أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - الغَضَبُ والعَجز














المزيد.....

الغَضَبُ والعَجز


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4947 - 2015 / 10 / 6 - 18:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بماذا يمكن أن نَصِف الحالة النفسية التي نَمُر بها ، هذه الأيام في أقليم كردستان والعراق عموماً ؟ هل هو اليأس الذي يَلُف حياتنا ؟ هل هو الحُزن الذي تَعّدى كُل حدود ؟ هل هو الشعور بالغضب المُتنامي كُل يوم ؟ هل هو الإحباط الذي يُكّبِلنا من الفاو إلى زاخو ؟ هل هو الإحساس بخيبات الأمل المريرة ، من جميع مَنْ كُنّا نتوسمُ فيهم الخَير ؟ هل هو الشعور المُخزي ، بالعَجز ؟ أنهُ كما أرى .. خليطٌ مِنٌ كُل ذلك .
خرجَتْ المُظاهرات المُعّبِرة عن الإستياء العارم من الوضع المُزري ، قبلَ شهرَين .. بدءاً من البصرة " كالعادة " وإمتَدَتْ الى بغداد مّارةً بِكُل المحافظات الجنوبية والوسطى .. وكادَ عرش أحزاب الإسلام السياسي ، يتهاوى ، تحتَ صيحات الجماهير في سوح التحرير .. ولكن كالعادةِ أيضاً .. نجحتْ الطبقة السياسية الحاكمة ، في التماطُل وإعطاء الوعود واللجوء الى الحلول الترقيعية ، وبعض محاولات التقشُف اللامُجدِية .. إضافةً إلى تعاميها المُتعمِد ، عن عصابات المافيات التي ، تخطُف الناشطين وتعذبهم وتخفي آثار بعضهم . سُلطة أحزاب الإسلام السياسي الحاكمة ، تمتصُ تدريجياً غضب الشارِع وتُمّيِع المُطالَبة بالحقوق المشروعة .. مُدّعِيَةً بأنها تقوم ب " إصلاحات " والحَد من الفساد .
ما كانَ على المُتظاهِرين ، أن يتعكزوا على [ دَعم المرجعية ] وما كانَ عليهم أن يُراهنوا على إحداث شَرخٍ بين الأحزاب الحاكمة والمرجعية . لأنهُ بِبساطة ، لولا هذه المرجعية الدينية المذهبية ، لما إستطاعتْ هذه الأحزاب ، إمتطاء السُلطة منذ 2003 ولِحَد الآن ، أساساً . لَولا هذه المرجعية ، لما تشكلتْ أكثر من ثلاثين ميليشيا مُسلحة ، تحتَ مُختلَف الحُجَج والمُسميات ، حتى أصبحتْ ، هذهِ الميليشيات ، على الأرض ، أقوى وأكثر فاعلية من الجيش والشُرطة ! .
كانَ على المُتظاهرين ، أن يتمسكوا فقط ، بشعاراتهم المُطالِبة : بدولةٍ مدنية / إلغاء المُحاصصة المقيتة / خدمات حقيقية / عدالة خبز حُرية .
ان ظهور مُعتمد المرجعية كُل يوم جُمعة ، وإعلانه وقوفه مع المتظاهرين .. بعيدٌ عن المَنطِق في إعتقادي .. فالدولة المدنية والعدالة والحُرية ( وهي جوهَر مُطالبات المتظاهرين ) ، إذا تحققتْ بالفِعل ، فأن في ذلك مَقتَل لل ( الإسلام السياسي ) وفصلٌ عَملي بين الدين والسياسة .
أرى ان كلاهما : العبادي من جهة ، والمرجعية من جهةٍ أخرى .. يُحاولان تفريغ المُظاهرات من محتواها الثوري التغييري .. وتحجيمها بحيث ، تتحول إلى حركة إصلاحية بسيطة تجميلية ، تُبقي على الطبقة الحاكمة الفاسدة مع تبديل بعض الوجوه من الدرجتَين الثانية والثالثة .
......................
رغم وجود بعض الفروقات الشكلية ، بين بغداد وأربيل .. فأن الأساس في أزمة الحُكم ، واحد . ف [[ الفساد ]] الضارب أطنابهُ في الجانبَين ، وسوء توزيع الثروة في كلاهما ، وإستحواذ الأحزاب الحاكمة على كُل مفاصل المال والتجارة وإحتكار السُلطة والتحكُم بأرزاق الناس ... الخ . هذه كُلها صفات مُشتركة بين الحكومة الإتحادية وحكومة الأقليم .
وصلتْ الأمور في الأقليم ، إلى خروج الناس الى الشارع والتظاهُر والإعتصام " لاسيما في مناطق السليمانية وكرميان وبعض أربيل " .. أعتقد ، بأن الشعارات يجب أن لا تقتصر على المطالبة بدفع الرواتب ، بل ترتقي لحد المُناداة ، بالعدالة في توزيع الثروات والشفافية والتداول السلمي للسُلطة .
.....................
تبقى المُظاهرات في بغداد والأقليم ، قليلة التأثير وبلا جدوى حقيقية .. مادامتْ تقتصرُ على النُخبة فقط .. فإذا لم تُشارِك الجماهير العريضة المُتضررة الأساسية من الأوضاع الراهنة .. وإذا لم تتحلى بروح المُثابَرة والنفَس الطويل .. فأن الواقع المُزري الحالي ، سيمتدُ الى مَدىً طويل .. كما سنبقى نحنُ العراقيين ، نُعاني من : الإحباط / الحُزن / اليأس / الغضب / العَجز .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أينَ هي الحقيقة ؟
- هل تعرف الحِساب ؟
- الدنيا حظوظ
- المُؤتمَر السادس ل PYD
- ( بِسَبَبِكَ .. أصبحتُ بعثِياً )
- الأفكارُ أم الكباب ؟
- أحزابٌ سياسية أم شَرِكات ؟
- هل أنتَ حِزبي ؟
- عتابٌ على ( حمه حاجي محمود )
- الراتب الأوَل
- القّارة العجوز
- إبداعٌ في التحايُل
- شيلادزى
- العريف بنيامين
- شطرنج
- عزيزة
- ضِد الجميع
- لِتصْمُت طُبول الحرب الداخلية في الأقليم
- بينَ الهمسةِ والصَرخةِ
- الأرنبُ الهِندي


المزيد.....




- -حزب الله- يصدر بيانا عن حصيلة لقتلى ومصابي الجيش الإسرائيلي ...
- انفجارات ضخمة في بيروت بعد صدور أمر إخلاء من قبل الجيش الإسر ...
- طائرة عسكرية تعيد 97 شخصًا من لبنان إلى كوريا الجنوبية
- أوكرانيا تُسقط طائرة حربية وروسيا تدعي سيطرتها على قرية في م ...
- مواجهات عنيفة في وسط الهند: مقتل 31 مسلحا ماويا في اشتباكات ...
- فرنسا تنظر في طلب إفراج مشروط عن أقدم سجين عربي في العالم (ص ...
- ترامب يعود إلى بنسلفانيا حيث تعرض لأول محاولة اغتيال
- غارات إسرائيلية على منطقة القصير بريف حمص عند الحدود السورية ...
- عشرات القتلى والجرحى وقصف غير مسبوق.. تحديث الوضع الميداني ف ...
- كاميرا RT ترصد معاناة ذوي الإعاقة داخل خيام النزوح والمستشفي ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - الغَضَبُ والعَجز