|
ضِدَّ التيّار (8)
يحيى علوان
الحوار المتمدن-العدد: 4947 - 2015 / 10 / 6 - 10:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
" إنْ ذَبُلَتْ زهـرةٌ في شجرةٍ ، أو ماتَتْ ، فلا يعني أَبَـداً أَنَّ الشجرةَ قد ماتَتْ ..!"(ي.ع)
إحتفَلَ الغرب الرأسمالي ، وما زالَ بـ "نهاية الشيوعية والماركسية ".. بل حتى بـ"نهايةِ التأريخ" ..! فهل إنتهتْ ، حقَّاً ، أحلامُ البشرية ولم يبقَ منها غَيرَ اللهاث وراء "المال" ؟! في إعتقادي، أنها لم تنته ، إلاّ إذا فَنَتْ البشرية!، فـ "إنْ ذَبُلَتْ زهرةٌ في شجرةٍ ، أو ماتَتْ فلا يعني ، أبداً، أَنَّ الشجرةَ قد ماتتْ !" وأذا باعَ البعضُ "مُثُلَه" ، فأنَّ أحلامَ البشرية غيرُ قابلة للبيع أو المُقايضة ! إنْ لم تستسلم لعمليةِ "التبليـد "! " في مَدحِ الشيوعية " كتابٌ أعدَّه ثلاثةٌ ، مِمَّن يُقالُ عنهم بـ"لغةِ اليوم " السائدة! أنْ[ لا سبيلَ إلى إصلاحهم وإشفائهم من مَرَضِ الشيوعية ]! صدَر الكتاب عن دار "أوسيَتسكي" للنشر ــ هانوفرــ . يضمُّ الكتابُ بينَ دفَّتيه مجموعة من منتخبات لكتاباتٍ .. تبدأُ بأفلاطونَ .. وحتى ما بعد فشَلِ وإنهيار " التجربةِ الإشتراكية" ... تتناولُ حلُمَ البشريةِ بنظامٍ عادلٍ ، قائم على المساواة في توزيع الثروة ، والحرية ، خالٍ من الإستغلال ... هذا الحُُلُمُ ، الذي لم يكنْ "بُدعةً" جاءَ بها كارل ماركس ، كما يتوهم كثيرونَ ! بل كانَ موجوداً قبلَ ماركس بدهور.. كلّ ما فعله الرجل ، هو أنه قدَّمَ الأساسَ العلميَّ لتحقيقِ هذا الحلم ، أي نقله من موضوعٍ خياليٍّ (طوباوي) إلى عملٍ ممنهجٍ ، ضمن ظروف التشكيلةِ الإقتصادية ــ الإجتماعية للرأسمالية . كان ماركس آنذاك يستندُ إلى آخر ما توصَّلَ إليه العلم من حقائق في النصف الثاني من القرن التاسع عشَر... بعدها حصلتْ تطورات هامة وعاصفة في شتى المجالات وحقول المعرفة الإنسانية ، مما يستلزم تشخيص ما هَرِمَ في النظرية ، بهدفِ إنتاجِ معرفةٍ علمية جديدة ، صوب الهدف / الحلم .. ولا يمكن تحقيق ذلك اليوم إلاّ بعملٍ إختصاصي ( Interdisciplinary ) تُشارك فيه فِرَقُ بحثٍ مختلفة .. إلخ وليس عملاً فردياً !
Albert Einstein (1949)ألبرت أينشتاين
مزيدٌ من الأزمات الإقتصادية الخانقة
الإنتاج يهدفُ إلى الربح دوماً . والعامل في خوفٍ دائمٍ أن يفقدَ عمله . التقدم التقني يؤدي إلى البطالة ، بدلَ أنْ يُخفِّفَ البشريةَ من أعباء العمل . والنزوع نحو الربح ، بالإرتباط مع الصراع التنافسي بين الرأسماليين هو المسؤول عن عدم إستقرار تراكم الرأسمال وتوظيفاته ، مما يؤدي إلى تزايدٍ الأزمات الإقتصادية المستفحلة .
ويجنحُ الرأسمال الخاص دوماً إلى التركُّزِ في أيدي قِلَّةٍ ، نتيجة للتنافس بين الرأسماليين من جهة ، ولأنَّ التطور التكنولوجي يؤدي إلى تقسيمٍ جديدٍ للعمل وظهور وحدات (مجمعات) كبيرة على حساب المنتجين الصغار، من جهة أخرى . ويؤدي هذا التطور إلى بروز أوليغارشية من الرأسمال الخاص ، تتمتّعُ بقوة هائلةٍ لايقدرُ على كبحها ، حتى المجتمع السياسي المُنظم بصورة ديمقراطية . ذلك أَنَّ أعضاء الهيئات التشريعية يجري إختيارهم من قبل الأحزاب السياسية المموَّلة ، إلى حدٍّ بعيد ، من جانب الرأسمال الخاص ، أو يجري التأثير عليها بطرقٍ أخرى لأختيار مَنْ يكون عملياَ في هذه الهيئات . وبالتالي فأن "ممثلي الشعب" لا يمثلون كفايةً مصالح عامة الناس . فضلاً عن ذلك يبسط الرأسمال الخاص ، في ظل الظروف الراهنة ، سيطرته المباشرة وغير المباشرة على المصادرالرئيسة للمعلومات (الصحافة والراديو ونظام التعليم) . لذلك يغدو من الصعب جداً،وفي بعض الحالات مستحيلاً بالنسبة للمواطن الفرد ، أن يتخذ موقفاً موضوعياً يُمكِّنه من الإفادة من حقوقه السياسية .
