|
عندما نذهبُ أنا و أمّي .. إلى الجنّة
عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4942 - 2015 / 10 / 1 - 13:58
المحور:
كتابات ساخرة
عندما نذهبُ أنا و أمّي .. إلى الجنّة
أمّي تقول : يابه شوَكِتْ تِطْلَعْ تقاعُد ؟ مو صار عمرك 100 سنة . شنو قابِل راح تاخُذ تقاعد مال ديناصور !!! . أنا أقول : يُمّه مو الراتب راح يقِلّ . و ميكَفّي إيجار بيتج ، وإيجار بيتي . والعيشة صعبة . أمّي تقول : يا إيجار يابه ؟ إنته إطلَعْ تقاعُد ، وأُخذني آني وأهلك لتركيا ، نعيش هناك بشقّة مفروشة ، وراتب التقاعُد يكفّينه ، ويزيد . أنا أقول : و ريحة ترابنا الثابرتنه بيهه يُمّه ؟ وطعَمْ مَيْنا يُمّه ؟ و " دليميّة " مضايفنا يُمّه ؟ و قّصَبْ أهوارنا يُمّه ؟ والباجلّة بالدهن مال قدوري يُمّة ؟ و باجة إبن طوبان يُمّة ؟ و لبن اربيل يُمّة ؟ والكباب والتكّة على الرصيف يُمّة ؟ . والفلافل و العَمبة " أمّ الشريس " يُمّه ؟ .. وعزانا و سخامنا يُمّه ؟ و كَبور أهلنه يُمّه ؟ .. و الوصيّة مال دفنتج يم فلان المشتاكَه لضحكته هوايه .. يُمّه ؟ . أمّي تقول : يابه هيّه كُلهه " كَبور " . و وين متروح أرض الله. خلّي نطلَع من العراق يابه . آني خِلًصْ كَلبي ، وبعد ما أتحمّل هاي الخِلَق الزفرة . وأريد آخر وجه أشوفه كَبُل ما أموت ، هوّه وجه " كينان أميرزالي أوغلو " .. موهاي الوجوه الكَشره اللي ما أدري رب العالمين وين جان ضامهه إلنه . أنا أقول : زين يُمّه . يجوز بعد كم شهر يطلَع قانون التقاعد " الموحّد " . ويكَولون بي " سُلّم " رواتب يخلّي الفرق كُلّشْ قليل ، بين راتبج التقاعدي الـ 400 الف دينار كل شهرين ، وراتب أصغر " مسؤول " بدولة العراق الديموقراطية - التعدديّة - الأتحاديّة – التوافقية – أبو الـ 40 مليون دينار كل شهر . أمّي تقول : يابه أشو إنته صاير " قشمر " ؟ . مو عيب عليك ، وعلى شيبتك ، وعلى شهادتك ، وعلى خدمتك أم الـ 45 سنة ، وعلى قاطَك و رِباطَك .. تخلّي هاي " اللمايم " تضحك عليك ؟ . انا أقول : شخسرانين يُمّه . ننتظر " حزمة " الأصلاح الثالثة .. و نشوف . واذا طِلعَتْ هَمْ " كلاوات " .. وراهه نْهِجْ . أمّي تقول : يابه إنته ليش متقبَلْ الله ياخُذ أمانته منّي ، وآني أمشي على رِجْلي ؟ يعني إلاّ أنْشَلّ ، وأنْذَلّ على إيد نسوانكم حتّى يشتفونْ بيّه ؟ . يا إصلاح بي خير نترَجّى من ذوله يُمّه؟ ذوله مرّة يريدون " المارد " يطلع من القمقم ، ويهشّم الزجاجة مال الخلّفوه !!! . ومرّة يريدون " اصلاح الكوكب " !! . ومرّة يلغون وزارة المرأة أمّ العشرين نفر ، ويبقّون دواوين الوقف السنّي ، والشيعي ، والمسيحي ، والأديان الأخرى .. وهيئة الحجّ والعُمرة ، والنزاهة ، والمفتشّين ، والرقابة الماليّة ( أمّ النص مليون موظف ، وألِف مدير عام ) .. وإحنه بين مُهاجرين ، وبين مُهَجَرين ، وبين نازحين ، وبين ناس كَاعدة وساكته ، وكاتلهه القهر . لا تعليم بي خير . لا قضاء بي خير . لا مَيْ ، ولا كهرباء ، ولا حُصّة تموينية ، و لا سيارة " زِبِلْ " ، ولا سيارة نجدة ، ولا سيارة اطفاء ، ولا سيارة اسعاف ، ولا سيارة " أمّ الدخّان " . أنا أقول : لعَدْ هاي هيّه يُمّه . حضّري غراض الدفنه مالتج . ولتنسين الصابونه مال حصة التسعينيات التموينية ، هاي الضامتهه بنُص الجِفَن من عشرين سنة .. لأن إنتي متروحين للجنّة إذا منغسلِجْ بيهه . ريحتهه مُعتّقة .. و تْخَبُلْ حتّى الملايكة . وآني من باجر راح أقدّمْ طلب التقاعد . و وراها نروح نأجّرْ شُقّة شويّة جبيرة بتركيا . و وراها عود أدفنج بأسطنبول ( لأن إنتي مشايفه البحر " شو كبير " أبد . وتكَولين لازم أشوفه كَبُل ما أموت . هسّه على الأقل شوفيه ورا متموتين ) . و لأن إنتي متحبين البَرِد .. ودومج لازمتج الباردة وتختضّين ، وهاي أنقرة كلّش باردة . أمّي تقول : وإنته وين راح تندفن يابه ؟ إنته هم جبير بالعُمر . ويكَولون ذولة الكبار بالعُمر ، بس يطلعون تقاعد .. يموتون . أنا أقول . آني اذا اموت راح اندفِنْ لو بـ " هاواي " . لو بـ " ميونيخ " . لو بـ " سيبريا ". أمّي تقول : يابه لتخلّي بالي عليك ، وخلّيني أموت مرتاحة . هاي " الكَبور " وين صايرة ؟ . أنا أقول : يُمّه هاي مو " كَبور " . هذي بيوت بـ " الجنّة " . بيت يم عمّي حسين أوباما . وبيت يم بيبيتي أنجيلا ميركل . وبيت يم خالي فلاديمير بوتين . موتي يُمّه .. واندعيللي أروح يمهم . هذوله مينذّل يمهم أحد .. ومينظلُم يمهُم أحد . هذوله يمهُم الواحد يموت منّاه .. و يندفِن منّاه .. لو يِنحِرِك اذا ماعنده فلوس دفنته منّاه .. والكُلّ تروح لـ " الجنّة " كَبَلْ .. بدون " جَفَنْ " .. وبدون صابونة مال حصّة مستلميهه بالتسعينيّات . هاي الصابونة اللي ماتتْ ريحتهه .. وإحنَهْ ليهَسّه عايشين !!!! .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أعداءُ أمّي .. وأعداءُ الحكومة
-
كوليرا .. كوليرا
-
جورج الوحيد
-
شهيق .. شهيقٌ عميق
-
أنا اتذكّركَ الآن . أنا أراك
-
عندما يبقى مكانكَ فارغاً .. في قلبِ روحي
-
أمّي .. في العيد
-
العيدُ نساءٌ .. و مُدُن
-
إي والله .. وهاي هيّة !!!!
-
في العيد .. في العيد
-
بغداد .. كاتيوشا
-
كاتيوشا
-
بغداد .. كوليرا
-
رائحةُ الياسمين .. التي تملأُ السيّدة
-
عن صراعات الماء والكلأ ، في مراعي الموازنة العامة للدولة
-
عن الشتائمِ التي لا تُشفي الغليل
-
عندما لا تكونُ طائفيّاً .. يا فلان
-
الصبرُ .. ليسَ مفتاحُ الفَرَج
-
عن الأباحيّة .. والأباحيّون .. وحجب المواقع الأباحيّة
-
حدثَ ذلكَ .. في السويد
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|