|
الكارديان: بغداد ألان المدينةُ الأكثر رعباً في العالمِ
كهلان القيسي
الحوار المتمدن-العدد: 1358 - 2005 / 10 / 25 - 07:25
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
-- الطريقة الوحيدة لإنقاذهم أَنْ يَنسحبَوا في السنة الجديدةِ. --- بعد ثلاث سَنَواتِ تقريباً مِنْ الحُكُمِ الأمريكيِ، بغداد ببساطة المدينةُ الأكثر رعباً في العالمِ. --إنّ التَحَالُفَ يُولّدُ فقط عنفَ في العراق. و يَجِبُ على الوزراء البريطانيون أَنْ يُحفظوا سمعةَ الجيشَ ويَسْحبونَه. احذر فليس هناك أخباراً جيدةً مِنْ العراق هذا الإسبوعِ!!. مثل هذه الأخبارِ ستكون. إن الإجماع على ما يَبْدوا: بان الدستورُ ألإتحادي محتملُ أن يمرر في الإستفتاء العامِ. هو الشيءُ الوحيد الذي لَرُبَّمَا سَيُحبطُ تقسيمَ البلادَ الرسميَ. بين الآن والانتخابات لحكومة جديدة في ديسمبر/كانون الأولِ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ هناك مظاهر للنشاطِ السياسيِ. و بالنسبة للديمقراطية فهي عمل فني مزيف, يرقد أصحابها في أحصن القلاع المحصنة على ارض البسيطة: منطقة الأمريكان الخضراءَ في بغداد، بينما التصويت لَيسَ سياسيَا ولكنه دينيَ وعرقيَ. ولَكنَّه سَيَكُونُ كافيا للمُحتلين أَنْ يَدّعوا بأنّ الأشياءِ "تَتحسّنُ"، ولذا بأنّهم يَجِبُ أَنْ يَبْقوا. الأسبوع الماضي عُدتُ إلى العراق للمرة الأولى منذ نهايةِ 2003. فإذا كان جوهرِ المقصود بان "التَحْسن" هو الأمنُ, أذن إن الأمور هي على أسوأ ما يمكن أن تكون . أنا لَمْ اعُدْ أَستطيعُ التَمشّي في الشوارعَ أَو ازُورُ الأصدقاءَ. أي واحد له ارتباط بأجانب يخاطر بحياته إعداماً. معلمون، أطباء، محامون، أكاديميون يَهْربونَ إلى الخارج لخوفِهم من أن يَختطفوا. المتحف الوطني أغلقت أبوابهَ. أي زائر مهم يَجِبُ أَنْ يَذْهبَ إلى كلّ الأماكن بالطائرة المروحيةِ. المدير العراقي لأكاديميةِ بغداد العسكرية يَجِبُ أَنْ يرتدي الملابسِ المدنيةِ قبل تَرْك قاعدتِه. فبعد ثلاث سَنَواتِ تقريباً مِنْ الحُكُمِ الأمريكيِ، بغداد ببساطة المدينةُ الأكثر رعباً في العالمِ. بدون استغراب، إن الموضوع الرئيسي المتداول ألان بين قوّاتِ الإحتلال هو كَيفَية الَخْروجُ. أنا أَمتلكُ مجموعة رفيعة مِنْ إستراتيجياتِ الخروجِ التي تَعُودُ إلى فيتنام ولبنان. إن عرض مثل هذه المعروضاتِ كمحصول عنب على المحافظين الجدد 2003: "الخروج متى يكون من العراق؟ عندما يكون العراق مستقرا، آمنا, ومشعلا ديمقراطيا مِنْ السلامِ في المنطقةِ." هناك نسخ أقل غرابة للخروج، مثلا خروج توني بلير: نخرجِ عندما يطالبوننا بالرحيل أَو خروجِ جون رَيد: عندما ننجز المهمة. أحدث إستراتيجيةِ خروج هي قضيةِ استعداد القوات العسكرية: "الخروج عندما تكون الوحدات العسكرية العراقية قادرة على القيام بعملها ". اسأل متى يكون ذلك قَدْ يَكُونُ الجوابَ " كرة من الخيوطِ فَقدتْ كُلّ هذه الإستراتيجياتِ ملامسة الحقيقة. هَلْ فعلا إن بلير أعطي حقَّ ممارسة أل( فيتو) على مغادرة بريطانية على مجموعة الشيعة إيراني الولاء؟ أما بالنسبة إلى رَيد " الخروج عندما تنجز المهمة"، أَيّ مهمة؟ جَلْب الديمقراطيةِ إلى العراق؟ نحن نَدّعي أنناْ عَملنَا هذا. جَلْب السلام والأمنِ إلى البلادِ؟ هل أنت تُنَكّتَ( تتشاقى) . إعادة بناء الجيشِ العراقيِ؟من 113 كتيبةِ صرف عليها ، الأمريكان يَعتبرونَ واحدة فقط كموثوق من قدرتها في معركة بالأسلحة النارية، والتي بعد سنتانِ مِنْ إعادة التنظيم والتدريب. الحقيقةَ هي أنك يُمْكِنُ أَنْ تُدرّبَ جيشَا ولكنك لا تستطيع ان ترفع روحه المعنوية. هذا ما عليه أن يفعله بنفسه.. لا توجد وحداتَ عسكرية عراقيةَ قوية ما عدا بيشميركةِ كردستان يُمْكِنُ أَنْ تُستخدمَ من قبل حكومةِ بغداد ضدّ سنّةِ أَو شيعة متمرّدين. ففي عطلةِ نِهايِةِ الأسبوعِ الأمريكان إستعملوا قوّة السلاح الجوّي بدلاً مِنْ القوَّاتِ المحليّةِ لقَتْل أكثر من 70 "متمرّدِ" في قرية سنيّة خارج الرمادي انتقاما لخمس قتلى أمريكان. إن مثل هذه المجازر هي التي تسبب ردود الفعل العنيفة , وهي التي تجعل انسحاب القوات أمرا جوهريا إذا ما أريد للسلطات المدنية أن تستعيد سلطتها في العراق. الجيش البريطاني في الجنوبِ لَمْ يَعُدْ يحكم المدن. هذه المدن تُتْرَكُ إلى وحداتِ الشرطةِ العديمة الثقةِ المخترقة بشدّة من المليشيات المحليّةِ، التي تُعقّدُ بدورها عملياتَ مكافحة الإرهابَ بشكل كبير. بدلاً مِن التشديد على تدريب وحدة واحدة من جيشِ العراق ذو العشر فرق. رغم ذلك لا نعلم من الذي درّبُ وإلى حد قادر على أداء المهمة. ميزان القوى موزع في أيّ بلاد عربية بين الجيشِ، الشرطة, وجيوش شعبية غير رسمية دائماً سَيَكُون غير مستقر في تواجد القوَّاتَ الأجنبيةَ. الدستور يَتْرك الباب مفتوح إلى حكّامِ الأقاليم لتشكيل شرطتِهم وجندرمتِهم المحليّةِ,أَيّ مليشيا تَبْدو مهيمنةَ محلياً، وتمول مِنْ مالِ النفطِ ألإتحادي. هذا قَدْ يعني هيمنة ألويةَ بدر الإيرانية الولاء في الجنوبِ، جيش مهدي- الصدر أقرب إلى بغداد وأسياد الحرب السنّة لوادي الفراتَ. مثل هذه التحالفاتِ بين حكام الأقاليم والمليشيات لا شيءَ سيئَ. أَنْ كان يُوفروا املأ في قانون ونظامَ مدنيَ محلي، الذي فشل التَحَالُف بشكل واضح ان يقدمه. مثل هذه التحالفات موجودة على ارض الواقع في كُلّ المحافظات الجنوبية، في الناصرية، العمارة وحتى ما حول البصرة نفسها. العراق أشبه بمنظر طبيعي مِنْ الفاقةِ يطفوا على سطح بحيرة من الثروةِ, منقط بالحصونِ والقلاع العسكريةِ الأجنبية ألمخيفه التي متاهتاها مِنْ المخابئِ والحيطانِ ضِدِّ الانفجار تحاكي اسلوب أجدادِهم في القرون الوسطى. في داخلها، كُلّ يَبْدو آمناً وناطق بالإنجليزية. الغذاء جيدُ وسياراتُ الجيب تُوقفُ ضمن خطوطِ بيضاءِ. أما خارجها، كما يَعتقدَ المُحتلون, مستودع ذخيرة إنساني جاهزُ للانفجار إلى الحرب الأهليةِ, هل يَتوجِبُ أعلى المتحضّرينَ الغربيين أن.يغادروها؟؟؟ أَعتقدُ إن هذا تحليل. خاطئ، وفي الحقيقة عنصري، كُلّ العراق، ربما كل الشرق الأوسطِ، يَنتظرُ ببساطة مغادرتنا. و الشرق الأوسط نفسه يَنتظرُ لرُؤية ما الذي سيَظْهرُه ميزان القوى الجديدَ في العراق. فقط عندها يُمْكِنُ لأي واحد أن يُقيّمُ تأثيراً إيرانياً على الشيعة، وأهمية سوريا إلى السُنّةِ، او المنزلة العويصة لكركوك أَو طبيعة الحكم الذاتي الكرديِ. التَحَالُف لَمْ يَعُدْ يَستطيعُ التَأثير على هذا الميزانِ، يُؤجّلُ قرارَه فقط. مجرّد جاثم هناك ، يُولّدُ عنفاً ويَقْتلَ الناسَ. أي إستراتيجية خروجِ تعني كيفية ترتيب عملية الانسحاب. رفض مجلس الوزراء لتَبنّي واحده لا يَخُونَ مهمّتَه المُشَوَّشةَ في العراق لكن إنها تسيء إلى سمعةَ الجيشِ البريطانيِ. الإحتلال كَانَ غير شرعيَا وهو كَانَ المغامرةَ الحمقاءَ جداً قامت به قوى غربية في التأريخِ الحديثِ. أَرتعدُ هنا من التفكير كيف سيكون الحال لو ان توني بلير وجورج بوش كانا في أيام الحرب الباردةِ. مجلس الوزارة البريطانية مدين الآن إلى اولائك الذين ارسلوا إلى حتفهم في العراق. يجب سحب الجيش وحفظ كرامته. لقد أمضيت أسبوع مع هذا الجيش ولا اشك في روحه المعنوية وولائه, ولا اشك في انعدام الرحمة في كافة عمليات التحالف. وفي القريب العاجل جدا سوف يعرف بلير وهون وسترو المعنى الكامل ل( الصدمة المروعة). هؤلاء الرجالِ تَركوا الجيش البريطاني محاصرَ في صحراء عربيةِ بدون خروجِ ظاهرِ ولا سيطرةَ على مصيرِه. تسديدهم المحتمل الوحيد أَنْ يَسْحبَ ذلك الجيشِ (ما عدا كمُستشارون) عندما تكون حكومة في بغداد في السنة الجديدةِ. والعراق يُمْكِنُ يعاد إلى العراقيين. إذا يُريدُ الأمريكان أَنْ يَبْقوا، فان أكثرهم حمقى.
ترجمة: كهلان القيسي.
#كهلان_القيسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تقسيم العراق سَيولد إعادة تقسيمِ الشرق الأوسطِ
-
مكالمة لبلير من بوش قبل غزو العراق: أريد غزو السعودية وباكست
...
-
الدستور العراقي: إستفتاء للكارثةِ- ج 1
-
هل تمرير الدستور وإعدام صدام ينهيان المشكلة
-
مشكلتنا الكردية
-
إلى القائل إن العراق سوف لن يخوض الحرب نيابة عن الآخرين
-
سوريا، القاعدة في العراق، وأكاذيب كبيرة في عالمِ بوش- زورو
-
الغرب احتضن نخبة إيرانية الولاء, راديكالية, وخَلقَ جرحاً دام
...
-
ممارسات التصويت الكرديةِ قَدْ تُشذّبُ الإستفتاء العامَ على ا
...
-
كَيْفَ تُؤسّسُ أجهزة إعلام حرة في مثل هذا الخوفِ والفوضويةِ؟
-
عندما تتعاون الطبيعةَ مع البشر لتَكشف أكاذيبِ الجبارين
-
معايير مزدوجة في العراق
-
منطق القاعدةِ الإستعماريةِ – حكم الشعوب
-
هل انتهت هدنة لندن السيساتنية,,, بتعنت أمريكي
-
يتباكون على مليار واحد ؟ويتناسون 22 مليار؟؟
-
لماذا نريد حرب اهلية في العراق؟؟
-
جئنا لندمر أسلحتهم,,, ونصادر أرواحهم بالتأكيد!!
-
هكذا تسحق الدبابات الإرهابية الأمريكية رؤوس الأطفال العراقيي
...
-
حتى الله كلم موسى.... فلماذا لا يتكلم البعض
-
إسبوع آخر في حديقةِ الموتِ,,, سجن الصحافة
المزيد.....
-
هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش
...
-
القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح
...
-
للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق
...
-
لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت
...
-
مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا
...
-
رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
-
الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد
...
-
بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق
...
-
فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
-
العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|