أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - ولكن تؤخذ الدنيا غلابا














المزيد.....


ولكن تؤخذ الدنيا غلابا


زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 4947 - 2015 / 10 / 6 - 12:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثلج صدورنا ما قام به أبطال من المظلومين من منتسبي للسكك الحديد التابعة لوزارة المواصلات ، فقد كان قطعهم الشوارع بعربات قطاراتهم في بعض تقاطعات بغداد احتجاجا واعتصاما على الحكومة بسبب عدم صرف رواتبه التي كان من المفترض لهم أن يتسلموها قبل عيد الفطر ، كان ذلك التصرف الشجاع إجراء لا بد منه لإجبار الوزارة على دفع رواتبهم ورفع مستوى قضيتهم لتكون قضية رأي عام ، والأمر الذي دعاهم إلى هذا التصرف الذي تسبب في أزمة خانقة في انسيابية المرور في المناطق التي أوقفوا عن هو أنهم قد أسقط في أيديهم ولم يعد لهم حل سوى ما فعلوه لأنهم علموا من التجربة التي شاهدوها بأم أعينهم فيما يخص عمال وموظفي التمويل الذاتي الذين تظاهروا مرارا وتكرارا للمطالبة بتحويل رواتبهم على الموازنة العامة للوزارة، متبعين الوسائل السلمية المتحضرة لإعلان احتجاجهم وإيصال أصواتهم إلى آذان المسؤولين التي يبدو أنها أذن من طين والأخرى من عجين ، ولم تفلح تلك التظاهرات السلمية العديدة في تحريك مشاعر الحكومة المتحجرة اتجاه هذه الشريحة المهمة والكبيرة ، فقد استمرت معاناة منتسبي التمويل الذاتي لوزارة الصناعة منذ تشرين الأول من العام الماضي ولم يحصلوا على غير الوعود المهدئة الكاذبة ، فلم يشأ منتسبو السكك الحديد تجربة المجرب وإعادة محاولات التظاهر السلمي لعدم جدواها ففعلوا ما رأوا أنه الحل الأنجع فكان ما فعلوا وقد أفلح مسعاهم وبسرعة مذهلة فما هي إلا ساعات حتى أرسل وزيرهم من يبلغهم بالاستجابة لمطالبهم فورا لاحتواء الأزمة المرورية الخانقة التي تسببوا فيها وقد اختار وزيرهم للرد عليهم وتعنيفهم عبارة أبي جهل المشهورة حين قال إنه أمر دبر بليل ، لتشويه صورة عملهم الشجاع وإظهاره على أنه مؤامرة. أقول: فليكن الأمر كذلك ولتكن هذه الفعالية مؤامرة فعلا ! وأتساءل هنا ، أليس من حق الإنسان أن يدافع عن مصدر رزقه ورزق عياله بكل السبل والوسائل المشروعة المتاحة ؟ أم أن الجرح الذي يصيب غيرك لا يؤلمك كما يقال ؟ لقد عمل هؤلاء العمال ذوي الجراءة والشجاعة المتناهية بقول الشاعر :
وما نيل المطالب بالتمني * ** ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
ويجب أن يقتدي بهؤلاء النخبة الخيرة كل ذي حق مغتصب مهضوم ، نعم فهم الذين علموا ذوي الحقوق المغتصبة درسا بليغا ، فالحقوق والمطالب المشروعة تؤخذ وتنتزع انتزاعا ولا يظنن أحد أني أحث أو أحرض على العنف ، فما فعله هؤلاء من قطع الطرق لا يفرق كثيرا عن قطعها بالتظاهرات والاعتصامات سوى أنه لافت للنظر بصورة أكبر ، فما الذي يستطيع فعله عمال الشركة العامة للصناعات الجلدية مثلا ومن أين لهم بالقطارات وعرباتها إذا ما أرادوا أن يضغطوا على وزيرهم المعاند ؟ وماذا سيفعلون ؟ وينطبق الوصف كذلك على الكثير من المطالبين برفع الحيف وتحصيل الحقوق من شرائح الشعب التي تكابد المأساة والمعاناة في شتى مفاصل الحياة اليومية فالمواطن العراقي لا يحصل على الكثير من حقوقه التي ينبغي للحكومة أن تقدمها له كما يجب أن تكون العلاقة بين الحكومات ومواطنيها ، فمعاناة العراقيين من الكهرباء تشملهم جميعا ومنذ الاحتلال الأمريكي الغاشم الكافر ، والحصة التموينية التي أصبحت أثرا بعد عين ، والماء الذي هو عصب الحياة يصل المساكن إن وصل غير صالح للشرب بالمرة ، والخدمات الصحية البائسة السيئة ، أو الخدمات البلدية ، أو خدمة حفظ أمن وأموال المواطنين التي تشكل المعضلة الأهم والأكثر حساسية وضرورة . إنها غيض من فيض الهموم والمطالب المشروعة لأغلب شرائح المجتمع العراقي الذي بات يفكر بجدية في قول الشاعر العربي :
إذا غامرت في شرف مروم *** فلا تقنع بما دون النجوم فطعم الموت في أمر حقير *** كطعم الموت في أمر عظيم



#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يكفي استبدال المحمود لإصلاح القضاء ؟
- هل هي نعمة أم نقمة ؟!
- هجرة الشباب
- تساؤلات في حيثية الإصلاحات
- هجرة الشباب .. خسارة لمن ؟
- الدعوة إلى حل البرلمان وتعطيل الدستور
- تظاهرات السابع من آب الواقع والطموح
- الخروج من الغيبة
- أثر التظاهرات في المجتمع العراقي
- إكرام المسيء ومعاقبة المحسن
- إصلاحات الحكومة و مطالب المتظاهرين .. أيهما أطول نفساً ؟
- وتستمر الولادة
- وكان للنساء حضورهن المميز كذلك
- عصابات الفساد ومطرقة العدالة
- العدوان على المدنية والديمقراطية
- الحراك الجماهيري الشعبي والمصالحة الوطنية
- اصمدوا .. فقد ظهرت بوادر النصر المبين
- العمليات الإرهابية .. وإرادة الشعب الثائر
- الفساد وحقيقة محاربته ومن يحاربه ؟
- - إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي أن تترددا -


المزيد.....




- تحليل للفيديو.. هذا ما تكشفه اللقطات التي تظهر اللحظة التي س ...
- كينيا.. عودة التيار الكهربائي لمعظم أنحاء البلاد بعد ساعات م ...
- أخطار عظيمة جدا: وزير الدفاع الروسي يتحدث عن حرب مع الناتو
- ساليفان: أوكرانيا ستكون في موقف ضعف في المفاوضات مع روسيا دو ...
- ترامب يقاضي صحيفة وشركة لاستطلاعات الرأي لأنها توقعت فوز هار ...
- بسبب المرض.. محكمة سويسرية قد تلغي محاكمة رفعت الأسد
- -من دعاة الحرب وداعم لأوكرانيا-.. كارلسون يعيق فرص بومبيو في ...
- مجلة فرنسية تكشف تفاصيل الانفصال بين ثلاثي الساحل و-إيكواس- ...
- حديث إسرائيلي عن -تقدم كبير- بمفاوضات غزة واتفاق محتمل خلال ...
- فعاليات اليوم الوطني القطري أكثر من مجرد احتفالات


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - ولكن تؤخذ الدنيا غلابا