أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد المسعودي - نقد التجربة الديمقراطية في العراق - 7 -














المزيد.....

نقد التجربة الديمقراطية في العراق - 7 -


وليد المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 4944 - 2015 / 10 / 3 - 00:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


موت الاخر ونهاية الاختلافات
ماذا قدمت التجربة الديمقراطية في العراق طيلة اثني عشر عام للاختلاف والتعدد وظهور الاخر الغريب والمختلف عن البنية الاجتماعية والتفكير المحلي المألوف ؟ وهل استطاع العيش والتواصل مع الذات التي تجد نفسها في مكانة الصواب والحقيقة ؟ بداية ان الاختلاف داخل المجتمع العراقي من حيث تعدد وتكاثر الثقافات والهويات الاجتماعية امر يكاد ان يكون تاريخيا ، فمنذ فترات تاريخية طويلة عرف العراق الكثير من الاجناس والثقافات والقوميات والطوائف ، وكلها ساهمت في تنشيط الحضارة والثقافة سواء في الازمنة القديمة او الحديثة بالرغم من ان السلطة في شكلها التاريخي كانت تتعامل مع الاختلاف بشكل غير متساو او عادل هنالك الاصيل والقريب والبعيد والأبعد ، الامر الذي انشأ مجتمعات لا يحكمها منهج حماية الاختلاف وهو ما عرفته الشعوب الحديثة ، والذي يتحقق بالمواطنة ، حيث هذه المفردة غير معروف تداولها في الفكر السياسي العربي الاسلامي التقليدي ، الذي لا يقسم الناس الى مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات بقدر ما يقسمهم الى حكام ورعية وأهل ذمة ، او خاصة وعامة ، وهكذا لم يوجد لدينا منهج لحماية الاختلاف في العراق في الازمنة القديمة والحديثة . في الازمنة الملكية وجدت البذور الاولى لهذا المنهج ولكنه لم تنمو وتتأصل اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا حيث وجد الاخر محاربا ومطاردا ومنفيا عبر ادوات من الاستغلال والاضطهاد والظلم ، وبالتالي لم يسمح له ان يمارس حريته ودوره المستقبلي ، مع الدولة الجمهورية قتل الاختلاف بشكل نهائي وهنا نقول الاختلاف بشكله السياسي والاجتماعي حيث ظلت الشخصية العراقية تعيش الحقيقة بشكلها المطلق ولا تتصور ان هنالك اخرين يملكون حقيقتهم ويرغبون بنشرها وإضافتها الى المجتمع ليكون لدينا المزيد من الحقائق والاختلافات . كانت السلطة البعثية شمولية ومطلقة وتحارب الاختلافات ان وجدت ، لأنها في النهاية تريد تذويب الناس جميعا في البعث وان لم ينتموا . بعد سقوط البعث لم يتغير من المجتمع شيء يذكر فبدل ان تظهر الاختلافات ضمن منهج الحماية " المواطنة " الذي يوفر لها الوجود والحضور المتكافئ ، وجد من يجعل الاختلافات تتقاتل مع بعضها والذي اوجد ذلك الاقتتال هو نظام المحاصصة الطائفي العرقي ، الذي هيج الناس نحو الهويات القاتلة والمقتولة في الوقت نفسه ، وبالتالي استمرار لانعدام الاختلاف داخل الوطن . ان " التجربة الديمقراطية " لم تعلم الناس حق الاختلاف وان الاخر له حريته ان يولد ويجد مكانته وإنسانيته ، بسبب ان من يقود هذه التجربة لا توجد في ادبياته اية مضامين للاختلاف والحرية والمواطنة ، وهنا نقصد بالإسلام السياسي الذي استطاع ان يستغل الديمقراطية تحت مسميات الطائفة والمذهب ومن ثم هنالك عملية تجميد وتثبيت لوعي الناس حول حقيقة مقدسة ثابتة بشكل دائم . ان الاخر المختلف لا يجد اليوم منافذ واسعة للحرية والتعبير والظهور داخل المجتمع بسبب الانغلاق الممارس عليه حيث وجود الخوف من الكلمة والسلوك والتصرفات والتعبير ، وذلك الخوف ناتج عن كثرة المهددات التي تتناول الاخر ولا تعترف بوجوده ، الامر الذي يجعله يلجا الى الترميز والإخفاء او التخفي بل وصولا الى التضمين الاجتماعي والمجاملة على حساب ما يملك من مبادئ ومعتقدات معينة .
ان عدم وجود منهج لحماية الاختلافات بشكل مدني وإنساني جعلها اي الاختلافات عرضة للصراع والاقتتال ، وما يحدث اليوم من حرب ضد الارهاب وداعش منشاة عدم رعاية الاختلافات من خلال المواطنة والسماح بتغلغل الدعم الخارجي والدولي كي يتحكم في حركة وسيرورة الاختلافات سواء في الحرب او الهجرة او الانزواء والابتعاد عن اثارة الاخر ذي المحمل الطائفي ، الامر الذي ترك مدننا ضمن حدود النسبي خالية من الاختلافات والتعايش السلمي ، وان وجد فهو معرض الى الانزواء او الاندثار او التضمين والاندماج داخل الهويات المغلقة ثقافيا واجتماعيا .



#وليد_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد التجربة الديمقراطية في العراق - 6 -
- نقد التجربة الديمقراطية في العراق -5-
- نقد التجربة الديمقراطية في العراق - 4 -
- نقد التجربة الديمقراطية في العراق - 3 -
- نقد التجربة الديمقراطية في العراق - 2 -
- نقد التجربة الديمقراطية في العراق 1-1
- نداء
- رسالة الى الازهار
- مشاهدات من عصر الزنابير 2 (حوار السجن والسجناء )
- مقال في الادلجة السياسيىة
- مشاهدات من عصر الزنابير
- غثيان يومي
- زقاق بلا صبايا
- نقد المعرفة التاريخية في المنهج الدراسي التربوي العراقي 5-5
- نقد المعرفة التاريخية في المنهج الدراسي التربوي العراقي 4-5
- نقد المعرفة التاريخية في المنهج الدراسي التربوي العراقي 3-5
- نقد المعرفة التاريخية في المنهج الدراسي التربوي العراقي 2-5
- نقد المعرفة التاريخية في المنهج الدراسي التربوي العراقي 1-5
- مقدمة حول المعرفة التاريخية
- مقدمة حول المعرفة التاريخية 4-4


المزيد.....




- الرئيس التركي أردوغان: اتخذنا الخطوة الأولى لبداية جديدة بين ...
- قوات -قسد- تسقط طائرة أمريكية مسيرة
- -CBS NEWS-: ترامب يوجه دعوة إلى شي جين بينغ لحضور حفل تنصيبه ...
- مجلس النواب الأمريكي يصادق على الميزانية الدفاعية بحجم 884 م ...
- العراق.. استهداف -مفرزة إرهابية- في كركوك (فيديو)
- موسكو تقوم بتحديث وسائل النقل العام
- قوات كردية تسقط بالخطأ طائرة أميركية بدون طيار في سوريا
- رئيس الإمارات وملك الأردن يبحثان التطورات الإقليمية
- أوكرانيا على موعد مع صاروخ روسيا -الرهيب-
- فيديو.. اكتشاف نفق سري ضخم في جبال القلمون


المزيد.....

- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد المسعودي - نقد التجربة الديمقراطية في العراق - 7 -