الإستغلال والإستعباد هما أقبح الظواهر في مجال العلاقات بين الناس ، بصورة عامة . وأنا أعتبر أنَّ تشويه الفرد هو أقبح آثام الرأسمالية .
إنني على قناعة من أنْ لا سبيل لأنهاء هذه الأوضاع المزرية ، إلاَّ عبر إقامة إقتصادٍ إشتراكي ، تكونُ فيه ملكية وسائل الإنتاج مِلكية جماعية ، ويجري تطبيقه وفق خطّةٍ مُحدَّدةٍ .
وتكتسب أهمية كبرى ، في المرحلة الإنتقالية الراهنة ، قضية التوصل إلى وضوح عن أهداف ومشكلات البناء الإشتراكي . لكن للأسف لا يمكن القيام بنقاشٍ حرٍ حول هذه القضايا في ظل الوضع الحالي ، الذي يمر به المجتمع ، وذلك لوجود "تابو" على هذا الموضوع .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*ألبرت أينشتاين (1879 - 1955) ، الذي أعلنته مجلة "تايم" الأمريكية عام 1999 رجل القرن العشرين ، كان يعتبر نفسه سلبياً(مناهضاً للحرب والخدمة العسكرية) وإشتراكياً حازماً ، كما يتبين من الإقتباس أعلاه عام 1949 . لقد كان التصريح بمثل هذه الآراء، في ظل الحرب الباردة ، يستلزم شجاعة خاصة ، ومع ذلك فقد صاغَ تصوراته عن المجتمع بمقالة تحت عنوان " لماذا الإشتراكية؟ " نشرها في مجلة ".Monthly Review " لقد وُلد أينشتاين في أوُلمْ بجنوب ألمانيا ، وتخلّى عن جنسيته الألمانية ، وظلَّ يعمل عالماً حتى عام 1933. وحصل عام 1922 على جائزة نوبل للفيزياء بأكتشافه للنظرية النسبية . أسَّسَ ، في برلين ، سوية مع كورت توخولسكي وكارل فون أوسيتسكي وآخرين ، أسّسوا" العصبة الأممية لحقوق الإنسان "، وساهم بنشاطٍ في فعالياتِ "المساعدة الحمراء لضحايا الإرهاب اليميني" وكانت تلك المنظمة قريبة من الحزب اللشيوعي الألماني . وقد وقَّعَ سويةً مع هاينريش مان ، وكيتا كولفيتس و أرنولد تسفايغ وغيرهم على نداءٍ عاجل " من أجل بناء تحالفٍ يساري يضم الحزب الشيوعي الألماني والحزب الإشتراكي الإجتماعي والنقابات . عام 1933 ، وأثناء سفره خارج البلاد ، قرَّرَ عدم العودة إلى ألمانيا.. مما حدا بغوبلز- وزير الدعاية النازي – إلى إعتبار كتابات أينشتاين غير ألمانيا وأمرَ بحرقها . من برينستون ، حيث كان يقيم في أمريكا، ساهم في حملات التضامن مع أوسيتسكي وغيره من ضحايا النازية .. كما إحتجَّ ، ضمن ظروف الحرب الباردة ، ضد ملاحقة الشيوعيين في الولايات المتحدة . وكان أينشتاين في أمريكا تحت رقابة أجهزة الإستخبارات ، سوية مع الموسيقار هانس آيسلر ، شارلي شابلن، مارلين مونرو والكثير غيرهم .
#يحيى_علوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مقاصيرُ نصوص (2)
-
ضِدّ التيّار (7)
-
لِنَكُن أكثر جرأةً على التنوير !
-
ضِدَّ التيّار (6)
-
ضِدَّ التيّار (5)
-
في برلين ...
-
ضِدَّ التيار ! (4)
-
ضِدَّ التيّار !
-
ضدَّ التيّار !
-
ضِدَّ التيّار !!
-
دلفينُ بُنيَّتي
-
محنةُ شهرزاد
-
- أَشتري الفَرَحَ .. فَمَنْ يبيع ؟-
-
حتى الآلهة لا تُحبُّ الإجماعَ ..!
-
خُطىً تاهَتْ ...
-
نَورَس
-
-المارد - العظيم
-
شَبيهيَ في المرآة ..
-
- حِسنِيّة -
-
مَطبّات ليليّة لا تَمَسُّ أحداً..!
المزيد.....
-
لا تقللوا من شأنهم أبدا.. ماذا نعلم عن جنود كوريا الشمالية ف
...
-
أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك مجددًا.. ما القصة؟
-
روسيا تعتقل شخصا بقضية اغتيال جنرالها المسؤول عن الحماية الإ
...
-
تحديد مواقعها وعدد الضحايا.. مدير المنظمة السورية للطوارئ يك
...
-
-العقيد- و100 يوم من الإبادة الجماعية!
-
محامي بدرية طلبة يعلق على مزاعم تورطها في قتل زوجها
-
زيلينسكي: ليس لدينا لا القوة ولا القدرة على استرجاع دونباس و
...
-
في اليوم العالمي للغة العربية.. ما علاقة لغة الضاد بالذكاء ا
...
-
النرويجي غير بيدرسون.. المبعوث الأممي إلى سوريا
-
الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يتخلف عن المثول أمام القضاء
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|