أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدوار فؤاد بورى - ذكري وفاة ناصر















المزيد.....

ذكري وفاة ناصر


إدوار فؤاد بورى

الحوار المتمدن-العدد: 4942 - 2015 / 10 / 1 - 11:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ولدت بعد وفاة ناصر..فلم أري أو أسمع منه الا ما حكاه لي أبي وأمي ثم ما قرأته عن الرجل بعد ذلك وما أكثر ما كتب عن ناصر!
وفي البيت كما في القراءات ومنذ ثلاثين عاما وحتي الآن إختلف البشر علي الرجل. في بيتنا كمثال متكرر : والدي عشقه ثم كرهه بعد مأساة 1967. أما أمي فأحبته للنفس الأخير وذكرت له، دائما، ميزتين: مجانية التعليم الجامعي التي إستفادت هي منها وتخرجت مهندسة ثم المهندس خالد عبد الناصر زميل كلية الهندسة والذي لم تري هي فيه، الا زميل يحضر محاضراته فلا بهرجة ولا حراسة بل طالب متواضع الي حد بعيد... وما أدراك حساسية الشعب لتواضع زعمائه وأهله معهم ومن خلف هذا الظاهر؛ طهارة اليد، أعظم صفات ناصر.
الخلاصة بعد الإختلاف عادة واحده.: رجل عظيم..أخلص لوطنه و آمن بالفقراء من شعبه، ولم ينفصل عنهم ولم يسرق من المال العام ولم يميز أهله ولكنه أخطأ. هناك من سحب منه فضل أعماله وإنجازاته علي أساس أخطائه.. فالسيئات يذهبن الحسنات وينفوها...يقولون! و قد يتغولون، بل لا حسنات للرجل أصلا.
وهناك من ألهه ووهب حياته للتقليل من قيمة أخطاءه..فالحسنات يذهبن السيئات وهذا ثابت بل مذكور في الدين! وقد يتغول هذا الفريق أيضا ويقول.."بل ما أخطأ أبدا ....وما هي الا المؤامرات الخارجية عليه وعملية إصطياد الديك الرومي ( وصف من كتابات هيكل عن ناصر ثبت وجوده فعلا في مستندات أمريكية) يقولون أيضا!
فإن علمنا مدي ظلم العرب بما فيهم ناصر..ومدي فجر العرب في الخصومة ولا أستثني ناصر، ثم علمنا أيضا مدي إستعداد الإعلام عموما وإعلام العرب خصوصا للتشويه والتحزب والإستقطاب لمسنا صعوبة الحكم علي هكذا رجل أخذ أبعاد رمزية .
نعم، صار لجمال عبد الناصر أبعاد أسطورية، شبه دينية، كالأساطير التأسيسية للأديان القديمة....فأوزيريس ، لم يكن علي الأغلب، الا حاكم فرعوني من عهود ما قبل الأسرات، بدأ في عهده تنظبم الزراعة فألهه المصريون الأولون وبنوا حوله عقيدة إستمرت لآلاف السنين، كعقيدة مؤسسة لإمبراطريتهم ..ولكن أوليس كذلك شأن العظماء؟!! وناصر أما أعاد توزيع الأراضى على فقراء الفلاحين المصريين و أدخل الصناعات الكبيرة مصر رغم أنف القوى الإقتصادية الكبيرة وقتها؟
وناصر هو الفرعون الصعيدي، إبن بني مر بصعيد مصر. ناصر إبن الفقراء..إبن البوسطجي الريفي..كما يبحث عن وصمه أعداؤه الطبقيون...
ناصر إبن تلك الدفعة من ضباط العسكرية المصرية والتي دخلت الكلية الحربية في لحظة غفوة للباشوات وأبناء الأغنياء..حين يقررون في لحظات كرم نادرة السماح للبسطاء بالترقي. نعم ناصر دخل الحربية في واحدة من تلك اللحظات التي تتخلي فيها الأرستقراطية عن حذرها من أبناء البسطاء وتتركهم يتقدمون إجتماعيا..لم يكن لمثله الدخول ولكنهم تركوه يدخل. والآن ومن خرج الأسرة التي أسسها ناصر، أسرة ظباط يوليو بأجيالها، رجعت اأرستقراطية الفساد، كعهد طبيعة المجتمعات البشرية .
فإبن القاضي لابد يتحول لقاضي في مصر جيلين بعد ناصر. بل ويتبجح مسئول آخر، من لم يكن له المنصب لولا ناصر وتغييراته الشامله للمجتمع المصري، فيقول مستنكرا "هل لإبن الزبال أن يصبح قاضيا".نكاد أن نقول: "أيا ليت معتقلات ناصر، المرعبة في ظلمها، المذمومة ولا جدال، بقيت" لمثل هكذا رجال، هؤلاء المنادون بالتسلط الإجتماعي واليأس والتهميش للبسطاء من بني الوطن.
في رأيي الإختلاف حول تقدير أو إنكار ناصر وتاريخه هو علامة من علامات مولد وتجذر الخلاف الأصولى بين تياري اليمين واليسار علي المستوي الثقافي والإجتماعي في بلادنا العربية بعد عقود من ميلادهم السياسي المتعثر بين النخب السياسية لمجتمعاتنا في النصف الأول من القرن العشرين. أتباع اليمين، الإقتصادي-السياسي، لا يرون في ناصر ، كعادتهم ورأيهم في كل إشتراكي، الا نصيرا للكسالي ومؤسسا لإستبداد الحكومات وتدخلها في كل نواحي الحياة وما يستتبع ذلك من شمولية الحزب الواحد والرأي الواحد والزعيم ذي الصور الأبوية..الخ الخ مما صار جزءا من ثقافتنا للسخرية من جيل الستينات ولو عن بعض حق..و لكنهم ينسون فشل يميننا المبتسر أيضا و كأن التاريخ بدأ من عند السادات وانفتاحه الإقتصادي الفاشل المفقر والمهمش لأغلب طبقات المجتمع المصري. ينسون شموليته الدينية الساذجة من نوعية شعارات كبير العيلة وأخلاق القرية وغيرها من شعارات الفاشيست القدامي!! ناهيكم طبعا عن وفاءه لشخص ناصر وسيره علي خطاه ولكن بأستيكة كما تقول نكتة المصريين وذكاؤهم الساخر!
وينسي هؤلاء من محدثي اليمينية، كعادة نخبنا، يمينا مالوا أم يسارا، الظروف التاريخية والأوضاع العالمية وإستهانة وتلاعب كل قوي العالم بنا وبمجتمعاتنا. نحن محدثون في كل شئ، مستقطبون في آراءنا، وفجار في خصوماتنا..وهذه ثوابت العرب الوحيدة في رأيي المتواضع..لا أستثني حتي نفسي من هذا الحكم.
ناصر، وقبل كل شيء، إبن عصره. نقطة إنطلاقة كانت استقلال مصر وقرارها. وقوميته العربية تقبل تفسيرات كارهيه على أنها أوهام زعامة لرجل معقد . ولكن ألا تقبل أيضا تفسير أنها بحث عن تعاون إقليمي يحقق حرية الجميع مقوماته لغة ودين وٌقيم إجتماعية وحالة طبقية مشتركة علي إمتداد ما يسمى بالبلاد العربية؟!..فقط ! هب أنه حلم فاشل أو أثبت فشله لأسباب قتلناها كلنا بحثا من طائفية وطبقية وعرقية متجذرة تجذر الحلم بأية حرية أو أى قرار مستقل. فلنسلم جدلا أن الحلم فاشل وسيفشل دائما وكل ما تريدون من ألغاظ شمولية الفشل فى الزمان والمكان، ألم يكن على الأقل حلما مشروعا يستحق المحاولة؟ ستتحذلقون :."الشعوب ليست ميدان تجارب " قولوا هذا للتاريخ بتجاربه واتركوا ناصر بحلمه الفاشل يرتاح فى قبره.
ألا يمكن تصور أية صورة تصالح بناء لغرماء هذه الأمة مع حفظ حق الجميع في الإختلاف؟. الا يمكننا أن نعتز بما ينبغى الإعتزاز به من أمانة و قوة إرادة و استقلالية قرار ووطنية لا تشوبها شائبة وكلها تجسدت فى شخصية ناصر؟. لماذا يا من تسلمون بكل المقدسات والقصص المؤسسة لا تسلمون للرجل بالحلم ولو إختلفتم على التقييمات. وللأمانة أنتم لاتقدمون أى حلم بديل يستحق التفاف البشر حولكم.
بأمانة أبناء مصر المتمسكين بحلم ومقدسات الشخصيات الأسطورية، أهتف دون الرضوخ لإبتزازكم..."عاشت ذكرى جمال عبد .الناصر"..،نام وارتاح ياأبا خالد.... سلاما لروحك.. الله يرحمك.

تحيات من بلاد الفرنجة
إدوار فؤاد بورى



#إدوار_فؤاد_بورى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حادثة مكة وعقولنا
- منطق مرسي ومشاركة الإسلاميين في البرلمان


المزيد.....




- بـ-ضمادة على الأذن-.. شاهد ترامب في أول ظهور علني له منذ محا ...
- الشرطة العمانية: مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين في إطلاق نار قرب ...
- مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين في إطلاق نار في العا ...
- 4 قتلى على الأقل بإطلاق نار في محيط مسجد بسلطنة عمان
- بضمادة في أذنه.. فيديو لأول ظهور علني لترامب
- بايدن: أنا صهيوني وفعلت للفلسطينيين أكثر من أي شخص آخر
- الحوثيون يعلنون مسؤوليتهم عن مهاجمة سفينتين قبالة سواحل اليم ...
- إطلاق نار في مسقط يؤدي لمقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين
- قد تسكن البيت الأبيض إذا فاز ترامب.. من هي أوشا فانس؟
- أمريكا.. مديرة -الخدمة السرية- تكشف عن رد فعلها عندما علمت ب ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدوار فؤاد بورى - ذكري وفاة ناصر