أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ساكري البشير - رسالة إلى حبيبتي















المزيد.....

رسالة إلى حبيبتي


ساكري البشير

الحوار المتمدن-العدد: 4946 - 2015 / 10 / 5 - 18:48
المحور: الادب والفن
    


أنا لست شاعراً...ولست أديباً...ولست مفكراً...أنا شخص بسيط...يكتب لأعز ما يملك...
إليكي أكتب هذه الكلمات أيتها السيدة التي سرقت قلبي....
أكتب بقطرات من الدم التي بقيت تقلقني من زوال الحبر...
إليكي فقط أكتب...
عزيزتي لا تحتاري فقد سرقتي قلبي دون إرادتك، لا أعلم إن كان من يسكن قلبك سيفهمني، ولكني أثق وكلي أمل بأنكِ ستفهمينني... وأنكِ تعلمين بأن الفتاة الوحيدة التي دخلت قلبي هو أنتي، نعم! أنتي فقط...
بكلماتك البسيطة، وبصوتكِ الخافت، وبنظراتك المتسارعة بين اليمين واليسار....وبحركاتك المتباطئة.... أشعر حتى بكل نفس تتنفسينه...
فقط صدقي قولي هذا، ليس لإغرائك بكلمات رومانسية رنانة تصيب القلب، ولا بزينة البلاغة...
أنا شخص عشت حياتي بين العمل والعلم، ولا أعلم في الحب شيئا، وكل ما أعلمه أن لي ضمير...وأن الإنسانية مازالت تدبُّ في روحي...وأن الطفولة قد غابت عني منذ رأيتكِ تتألمين...
الشيء الوحيد الذي لم أجربه هو الحب نظرا لظروف الحياة وإنشغالاتها فنسيت نفسي، واليوم.... اليوم...
اليوم عرفت فيه فتاة كأني لم أعرف غيرها من قبل، فتاة أبهرتني بكفاحها المرير...
فتاة تناظل لأجل مسقبل زاهر...
فتاة خفت أن أفقدها...لكثرة أعدائها وأعدائي...
خفت أن يغتصبها الطامعين....وما أكثرهم في زماننا
كل يوم أخبر نفسي ماذا تفعل الآن؟... وماذا أنتظر منها أن تفعله؟...
وكل ساعة أنتظر خبرا عنها...
فتاة خفت أن أكسر قلبها الذي هو شبيه بالزجاج، وأنا وأنتي تعلمين بأن الزجاج إذا إنكسر لا يمكن إسترجاعه مثلما كان...
ولكن الحقيقة تبقى حقيقة...
أنتي صارحتني بكل ما لديكي....من نساء ورجال...من يحميك ومن يقدمك هدية على طبق من ذهب للأعداء...
بالأمس كنتِ وحيدة تهيمين بين قلوب العرب، كنتِ حورية المسلمين...
واليوم أنتِ بآلامك وحيدة...لا تعنين لأحد قضية... ولاعلى صفحات الجرائد والمجلات ترغب في الحديث عنكِ ...
الكل لا يريدك...وأي نصيب هو نصيبي...وأي عرض هو سأقدمه لأجلك...
من أنا؟
آه نعم أنا شخص عابر سبيل، يملك قلما وورق...
هويتي العروبة...وديني الإسام...وقضيتي أنتي...
نعم ...
خفت أن أفسدك، بكلماتي ... فيقرأها القراء الفاسدون ويتسابقون على نقل الرديء منها...
فالأول يقول كتب شعرا بغير وزن...والآخر يقول خواطر بلا معنى...ثالث يقول أهانك بسوء تعبيره...
لا شيء من هذا القبيل...تعلمين ذلك جيدا...قبل أن يقول الجميع هذا...
فبقدر حبي لكي يا عزيزتي .... سأترك كل شيء ورائي، سأذهب بدون رجعة هذه المرة...
سأذهب وأنت معي...فأنا وأنت على الزمان نتكاتف...ونقاتل..
رغم أن قلبي يخبرني بأن لا أرحل....لكن ماذا أفعل؟
ما بيدي حيلة....حان وقت الرحيل...حان الوقت لتحبي شخصا يغمركِ بالسعادة...
شخصا يحميك من كيد السلاطين...
كل ما أتمناه هو أنكِ من نصيبي....وسأظل أقاتل على نصيبي؟
إستيقظت اليوم على وهم كنت أعيشه لأجد نفسي في واقع مرير، واقع لطالما أخبرت نفسي أن لن أكون فيه أبداً...
إستيقظي أنتي أيضا واسألي نفسك ماذا سينفعك هذا الحبيب... بعدما خان حبك الكثير من أمثاله ...
إسألي نفسك مالذي يميز هذا عن الآخرين....ألم يكافح قليلا ليسترجعك؟...
