أيْلان كردي.. / بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

الحوار المتمدن-العدد: 4945 - 2015 / 10 / 4 - 20:59
المحور: الادب والفن
    

أيْلان كردي..
(إعادة نشر قصيدة "إيلان" بعد التعديل والإضافة في النص والعنوان)
بنعيسى احسينات – المغرب




أيْلان ..
من الشام..
التحق بالرحمانْ..
كردي من سوريا..
المدمرة بالمجانْ..
طفل انتزعه البحر..
من الأحضانْ..
مع شقيقه وأمه..
لإطعام الحيتانْ..
هروبا..
من ويلات الحروب..
والطغيانْ..
فشل الأب..
لإنقاذهم، في الامتحانْ..
في قرب الموت..
وسط اليم الهيجانْ..
في رحلة..
إلى المجهول..
بلا قُبْطانْ..
في الثالثة من العمر..
يا فاقدي الجولانْ..
يبتلعه البحر..

بلا طقوس القربانْ..
يرمي به..
بشاطئ بني عثمانْ..
لم يمسسه..
لا قروش ولا حيتانْ..
مَلَكٌ طاهر..
حَفِظَهُ رب الأكوانْ..
يحتضن بوجهه..
رمال الشطآنْ..
رسالة للعالم..
ولكل ضمير يَقْضانْ..
وصمة عار..
على جبين العربانْ..
فاجعة لطخت..
هامة كل إنسانْ..
وبنو العروبة..
أبدا في خبر كانْ..
لا ردود فعل لهم..
في كل مكانْ..
تركوا مصيرا أهلهم..
للشيطانْ..
للدواعش..
وطبيب العميانْ..
للنصرة..
وللجيش الحر الشجعانْ..
أمام صمت عربي..
من داخل البركانْ..
وتجاهل كل العالم..
لمحنة الإنسانْ..
ببلاد العرب..
تحت رحمة العدوانْ..
من الأقرباء..
وأعداءِ أيام زمانْ..
للهاربين من الدمار..
نصيبهم الخذلانْ..
من ذوي القربى..
ومن إخوة عقيدة القرآنْ..
إلى أوروبا، يبحثونَ..
عن وهمِ بر الأمانْ..
عن جنة الفردوس..
في بلاد الجِرْمانْ..
فالبحر أرحم عندهم..
من جحيم الإخوانْ..
فبطش الأقارب..
أشد من الفتك بالأسنانْ.

***

أيْلانْ..
يذكرنا بالدرة1 والعدوانْ..
استشهد برصاصة..
وهو في الأحضانْ..
والجنين الشهيد2..
في رحم أمه الملآنْ..
يقتل غدرا..
قبل صرخة الصبيانْ..
أيلان بالآلاف ..
في بقع التوتر والنسيانْ..
يقتلون ويشردون..
بلا ذنب، بلا عصيانْ..
يُطَمرون تحت الأنقاض..
بلا أكفان..
كأطفال قانا3..
وغزة4 وسوريا ولبنانْ..
وأطفال العامرية5 بالعراق..
وأنفكو6 ، وفي كل مكانْ..
خارج طينة البشر..
حظهم أحط من الحيوانْ..
بالتخلي، بالحقارة..
بلا أمْنٍ، بلا أمانْ..
تآمرٌ لإضافة..
سوريا للجولانْ..
وإخلاءُ سوريا..
ثم الأردن ولبنانْ..
وإلحاقُ العراق
ودول الخليج لإيرانْ..
وتفكيك المشرق..
تنفيذا لفتوى الأمريكانْ..
بين طوائف متصارعة..
لاستدامة الاحتقانْ..
لتقسيم المنطقة..
إلى دويلات بلا كيانْ..
ليتوسعَ الصهاينة..
على حساب بني قحطانْ..
لتحقيق إسرائيل الكبرى..
بجوار إيرانْ..
وتعمير الغرب العجوز..
باستقبال الأقنانْ..
بهجرة مكرهة..
بإيعاز من الأمريكانْ..
بمؤامرة..
من الروس وإيرانْ..
بمباركة دول البترول..
وباقي الجيرانْ..
لتشبيب الغرب..
وامتداد إسرائيل كالسرطانْ.
أين النخوة ..
أين الإسلام يا أهل الإيمانْ..
كفى تشدقا..
بالعروبة والإسلام بالامتنان..
بقوة النفاق..
وباللامبالاة والنكرانْ..
بتجاهل سافر..
لقيم حقوق الإنسانْ..
والتشبث بقوة المال..
ونفوذ السلطانْ..
فقيمة البشر..
لديهم، ليست في الحسبانْ..
فماذا تنتظرون..
من خادمي الشيطانْ..
ومصير البشر..
متروكٌ للإنس والجانْ..
بلا رحمة..
ولا رحيم ولا اطمنانْ..
والإنسان، عن أفعاله..
يحاسب بالميزانْ..
ثوابا أو عقابا..
من عند الرحمانْ..
فالله لم يتخل عن عبده..
مهما كانْ..
فهو إله الكون..
ورب الثقَلاَنْ7..
لم يَتْرُكْ خَلْقَه سدى..
ووعدهم بالحيوانْ8..
توبته تشمل كل العباد..
بالغفرانْ..
إذا ما صَلُحَتْ بالتوبة..
أفعالُ الإنسانْ.

----------------------------------
بنعيسى احسينات – المغرب




-----------------------
هوامش:

1. محمد الدرة الفلسطيني الذي التقطته رصاصة صهيونية وهو في أحضان أبيه بالشارع في مواجهة قوة الاحتلال بالحجارة.
2. الجنين الشهيد الذي أصابته رصاصة العدوان وهو في رحم أمه. اقرأ لي قصيدة في الموضوع على الرابط التالي http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2008/04/16/130236.html.
3. مجزرة صهيونية حصدت في 18 نيسان 1996، أرواح 106 لبنانيين، معظمهم من الأطفال والنساء.. وحمّلت عشرات من لم يستشهدوا جروحاً لا تندمل. الأطفال الهاربون من النار إلى مركز «اليونيفيل»، لم يحظوا بأي حماية. تفحمت أجسادهم في مركز القبعات الزرق، وتحت أنظار العالم..
4. قصيدة بعنوان: غزة في محنة يا للعار، على الرابط التالي: http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2008/04/12/129759.html
5. قصف جوي لملجأ العامرية ببغداد، في العراق، أثناء حرب الخليج الثانية، بواسطة طائرتان من نوع أف-117 تحمل قنابل ذكية، مما أدى إلى مقتل أكثر من 400 مدنيًا عراقيًا من نساء وأطفال.
6. أطفال "أنفكو" بجبال الأطلس المتوسط بالمغرب الذين قضوا بالبرد والثلج. اقرأ لي قصيدة في الموضوع على الرابط التالي http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=346814 .
7. الثقلان هنا تعني الإنس والجن من مخلوقات الله عز وجل.
8. كلمة الحيوان هنا، كما جاء في القرآن الكريم، تعني حقيقة الحياة التي وعد بها الله الإنسان المؤمن الصالح في الآخرة.

#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات