أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد نجيب وهيبي - -ولد الشعب - يترنح يمينا مرة تلو أخرى














المزيد.....

-ولد الشعب - يترنح يمينا مرة تلو أخرى


محمد نجيب وهيبي
(Ouhibi Med Najib)


الحوار المتمدن-العدد: 4941 - 2015 / 9 / 30 - 21:46
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


لمّا ساند طيف واسع من اليسار والقوى الوطنية والتقدمية في تونس ، ترشُّ الرفيق حمة الهمامي تحت راية الجبهة الشعبية في رئاسية 2014 ، كان الرّهان الغالب هو الدِّفاع عن رمزية اليسار التونسي الموحّد في مواجهة مشاريع الرجعية والليبرالية المتوحِّشة ، وسعيا لتوحيد قوى التقدّم في مرحلة لاحقة ، ضمن حراك أو جبهة وطنية حداثية ذات طابع إجتماعي تحمي الجمهورية وتُأصُّل نظام حكمها الديمقراطي على أسس العدالة الاجتماعية.
كان الأملُ الغالب ، أنَّ الرفيق النّاطق الرسمي بإسم الجبهة الشعبية قد حدَّد بوصلته بشكل حاسمٍ ، قاطعا مع ما سبق من تكتيكات وخيارات سياسيّة جعلته يلتقي مرارً مع "الحركة الاسلامية " قبل وبعد 14 جانفي ، تحت مُبرِّرات هشّة من قبيل "احتواء الإعتدال " ووحدة الصفِّ في مواجهة الديكتاتورية ... الخ وغاب على رفيقنا أنَّ "إلتقائته" مع الرجعية الدينيّة منحتها بطاقة العبور الأولى لإختراق الحركة الديمقراطية ، أعقبتها بطاقة ثانية مكّنتها من إختراق الدَّولة لمّا جرّتهُ الى خيار "مجلس وطني تأسيسي" تحت مُسميّات الانتقال الديمقراطي !! وهاهو رفيقنا "ولد الشعب" يُواصل نفس النَّهج ، لا همَّ لهُ الّا الحفاظ على رمزيته الخاصّة الفردية أو "الزعاماتية " ، بعد أن خلنا أنَّه تعلّم دروس الثلاث سنوات الماضية و عقد من الزمن أو أكثر قبلها من الثورجيّة والشُّعبوية ، لِيُعدِّل إتِّجاه سيره يسارا نحو وحدة حقيقية لقوى الاشتراكية الديمقراطية ، مُستثمرا تجَمُّعها حوله في رئاسية 2014 ، ليتقدّمها في مواجهة سياسية صريحة ضدَّ الرجعية الدينية بكلِّ تلويناتها ومناقضة لليبرالية المتوحشّة بكلِّ عناوينها . فكانت الرسالة التي وجّهها الرفيق محمد الكيلاني ، وهو أحد مُؤسسي حزب العمال الشيوعي التونسي رفقة حمة الهمامي ، الى جانب كونه كان من المُعارضين السياسيين والفكريين الشّرسين لمقولة إمكانية مقرطة جزء من الحركة الاسلامية ، ودفعها للتراجع عن مقولاتها المؤسِّسة المُشبّعة بالرجعية ورفض الحداثة والتقدُّم ومنها على سبيل الذكر كُرّاسات " الحركة الديمقراطية في مُفترق الطُّرق " و" خطاب مفتوح لمناضلي حزب العمّال...." و "الاوضاع العامة وعوائق التشكل الديمقراطي " ...الخ ، كانت الرسالة سعيا لاستثمار رمزية الرفيق الناطق للجبهة الشعبية ، وخياره السليم آنذاك في الترشح للرئاسة مُتمايزا عن الضدين الليبراليين ، ودفعا له وللقوى اليسارية عموما لتصحيح مسارها نحو وحدتها الاستراتيجية على قاعدة الديمقراطية الاجتماعية .
ولكن رفيقنا الناطق الرسمي باسم الجبهة ، ومرشّح رئاسية 2014 ، في تعاليه لم يستثمر اللحظة السياسية التي جمّعت القوى حوله ، فلم يُطوِّرها الى وحدة يسارية ، وواصل نهج الدعم السلبي (عبر الصمت والتخاذل ) لمنظومة الحوار الوطني المنقوصة والعاجزة ، والتي أفرزت زواج المُتعة السياسي-الدولاتي بين قوى اليمين الليبرالي بشقيها "الديني "و"الحداثي" ، لتتطوّر كل يوم ومع كل موقف الى تحالف حكومي إستراتيجي بينها ، يُؤصِّلُ له رموزه كلَّ يوم ومع كل خطاب وحدته الفكرية و"التاريخية" (فبلغ الأمر براشد الغنوشي أن يُصرِّحَ أنَّ الدساترة والاخوان مُشتركي الأصل يتحدَّرون من رمزية واحدة مرجعها عبد العزيز الثعالبي و صحبه ) فهاهو نفس الشيخ ينقلب بشكل براغماتي فجّ على المرزوقي وحلفائه ويُعدّل موقفه من نظام الأسد والقضية السورية كما إنقلب سابقا على إحتياطييه من المجموعات السلفية ، وهاهو "ابو البورڨ-;-ية" ورئيس حزب النداء ينقلب على ناخبيه وعلى خطابه الانتخابي ويَمُدُّ يديه الإثنتين لفرع الاخوان بتونس في تحالف يبدو أنَّه إستراتيجي ودائمٌ ، كُلُّ هذا في ظلِّ عجز قيادات اليسار والاشتراكية الديمقراطية في تونس على تطوير أسس وحدتها وتخليق أدوات عملها المُشترك ، رغم وحدة الأطروحات المُؤسسة وتشابه وتشابك المراجع ، أو بالأحرى في ظل تخاذل الرُّموز وقبولهم الانخراط في المنظومة القائمة بوصفه لاحقا ، مُكمِّلا ، بُهارا ...الخ لا غير لاضفاء النُّكهة لهذا المزيج ، النُّموذج التونسي المُعَدِّ سلفا حول إمكانية إنجاح التزاوج الليبرالي بين حداثة كسيحة وتديُّنٍ سياسي مشبوه ، بما يُعيق طموح الشعب في الانعتاق الاجتماعي والحضاري ، سواءا بسواء . إنَّ "ولد الشعب" عجز مرّة أخرى على تصحيح وجهته يسارا ليتقدَّم الحركة ويوجُّهها مُتماهية مع إتِّاجهات حركة التاريخ ، أو هو يَترَنَّحُ يمينا مرّة تلو الأخرى لا يسعه التملُّص من خياراته وأطروحاته التي أوصلته الى حركة 18 أكتوبر ذات 2005 .



