|
قصيدة حديثة نسبت بالخطأ الى الشاعر العراقي الملا عبود الكرخي
صالح حبيب
الحوار المتمدن-العدد: 4949 - 2015 / 10 / 8 - 08:27
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
قصيدة "قيم الركاع من ديرة عفج" قصيدة حديثة نسبت بالخطأ الى الشاعر العراقي الملا عبود الكرخي
وانا مسؤول عن كلامي و عن هذه الاسطر - بقلم: صالح حبيب اقرأوا القصيدة اولا:
قيّم الرگاع من هاي اللحى تشوفه هيبة وعنده لحية مسرّحه يشتم بلا خجل وبلا مستحه من يحس المقعد شويه اندحچ قيم الرگاع من ديرة عفچ برلمان اهل المحابس والمدس عگب ماچانوا يدورون الفلس هسه هم يرتشي وهم يختلس ولو نقص من راتبه سنت انعقچ قيم الرگاع من ديرة عفچ اتشوف واحدهم معمّم بالوقار وبالاصل تاريخه أسود كله عار بضرف ثلث اسنين مليونير صار يريد عالوادم يعبّرله چلچ قيم الرگاع من ديرة عفچ گمت ما اعرف حماها من الرجل ياهو التكضه هو يمثل العدل وگمنه نستورد الشلغم والفجل لان كلها ضلت اتدور ودچ قيم الرگاع من ديرة عفچ والله ضيعنا الصدگ من الچذب تشوفه هيبه وحچيه المصفط عذب ياخذك ويردك بشرق وغرب وبسچاچينه يدچك حيل دچ قيم الرگاع من ديرة عفچ حيل دوخني الحچي الماله ربط وصار عندي سكر وحصبه وضغط نفترش عاگول ونتغطه بحسچ قيم الرگاع من ديرة عفچ گمت ما اميز الذيب من الحمل منين ما التفت گلبي يشتعل آنه ما شايف شعب يتبع خبل شاب راسي وتيهت كل السچچ قيم الرگاع من ديرة عفچ يا حكومتنه الرشيده ام الوقار الفساد المالي عنوان الچ صار ندري جابوكم بدبابه وقطار ليش ضليتوا سمچ ياكل سمچ؟ قيم الرگاع من ديرة عفچ لازم انميز الزين من الزلم وننتخب كلمن شهم صاحب علم ونرفض اللي يجي كل يوم بفلم من يشوف المنصب شويه اندرچ قيم الرگاع من ديرة عفچ كتب هذه القصيدة على حد علمي احد هواة الشعر المغمورين السيئي الحظ وهو مدرس وليس بشاعر و قد تأثر باسلوب الشعر العامي للشاعر العراقي الكبير الملاعبود الكرخي الذي توفي عام 1946 وبسوء تصرف من الكاتب فانه اضاع جهوده عندما بنى قصيدته على نفس وزن وايقاع قصيدة الملا عبود "المجرشة" ثم نشرها في الانترنيت وكعادة انصاف المتعلمين الذين خلطوا الحابل بالنابل ونسبوا النصوص الى غير اهلها فقد نشرت القصيدة المسماة قيم الركاع من ديرة عفج من قبل جمهور الفيسبوك المتنوع بلا اسم شاعر اولا، فتخيلها الذي قرأها على انها من بعض قصائد الكرخي عندما لاحظوا بان لها نفس الاسلوب و الوزن فحكموا على أنها له وهكذا صار كل من ينشرها يشير الى "انها للكرخي وكأنه كتبها اليوم". فالناشرين في الفيسبوك والانترنيت من ضعاف النفوس والذين يحملون عقدة نقص عادة ما يحذفون اسم كاتب المقال عندما يريدون نشره لكي يعطون انطباعا لقراء صفحتهم بأنهم هم من كتب المقال ولا يهم لديهم ان كان مقالا جيدا ام سيء. وقد تجدون مقالي هذا منشورا يوما في مكان ما بدون اسم او باسم آخر فهذا شيء عادي في الانترنيت – الكل يسرق من الكل والكل ينسب على هواه اي شيء لأي احد. أؤكد للجميع بأن هذه القصيدة ليست للشاعر الملا عبود الكرخي (والذي سماه مدير احدى صفحات الانترنيت باسم " الملا معروف الكرخي" دلالة على قلة معرفته بالتاريخ العراقي المعاصر لانه كما يبدو من انصاف المتعلمين) وكما راح البعض ينسخ من مواقع