أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد زين الدين - عولمة الاعلام بين السياسة والاقتصاد














المزيد.....

عولمة الاعلام بين السياسة والاقتصاد


محمد زين الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1357 - 2005 / 10 / 24 - 10:34
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


عولمة الاعلام بين السياسة والاقتصاد
يطرح عالم اليوم تحديات جد متنوعة بحكم إكراهات العولمة المتمثلة في وجود تفاعل ثقافي والاعلامي جد مكثفين حولا العالم ليس فقط إلى "قرية صغيرة"؛ بل إلى أسرة كبيرة تتوحد في نمط الاستهلاكها الاقتصادي وخيارها السياسي ؛ مثلما تتوحد في منظومتها الثقافية والإعلامية؛ بل إن هذا الأخير تحول إلى ساحة جد مفضلة لبسط مختلف التناقضات التي يشهدها المنتظم الدولي؛ فبين عولمة الاقتصاد وعولمة الثقافة أمسى الاعلام ساحة الوغى للاثنين بامتياز؛ مثلما تحول إلى حلبة للصراع الضمني بين السياسي والاقتصادي بهدف التحكم في المشهد الاعلامي إدراكا من الطرفين بأن من يتحكم في الإعلام يتحكم في دواليب المحيط الاجتصادي؛ فلا يمكن بلورة مشروع مجتمعي قوي في غياب نظام الاتصال فاعل وفعال..
إن هذه الجدلية بين الاعلامي والاجتصادي تجد شرعيتها ومشروعيتها على امتداد التاريخ الانساني؛ حيث نرصد نوعا من التوازن بين التطور الأفراد والجماعات وتطور وسائل الاعلام والاتصال من عصر الــــنقش على الأحجار إلى بـــــــــــــث الأقمار.

إن هذه السيطرة الممنهجة للمؤسسات الاقتصادية الكبرى على وسائل الاعلام توازيها سيطرة ذات صبغة سياسية قد يتداخل فيها المعطى السياسي مع المعطى الاقتصادي أو تأتي نتيجة لهيمنة العامل السياسي فقط مثلما هو عليه الحال بالنسبة للعديد من دول العالم الثالث؛ حيث مازالت سيطرة الاقتصادي على الاعلام تبدو ضعيفة نوعا ما مقارنة مع الدول المتقدمة التي أمست تجعل من الاعلام حصان طروادة لتمري خطاباتها السياسية واستراتيجيتها العسكرية حيث نستحضر على سبيل المثال لا الحصر إصرار إدارة الرئيس جورج بوش الأب على خلق قمر اصطناعي خاص بإنشاء قنوات تلفزية للاطاحة بنظام كاسترو؛ وفي نفس الاتجاه بدأ الحديث يجري بجدية في كواليس البنتاغون على خلق مركز لرصد نظام الاتصال التلفزيوني وهو في واقع الأمر نوع من الرقابة على القنوات التلفزيونية؛ ويترجم الامتعاض الذي أبدته إدارة جورج بوش الابن ضد "قناة الجزيرة" بسبب انفرادها ببث تصريحات " بن لادن" المناوئة للولايات المتحدة الأمريكية؛ مثلما يترجم الحملة الشرسة التي قامت بها الولايات المتحدة لثني بعض القنوات التلفزية العربية على عدم بث المسلسل التلفزيوني ب" فارس بلا جواد" بدعوى أنه يذكي مشاعر العداء للاسرائليين؛ فيما حرصت الولايات المتحدة الأمريكية على تقديم مسلسل " نهاية أميرة" وهو مسلسل يتعرض بشكل فاضح للحياة الخاصة إحدى الأميرات بالمملكة العربية السعودية؛ ورغم العلاقات الديبلوماسية الجيدة والمحاولات الحثيثة التي أجرتها السلطات السعودية إلا أن المشاهد الأمريكي تمكن من مشاهدة هذا المسلسل.
إن استعراض هذه الأمثلة يفيد بأن في زمن العولمة أمسى الاعلام بدوره خاضعا لمنطق النظام العالمي الجديد القائم في جوهره على تغليب منطق القانون والمبادئ الانسانية ليسود منطق الكيل بمكيالين؛فمثلما أمست العولمة خيارا استراتيجيا والنهج الديمقراطي خيارا سياسيا مفروض على الجميع فإن عولمة الاعلام جاءت كتحصيل للخيارين الاقتصادي والسياسي.
إن الأمر هنا يتعلق بإشكالية أعمق وأدق ألا وهي إشكالية دمقرطة وسائل الاعلام والاتصال في المنتظم الدولي المعاصر؛ وذلك بسن بروتوكول دولي يضمن الحق في دمقرطة وسائل الاعلام والاتصال بشكل يحقق لها الاستقلالية والحياد والموضوعية بعيدا عن أي تأثير للوبي الاقتصادي أو لصناع القرار السياسي.
إن هذه الاستقلالية هي التي ستحقق روح وجوهر الديمقراطية في أبعد تجلياتها؛ فقد عجزت جل الأنظمة الديمقراطية عن ترجمة إعمال فعلي لمبدأ" الديمقراطية حكم الشعب للشعب وبواسطة الشعب" لكن بإمكان وسائل الاعلام أن تحقق هذا الهدف مثلما بإمكانها امتصاص التوترات المجتمعية بفتح نقاشات جادة حول مصير مجتمع العولمة.
أستاذ بكلية الحقوق - المحمدية



#محمد_زين_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية المعولمة


المزيد.....




- الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس ...
- الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو ...
- غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني ...
- انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
- خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
- عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ ...
- روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا ...
- عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
- مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات ...
- السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية! ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد زين الدين - عولمة الاعلام بين السياسة والاقتصاد