#محمد_نجيب_وهيبي (هاشتاغ)       Ouhibi_Med_Najib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش ترفع الصّراع أعلى من سقف التنافس الديمقراي الجمهوري على ...
- التغييرات الإستراتيجية في المنطقة : الجزائر ، رياح التغيير و ...
- اليونان مرّة أخرى : سيريزا تُسْرِعُِ الخُطى حتى لا تفقد وسط ...
- اليونان : الانتصار يفتح باب المواجهة الأصعب
- دولة -الربيع- طبقية بإمتياز ولا علاقة لها بالعدالة الاجتماعي ...
- وينوا البترول ؟ بين المؤامرة والمطالبة بحقًّ
- مصر : معارضة حكم الاعدام لا تفتح الباب على تبييض اي من الرجع ...
- ا لأول من ماي : اليوم العالمي للعمال أو عيد اللامعايدة
- طرابلس : ليبيا حُرقة في القلب ، والقُدسُ : فلسطين ألمه الدائ ...
- قِيلِ أنَّ - ثورةً- وُلِدتْ هنا !!!
- لماذا يَجِبُ أن نُعارض الإرهاب ؟ وكيف تتمُّ مُقاومته ؟
- تعليقا على ورقة - الادارة المستحيلة لليورو- : سمير أمين :الح ...
- ام الدنيا -مصر- تعود الى بيت الطاعة العربي !!! او عذرا باريس ...
- ملاحظات سريعة حول مقولة -انهيار الاقتصاد -
- القرآنيون ،التاريخ وحدود العقل : محمد الطالبي نموذجا
- اي وحدة ؟ واي يسار نريد ؟
- رجاءا لا تتلاعبوا بقطاع التعليم الثانوي حتى لا تكسروا شوكته ...
- الذهيبة جرح آخر للشعب التونسي او في مظاهر تهافت السلوك السيا ...
- في - السبسيات - او ما بعد طرطرة -الرئاسة - ... بين المؤقت و ...
- ان 14 جانفي 2011 ليست مهرجانا ، ولا يجب ان تصبح ذكرى...


المزيد.....




- قناة ألمانية: التوصل إلى اتفاق ائتلافي بين المحافظين والاشتر ...
- -الردع البارد- خيار العراق تجاه حزب العمال
- قناة ألمانية: التوصل إلى اتفاق ائتلافي في ألمانيا بين المحاف ...
- بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي حول الوحشية السافرة تجاه ...
- بتهمة -إهانة الرئيس-ـ أردوغان يقاضي زعيم حزب الشعب الجمهوري ...
- ألمانياـ شباب الحزب الاشتراكي سيتوقف عن استخدام مصطلح -الإسل ...
- شباب الحزب الاشتراكي سيتوقف عن استخدام مصطلح -الإسلاموية-
- نواب يساريون يحملون داخل البرلمان الفرنسي صور أطفال قتلوا بغ ...
- قوات الأمن تطلق قنابل دخانية لتفريق المتظاهرين التربويين أما ...
- بيرني ساندرز: هكذا يمكن للديمقراطيين الخروج من غياهب النسيان ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد نجيب وهيبي - -ولد الشعب - يترنح يمينا مرة تلو أخرى