنفشاري في اليوم السابع
- المعارضة المتأسلمة والولاءات
- بدون مؤاخذة- شيوخ آخر زمن
- الانفلات الاستيطاني والعنصرية الصّهيونيّة
- في بلاد العم سام
- بدون مؤاخذة- إنّها القدس يا عرب
- بدون مؤاخذة- الارهاب ليس تخصّصا عربيّا ولا اسلاميّا
- ثقافة التخلف والجهل وراء تدافع الحجّاج
- بدون مؤاخذة- الأقصى والعيد
- بدون مؤاخذة- طلعت ريحتكم
- زغرودة الفنجان لحسام شاهين وأدب السّجون
- رواية الخاطئة في اليوم السابع
- أوامر بقتل الأطفال
- الخاطئة رواية العشق الحرام
- تعدّدت الأسباب والموت واحد
- لا عصمة بعد القدس
- اليوم السّابع تحيي ذكرى سميح القاسم
- في بلاد الكفار
- خماسيّة الموت
- التعليم في فلسطين مشاكل وطموحات


المزيد.....




- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...
- شاهد ما رصدته طائرة عندما حلقت فوق بركان أيسلندا لحظة ثورانه ...
- الأردن: إطلاق نار على دورية أمنية في منطقة الرابية والأمن يع ...
- حولته لحفرة عملاقة.. شاهد ما حدث لمبنى في وسط بيروت قصفته مق ...
- بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة -ملعونة- إلى البرا ...
- وسط احتجاجات عنيفة في مسقط رأسه.. رقص جاستين ترودو خلال حفل ...
- الأمن الأردني: تصفية مسلح أطلق النار على رجال الأمن بمنطقة ا ...
- وصول طائرة شحن روسية إلى ميانمار تحمل 33 طنا من المساعدات
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة رجال أمن بعد إطلاق نار على دورية أمني ...
- تأثير الشخير على سلوك المراهقين


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - لا يتعلمون من أخطائهم