|
سكان جهنم نساء
صبيحة شبر
الحوار المتمدن-العدد: 1358 - 2005 / 10 / 25 - 10:12
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
تخبرنا الروايات المتعددة ان أكثر سكان جهنم من النساء ، وعندما نسال لماذا ؟ يجيبون لان المراة خلقت من ضلع اعوج وأنها سبب خروج ادم من الجنة ، الم يخبرنا القران ان الله اجتمع بالملائكة واخبرهم انه قرر ان يجعل الإنسان خليفته في الأرض ، فتساءل الملائكة ، أتجعل فيها ( ويقصدون في الأرض ) من يفسد ويسفك الدماء ؟ ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ، في القران لانجد إشارة واضحة على ان الله يحمل حواء تلك الجريمة البشعة في إخراج ادم من الجنة ، ففي حديث الله مع الملائكة دليل واضح انه استخلف الإنسان في الأرض ، ومعنى الاستخلاف ان يقوم الخليفة بأداء ما يطلبه منه ولي الأمر أي الله من أعمال مختلفة متعددة ،مثل اعمار الأرض وسكنى الناس ، وبناء الدول وإنشاء الأمم المتعاونة المتآزرة ، التي تحرص على إقامة صلات المحبة والتعاون بين الناس على أساس العدل والمساواة ، وإعطاء كل ذي حق حفه دون نقصان ، في بيعة العقبة الأولى والثانية كانت هناك نساء بايعن الرسول على ان ينصرنه وينصرن الإسلام ويدافعن عنه ، فلماذا تقوم المراة بالدفاع عن قضية تعرف أنها الخاسرة فيها ، كانت أول شهيدة في الإسلام هي السيدة سمية أم الصحابي عمار بن ياسر ، بينما ابنها لم يستطع الصمود أمام التعذيب ، فكفر بالله وبمحمد كما طلب منه القرشيون ذلك ، وعندما اخبر النبي بالأمر ، أراحه بان الله لا يحاسب على ما يلفظه اللسان ان كان المرء يقول ما يقول بدافع تخليص نفسه من التعذيب ، لماذا تؤمن النساء باليوم الآخر وبعدالة السماء ثم بعد ذلك يأتي شخص ويقول ان أكثر سكان جهنم من النساء ؟ ، هل قال هذه المسالة احد العالمين بالغيب ؟، او الذين يكشف عنهم الحجاب ؟، ونحن نعلم انه لا احد يعلم الغيب الا الله ، فهؤلاء الملائكة لم يعرفوا ما هي أسماؤهم التي علمها الله ادم ، لماذا يدعي من يعادي المراة وقضيتها ان النساء هن من يقطن في الجحيم ، حدثتنا الأديان ان الله عادل وانه لاتزر وازرة وزر أخرى ، فلماذا يسكت العارفون بحقيقة الأديان عن التهمة الشنيعة التي يوجهها الجاهلون إلى المراة وأنها اصل المصائب ، لماذا لا يحاولون الإتيان بآية من القران تدل على زعمهم ، إنهم عندما يقولون ان المراة قد أخرجت ادم من الجنة كأنهم يقولون ان القرارات تأخذها المراة والرجل ينفذ فقط دون تفكير ،ولماذا تغوي المراة الرجل وهما يعيشان في الجنة معا ويتمتعان بنعيمها الدائم ، وهذا الرجل المسكين الذي لا يعرف مصلحته وينقاد لإغواء امرأة هي له أصلا ولم ينافسه عليها آخر ، كيف يجعله الله قواما على المراة وهو الذي لا يملك نفسه أمام الإغواء ؟ لو عملنا الآن إحصاء عن عدد المؤمنين بالأديان ، لوجدنا ان المراة لها النصيب الأوفى لأسباب عديدة ، لااخوض فيها هذه اللحظة ، فهل يكافئها رب العالمين على شدة إيمانها ، وعلى صومها وصلاتها وقيامها وقعودها وحجها وزكاتها وتنسكها ، وعلى قعودها في البيت وعلى قبولها أوامر من كان بعلها لا لشيء لا لأنه زوجها أمام الناس فقط ، دون ان يكلف نفسه مهام القوامة او الإنفاق ، لماذا تعاقب المراة وهي لم تقترف إثما ، ولم تعش حياتها في مجتمعاتنا العربية ، وبقيت قعيدة البيت تفعل ما يأمرها به الرجل ، حتى الجمعيات النسائية تأتمر بأمر الرجال ، المراة في بلادنا تناضل وتضحي وتسجن وتتعرض للتعذيب وقد تعدم بسبب ما تعتنقه من آراء ، فإذا ما حل أوان القطاف ، مد الرجل يده وحاز على جميع أنواع النعم ، دون ان يفكر بنصيب المراة ، ثم يأتي أولئك الذين لا يعرفون الدين ولا الدنيا ويزعمون ان النساء يعلقن من شعورهن وأهدابهن ونهودهن ، يوم القيامة جزاء ما اقترفن من آثام ، وكان المراة الوحيدة من يرتكب الآثام ، ولوجدها وحتى جريمة الزنى يبدو ان المراة ترتكبها مع نفسها ، اذا كان القران نصا للمسلمين وكتابا يستمد منه القوانين، لماذا لانجد فيه آية صريحة تثبت صحة ما يذهبون اليه ، وإذا كان كلامهم هراء لماذا لا يتصدى له العارفون بالأمر والذين يفهمون الدين على حقيقته من انه رفع لشان الإنسان والوصول به الى مرتبة الإنسانية والتمتع بالحقوق التي نصت عليها الدساتير الدينية من إقامة العدل وعدم التفريق بين الناس على أساس العرق واللون والجنس على القوانين ان تنصف المراة مما لحق بها من حيف طيلة السنين السابقة ، وان يكون الجزاء من جنس العمل لا ان تعاقب النساء وكأنهن المسئولات عن كل أنواع الخطايا التي يرتكبها الإنسان او تلك التي يتهم بها دون ان يقرب منها ، لم يجدوا إلا المراة ليتهموها بارتكاب الفواحش والآثام وهي البعيدة عن مثل تلك الفواحش ،،،على أولئك الأشخاص الذين يقولون دائما ان الإسلام والأديان الأخرى لم تفرق بين الناس على أساس الجنس وانها ساوت بين الجنسين في الواجبات والحقوق ،ان يتصدوا لتلك الأكاذيب التي تقول ان سكان جهنم أكثرهم نساء وان يثبتوا للعالم ان الله عادل لا يفرق بين إنسان وآخر الا بالتقوى وانه يثيب كل فرد حسب عمله في الدنيا وحسب ما قام به من تفع لأبناء الإنسانية وما قدم لهم من خدمات ومدى مساهماته في اعمار الأرض وإسعاد الناس
#صبيحة_شبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المرأة بين التراث والمعاصرة
-
المطاردة : قصة قصيرة
-
حق الاختلاف
-
تغيير المناهج الدراسية ضرورة
-
اليوم عيدي
-
الديمقراطية في العالم العربي
-
المعاملة الزوجية
-
امراة سيئة السمعة : قصة قصيرة
-
قراءة في ( اسرة الفتنة ) لموفق السواد
-
الطبع أم التطبع ؟
-
حرية المرأة في الزواج والطلاق
-
نازك الملائكة : عاشقة الليل والطفولة
-
المرأة بين الماضي والحاضر
-
وليمة
-
الارهاب .... لماذا ؟
-
قراءة في ديوان بلند الحيدري - ابواب الى البيت الضيق
-
اليك عني ياهمومي :
-
المرأة العراقية والحقوق
-
عدو لدود اسمه الفقر
-
المهجرة
المزيد.....
-
ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية
...
-
الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي
...
-
تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
-
فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول
...
-
اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|