بارباروسا آكيم
الحوار المتمدن-العدد: 4945 - 2015 / 10 / 4 - 18:35
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يزعم صاحب القرآن أَنَّ القرآن محفوظ منذ الأَزل عند الله ذاك الكائِن المطلق الأَزلي بنصه ورسمه بلا تغيير أَو تبديل وبلغته المقدسة أَو كما يسمونها اللسان العربي.! ورغم أَنَّ هذا الزعم يقدح به ذات القرآن وعلم الآثار ، إِلا أَنَّ المخدر الديني حاضر لتخدير عقول البشر
فإذا اخذنا اللغة العربية فهي أَحدث اللغات في شجرة لغات العائلة السامية نشأتاً ، وذات حروفها مأخوذة من الرسم السرياني .! أَما القرآن فذات الكلمة ليست عربية ..بل هو لفظ سرياني صرف ..( قريان أَو قريانا ) وهو كتاب القراءة الطقسي في الكنائس السريانية.!
وعلى إِفتراض صحة الزعم القائل بوجود لوح أَزلي محفوظ وجد فيه ( القرآن ) كلام الله ، فلما لم ينتبه الله الى إِختلاف القراءات القرآنية .؟ ولما لم ينتبه الله الى الأَلفاظ الأَعجمية في كتابه العربي المبين.؟ ولكن مهما قلت ومهما حاولت مع العقلية المتأسلمة فأنت تحرث في الماء.! لذلك سنقدم لهم اليوم دليلاً لا يستطيع رده شيوخ الدجل والشعوذة وهو أَي الدليل - تاريخ ظهور الكتابة - والتي تنسف اي فكرة لوجود نص مكتوب ((( مفهوم ))) قبل الأَلف الثالثة قبل الميلاد.!
إِذاً وعلى بركة اللوح الوهمي المحفوظ نبدأ ، السؤال الأَول : متى ظهرت أَول اشكال الكتابة القادرة على التعبير.؟ وأَين .؟
يقول يوهانس فريدريش :(( قدم الشرق الأَدنى القديم للعالم أَول كتابتين هامتين ، وهما الكتابة المسمارية ، والكتابة الهيروغليفية المصرية . وبالإضافة الى ذلك نشأت في الشرق الأَدنى الكتابة الأَبجدية السامية ))
ويقول كذلك : ((ترى العلوم المعاصرة أَنَّ المصريين في غالبيتهم شعب خليط تشترك فيه عناصر افريقية وسامية ، ففي بداية الأَلف الثالث قبل الميلاد اتحدت لأَول مرة دولتان منفصلتان في مملكة واحدة ، وبفضل هذه الوحدة نشأت الكتابة ))
أَما عن الكتابة المسمارية فيقول :(( في جنوب بلاد وادي الرافدين وبين دجلة والفرات ، وعلى تخوم الأَلف الرابع والثالث ق.م ونتيجة تطور عصور ماقبل التاريخ ، نشأت حضارة رفيعة المستوى ، وتعد على الأَرجح اقدم مهد للثقافة الإنسانية قاطبة . فالكتابة التي أُكتشفت في اوروك القديمة ( الوركاء حالياً ) ، وجمدت نصر ، وفاره ، تشكل جزءاً من إِرثها الحضاري . لقد عُرفت كتابة ميزوبوتاميا بشكلها المتأخر بإسم الكتابة المسمارية ))
كتاب : تاريخ الكتابة ، تأليف : يوهانس فردريش ، ترجمة : د. سليمان أَحمد الظاهر ، ص 55 و ص 56 و ص 69 ، الطبعة الثانية 2013 م ، منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب - وزارة الثقافة ، دمشق
وكذا يقول عالم الأشوريات جان بوتيرو :(( ان الامر يتعلق بأكتشاف الكتابة المسمارية وايضاحها في بلاد الرافدين الجنوبية في نحو نهاية الألف الرابعة ق.م وكانت هذه الكتابة مستعملة في البلاد حتى مطلع تاريخنا الميلادي تقريبا , وقد انتشرت في مختلف أرجاء الشرق الأدنى القديم . وهي على أكثر احتمال الكتابة الأولى المعروفة . وليس من المستبعد أن تكون قد ألهمت , من بعيد , الأنظمة الأخرى القديمة للكتابة :في الغرب (مصر: بعد سنة 3000 ق.م بقليل) وفي الشرق الهند نحو سنة 2500 ق.م , والصين 2000_1500) ))
ويقول كذلك :(( أن أقدم الوثائق , وثائق العهد القديم من جهة , والوثائق الأغريقية من جهة أخرى , لاترقى الى ابعد من الالف الثاني قبل الميلاد, وفي حين أن اقدم النصوص المسمارية والتي يمكن الأستفادة منها على صعيد التاريخ, ترقى الى نحو 3000 ق . م ))
بلاد الرافدين : ( الكتابة - العقل - الألهة ) سلسلة المائة كتاب الثانية ، صفحة 42 و 93 ، تأليف : جان بوتيرو ، ترجمة البير ابونا ، مراجعة الدكتور: وليد الجادر ، الناشر وزارة الثقافة والاعلام / دار الشؤون الثقافية العامة ، بغداد الطبـعة الأولى لسنة 1990