نعم أحببتك لدرجة أنني لا أستطيع فراقك فيها يوما واحدا... بل ساعة واحدة..
كل الدنيا سوداء من حولي...
لا أرى النور من دونك...
أنتي حبي الأول.......أما الأخير فلا أظمن لكِ...لأنني لا أعلم الغيب لعل الله يخفي لي الكثير وراء ستار الأيام...
بورما، اليمن، سوريا، ليبيا، الصومال....كلهم فتيات جميلات...
لكن إعلمي أنني أحببتك بصدق...
لم أتمنى يوما لكِ إلا الخير...إلا السعادة...إلا أن تحققي كل أحلامك و آمالك...
أنا فخور جدا أنني عرفت فتاة مثلك...
فخور جدا لأنني أحببتك ولست نادما أبداً...أبداً...
فخور لأنكِ علمتني أن الحياة لا يصنعها شخص لوحده...
فخور لأنكِ مميزة عن الجميع...
أنتِ الروح بالنسبة لجسد ميت...وأنتِ الزهرة في حديقة تغمرها الأشواك...أنتِ هو أنتِ كما أنتِ وليس غيرك...
لهذا أنتِ دائما مميزة بالنسبة لي...أنتِ مهمة بالنسبة للعالم كله...
لا يسعني أن أتكلم كثيراً...فقط أردت شيئا لا يمكن تحقيقه في هذه الحياة...أردتك أنتِ ...وهذا مستحيل...
أعلم أنه مستحيل...لأن عشاقك كثيرون...
ببساطة سترفضين...وستصطدمين بطلبي هذا...
ولكن لا يمكنني تحمل هذه الكذبة ... ببساطة لأنني أحببتك بصدق...وحبي أحر من نار الجمر...
أكتمي سري هذا فلا يعلمه إلا أنا وأنتِ ... لأجلي أنا فقط....
أذكريني عند أهلكِ يا غزة...لعلها تخفف عني لوعة الحب ومصائبه....
تذكريني ... لأنني سأظل أذكرك في كل دعوة بأن تكوني من نصيبي...
لا أعلم إن كنت قد أزعجتك بكلماتي ...أو أنني أحرجتك بتعبيري هذا...أو أنني جرحتك بدون قصد أو علم مني..
أعذريني....
لا أعلم ماذا أفعل؟...
ماذا عسايا فعلت؟...
وما ذنب قلبي المسكين الذي إنساق ورائك يلهث الليل والنهار ؟؟؟
مالسر؟
كل هذا لا أعلمه...وكل ما أعلمه أنني أحببتك..
كنت سأناديك حبي ...فخفت أن يجد الكره طريقا غير التي إبتغيت ليتسلل إليكِ...
لا تكرهي العالم يا غزة فهو مليء بالطيبين....
لا تكرهي نفسكِ... فأنت درة بين أهلكِ وجوهرة لذاتك...
إذا أردتي أن تكرهي ...فأكرهيني أنا....أنا فقط...لأني لم أكافح لأجلكِ...
عزيزتي... لقد إرتضيتي أن تكوني الضريبة على عائلة فلسطين...الضريبة الفادحة على جيل الحرية...
إن كل ثرثرة الجرائد والتلفازات هي بعض من فتات موائدك...لأنكِ مصنع الحرية وموضعها...فإن كنتِ وجدتي التقصير مني فأغتفريه...فخلة الأنبياء أن يغفروا للناس خطاياهم...وإن لم تنجحي في كسب حريتكِ...فكفاكِ إحساس الوطن الذي خلق شيئا عظيما بكفاحه ضد مغتصبيه...وتمرد عن العبودية التي إرتضاها غيرك...
إنني أنحني إحتراما لكِ...وأقبل ترابكِ...يا من ضحت لأجل عروبتها...وإسلامها...وحريتها...
أبلغي شعبكِ بهذه القصة الحزينة التي عاشها عاشق مجنون؟
أبلغي القدس والأقصى أن يسامحاني لأنني قصرت في حقكِ...
أبلغيهم كلهم...أنهم في القلب نُقشوا.
أبلغي سلامي ...لكل من سكن وكافح لأجلكِ يا حبيبتي غزة



#ساكري_البشير (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إذا إجتمع القلم والسيف ستنتصر فلسطين!!!
- متى يتحد العرب؟
- السلطة والخلود في البلاد العربية!!!
- في بلادي الصراخ عبادة وليست عادة!!!
- يا سائلي!!!
- المرأة بين كفين !!!
- تلك أمة قد خلت
- بأي حال عدت يا عيد
- السيدة ميركل: عندما تخبري أبناءكم


المزيد.....




- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ساكري البشير - رسالة إلى حبيبتي