رصينة تتحدث عن حياة الشاعر الكرخي وتنشر قصائده فقوم بحشر هذه القصيدة مع قصائده المنشورة في سيرة حياته ثم يعيد نشر المقال وهذه القصيدة المحشورة معه وهكذا الصقت القصيدة به. اي مثقف او باحث او مدقق في النص سوف يكتشف ذلك بسرعة و اليكم بعض الملاحظات الخاصة التي قد يتفق الكثيرون معي على صوابها. اولا- عبارة اهل المحابس لم تكن موجودة في زمن الكرخي فعادة تختم الرجال بالخواتم وخصوصا رجال الدين الشيعة هذه لم تكن سائدة بشكل كبير كما اليوم حيث اصبحت ليست مقتصرة على رجال الدين بل صارت كموضة لكل اتباع المذهب الشيعي فلم تكن منتشرة في العراق بشكل ملحوظ كما ان البرلمان العراقي في ذلك الوقت لم يكن يحوي على الكثير من رجال الدين المعممين ربما عدد قليل منهم وكانوا من الرجال المحترمين والمهابين وليس من امثال الذين ظهروا اليوم مرتدين عدة الشغل من اجل مصالحهم الخاصة واحزابهم ويظهرون بمظهر التقي الورع لكي يحققوا اغراضهم الدنيئة في سرقة هذا البلد و بالتأكيد هذا مما لم يكن يستدعي شاعرنا الكرخي ان يستهزيء بلحاهم او محابسهم. ثانيا في نفس المقطع جاءت عبارة "ولو نقص من راتبه (سنت) انعقچ" طبعا السنت هي عملة امريكية حصرا بالرغم من ان هناك بعض الدول تستخدم السنت واعتقد منها كندا ولم يكن احد في زمن الملا عبود الكرخي يتعامل بالسنت الامريكي او له علاقة بالعملة الامريكية بل كان في زمنه الانكليز وكانت عملتهم هي الجنيه او الباوند واجزائه هو البنس ومع ذلك كان تعاملهم مع العراقيين بالليرة الذهب وليس بالجنيه او البنسات ولم يتعامل العراقيون بالعملة الانكليزية فما بالكم بالامريكية. بل لم يتعامل العراقيون بشكل واسع بالعملة الاجنبة في الداخل الى حد التسعينات عندما انخفضت قيمة الدينار العراقي و نزل المطبوع الى التداول كما أن البرلمانيون لم يكونوا يتقاضون رواتبهم لا بالدولار الامريكي ولا باجزائه ولا بالجنيه الانكليزي بل بالدينار العراقي والفلس وعندما كان العراقيون يضربون الامثال بالنقود للعملات الصغيرة كانوا يذكرون البيزة والقمري والروبية والفلس والدرهم والآنة "عانة" و لم يسمعوا اصلا لا بالدولار ولا بالسنت فكيف للكرخي ان يتكلم بالسنت؟؟ ثالثا : وصار عندي سكر وحصبه وضغط السكر و الضغط هذه تعتبر من امراض العصر الحديث رغم ان تأريخ اكتشافهما يعود الى ما قبل القرن العشرين ولكن لم يبدأ الانتباه اليهما ومراقبة ارتفاع وانخفاض السكري والضغط ولم تكن ممكنة بشكل كامل ودقيق في فترة الاربعينات ولم تكن من الامراض المنتشرة بشكل واسع وهذا الكلام في الغرب ولكن العراقيين في زمن الكرخي في الثلاثينات والاربعينات لم تكن تشكل لهم هذه الامراض هاجسا او اي شيء يذكر وليس لهم معرفة بها ولم يكونوا حتى يعرفون بأن هناك امراضا عضوية يمكن ان تتأثر بالحالة النفسية صعودا ونزولا كالحزن والغضب والعصبية والربح والخسارة – هذا ان كانوا قد سمعوا بمثل هذه الامراض فلم يكونوا يعرفون عدا الطاعون و الكحة فليست لهم تلك الثقافة الصحية الكافية. رابعا: ندري جابوكم بدبابه وقطار فلم يستخدم احد مقبل مصطلح الدبابة كواسطة نقل لجلب الاشخاص الحلفاء كتعبير مجازي لمقياس عمالة السياسيين مصطلح جابوكم بدبابة و بالقطار الامريكي هذه مصطلحات ظهرت في سنة