أَما عالمة المصريات بارنز فتقول :(( وحوالي سنة3000 ق.م أضاف المصريون عملا جديدا لفن الكتابة بأستخدام أربعة وعشرون علامة هيروغليفية تمثل الأصوات الساكنة ومع ذلك فأن المصريين القدماء لم يعتبروا هذا العدد من العلامات كافيا للوفاء بأحتياجات التعبير, واستخدموا عددا أكبر من الرموز للدلالة كلمات على ومقاطع أخرى . وبالتالي لم يدركوا الجانب الأساسي اللازم لأبجدية ممثلة للصوت.والواقع ان أول ابجدية صوتية أكتشفت حديثا على حفريات وجدت في شبه جزيرة سيناء,وفي جنوب فلسطين,ويبدو أن مؤلف هذه الأبجدية قدد حرر نفسه من قيود الأبجدية المصرية التي لم تتسم بالكمال , ولعله كان فينيقيا من ((جبيل)) أو من أية جنسية سامية أخرى , كما يحتمل أن يكون عاش في القرن19ق.م . وكذلك تم حديثا اكتشاف اثار كتابية في منطقة رأس الشمرة , قرب اللاذقية في أوغاريت القديمة , وبعض هذه الكتابات مدون بأبجدية حروفها تشبه المسامير, وبلهجة سامية شمالية غربية ))
تاريخ الكتابة التاريخية : (ج 1 ، ص 26 ) هاري المر بارنز, ترجمة : د.محمد عبد الرحمن الدرج ، مراجعة : د.سعيد عبد الفتاح عاشور ، الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب طبعة خاصة لسنة 1984
أَما الموسوعة الحديثة - باللغة الالمانية - فتقول : (( هناك ادلة على أن الكتابة ظهرت قبل حوالي 7000 سنة وبدأت تتشكل من خلال الكتابة الصورية -على سبيل المثال الخط المسماري أو الخط الهيروغليفي - ))
مثلا عن الخط المسماري : (( خط مسماري الشكل ، يكتب بأتجاه عقارب الساعة ، ويعد من اقدم الخطوط في اسيا ، استخدمت هذا الخط الشعوب المتحظرة مثل السومريين والبابليين ..الخ ، وكان القلم عبارة عن قطعة يتم الضغط - الكتابة - بها على الواح طينية ))
أَما عن الهيروغليفية فتقول : (( بأنها الكتابة الصورية في مصر القديمة والتي ظهرت في الألف الثالثة قبل الميلاد ))
ل
Neues Lexikon , Naumann & Gö-;-bel , Seiten 614 . 325 & 260 ,Verlagsgesellschaft mbH in der VEMAG Verlags-und medien Aktiengesellschaft , Kö-;-ln ,
وقد لخص المؤرخ الأمريكي - ول وايرل ديورانت - مسيرة تطور الكتابة بما لايدع مجالاً للشك إِن الكتابة إختراع بشري تطور بمرور الزمن
يقول ديورانت : لكن أوسع خطوة خطاها الأنسان في انتقاله الى المدنية هي الكتابة ، ففي قطع من الخزف هبطت الينا من العصر الحجري الثاني ، خطوط مرسومة بالألوان فسرها كثير من الباحثين على أنها رموز ، وقد يكون هذا موضع للشك ، لكنه من الجائز أن تكون الكتابة _ بمعناها الواسع الذي يدل على رموز تعبر عن افكار_قد بدأت بعلامات مطبوعة بالأظافر أو المسامير على الطين وهو لين، بغية زخرفته أو تمييزه بعد أن تتم صناعته خزفا ، ففي اقدم كتابة هيروغليفية في ((سومر)) توحي صورة الطائر بأوجه شبه بينها وبين الزخارف الطائرية الموجودة على قدم الاثار الخزفية عند ((سوزا)) في عيلام ، كذلك اقدم صور للغلال مما استخدم في الكتابة التصويرية ، نقلت رأسا من الزخارف الغلالية الهندسية الأشكال في ((سوزا)) و((سومر)) والأحرف المستقيمة الخطوط التي ظهرت باديء الأمر في ((سومر)) حوال سنة 3600 ق.م ، ان هي _ فيما يظهر_ الا صورة مختصرة من الرموز والرسوم المصورة والمطبوعة على الخزف البدائي في الجزء الأدنى من بلاد مابين النهرين أو في عيلام. اذن فالكتابة _ شأنها شأن التصوير والنحت _قد تكون في نشأتها فنا خزفيا اذ بدأت ضربا من ضروب النقش والرسم ..وبذلك تكون الطينة نفسها التي استحالت في يد الخزاف انية ، وفي يد النحات تماثيل ، وفي البناء اجرا ، قد هيأت للكاتب مادته التي يخط عليها كتابته ، وطريق التطور من هذه البداية الى الكتابة المسمارية في بلاد مابين النهرين منطقي المراحل مفهوم التدرج
قصة الحضارة : ول وايرل ديورانت -المجلد الأول- ج1 / الباب السادس ، الفصل الخامس 2 _ الكتابة / أصولها الخزفية الممكنة_ رموز البحر الأبيض المتوسط ( ص181 _ص 182 ) ، تقديم د. محي الدين صابر ، ترجمة د. زكي نجيب محمود ، الناشر: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم _ دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع ( تونس ، بيروت )
إِذاً إِخواني الكتابة إِختراع بشري لا علاقة للآلهة به ، كما إِنَّ الله لم يكتب اي كتاب لا في لوح محفوظ ولا في لوح خشب..واولى اشكال الكتابة المفهومة القادرة على التعبير عن الأَفكار تعود الى الالف الثالث ق . م
المجد والخلود لأُمة ميزوبوتاميا العظيمة التي علمت بالقلم ، علمت الناس مالم تعلم ، المجد لأوروك وسومر واكد وبابل وآشور ، المجد لمردوخ وآشور وعشتاروت
#بارباروسا_آكيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