الاحتلال الامريكي ولم يكن لها وجود حتى عام 2003 عندما اطلقها احد المحللين السياسيين او الصحفيين او مراسلي القنوات الفضائية العربية بعد دخول الدبابات الامريكية الى بغداد وقدوم السياسيين الحاليين الى العراق من الخارج مع الغزو الامريكي. خامسا:ونرفض اللي يجي كل يوم بفلم جايني بفلم وهذا فلم و هاي كلها افلام - هذا المصطلح الذي يقصد به الكذب والاحتيال هو مصطلح حديث ايضا ولم يكن يطلق على الكذب والاحتيال تهكما عبارة فلم لا في زمن الكرخي ولا حتى نهاية السبعينات من القرن الماضي اضافة لما ذكرته فهناك مصطلحات مرت في القصيدة هي مصطلحات حديثة ظهرت الينا في العالم الحديث منها في السبعينات و منها في القرن الحادي والعشرين ولم يكن لها وجود في زمن الملا عبود الكرخي الذي عاش واشعر و اشتهر في العشرينات والثلاثينيات وحتى منتصف الاربعينيات من القرن الماضي حين رحيله مثل: اختلاس و فساد مالي و الحليم من الاشارة يفهم فاحفظوا لشعرائنا هيبتهم وتراثهم الشعري ولا تسمحوا بضياع الاصول الصحيحة لقصائدهم حتى لو كانت هذه القصيد جميلة وتنطبق على حال العراق الآن. هذه القصيدة حشرت عنوة في الانترنيت حشرا بعد ان انتشرت كالنار في الهشيم في اكثر المواقع التي تتحدث عنه وعن حياته و هي ليست له في الحقيقة وحتى ان بعض المثقفين اعتقدوا انها له وكانت ضائعة وتم العثور عليها دون ان يكلفوا انفسهم عناء البحث و التحقق مما جاء في نصوصها الملا عبود كان شاعرا رائعا و ثوريا و مجددا ولكنه في نفس الوقت لم يكن نبيا يتنبأ بالسنت ومرض السكر واهل المحابس و اللحى في حين ان اللحية كانت من متممات الاناقة والرجولة والدين في ذلك والوقت فهو لن ينتقد اللحى كما ينتقدها البعض اليوم لاسباب معروفة ولن يستهزئ بالمحابس لأنها لم تكن ظاهرة من الظواهر في ذلك الوقت تستدعي منه الاستخفاف او الاستهزاء او حتى الانتقاد لأنها ظاهرة طبيعية من ظواهر المجتمع العراقي المسلم فلم تنتشر بعد بكثرة ظاهرة الافندية حليقوا الذقون. للاسف وجدت مواقعا حشرت القصيد بين اشعاره مع نص نفس العبارة الببغائية " وكأنها كتبت اليوم" اذا اردتم التأكد فلا تتخذوا الانترنيت كمصدر وحيد ونهائي لأن الجميع هنا احدهم ينسخ من الآخر وستجدون الكثير من النصوص الخادعة والمعلومات المزيفة والمظللة بل اذهبوا الى ما تم تدوينه عنه او تم طبعه قبل عهد الانترنيت اي من التسعينات وما قبل فلن تجدوا له قصيدة اسمها قيم الركاع من ديرة عفج ..بل هذا مجرد مثل شعبي وحسب.
#صالح_حبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دقة تصوير الاحداث عند على الوردي
-
كيف انتشر في الانترنيت التحذير الشهير من تطبيق الفايبر Viber
...
-
فأسلم كل من على محطة الفضاء الدولية
-
هل نحن وحيدون في الكون؟ - 3 لقاء من النوع الثالث
-
هل نحن وحيدون في الكون؟ 2- قيامة الجنس البشري
-
هل نحن و حيدون في الكون؟ 1 - الأتصال
-
روائح و ذكريات
-
سلة المهملات
-
علماء الفلك يكتشفون كوكبا من الماس الخالص
-
سوبرحمار
-
رؤيا مستقبلية - ثلاث أقصوصات
-
حرب صاروخية جميلة
-
فنتازيا حب
-
رحلة في ذاكرة بغدادية - سبعينات القرن العشرين 1970 - 1979
-
أخلاق إسلامية بلا إسلام
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|