|
لوْ لَم يَقُم في قلبه ..
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4941 - 2015 / 9 / 30 - 19:44
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لوْ لَم يَقُم في قلبه .. لا أُخفيكم ، فأنا من الذين يُتابعون أحيانا وعلى اليوتيوب ، بعض المشايخ ، وأحترمُ بل وأُثمّن جهود بعضهم التنويرية ، وقراءاتهم المتميزة للنصوص . ويشدّني بشكل خاص البعض منهم ، وأذكر على سبيل الحصر فقط ، السيد كمال الحيدري الشيعي صاحب المنهجية العلمية، بل وأحسده على دقة اقتباساته ، وحسن فرحان المالكي على جرأته وهو يعيش في وكر الأفاعي الوهابي ، والسعودي محمد المسعري ، الفلسطيني عدنان ابراهيم ، السيد الصرخي والسيد القبانجي وغيرهم .. مِمَن يحترمون العقول ويُحاولون تحكيم العقل في النصوص ، وخاصة التراثية .. ولم أنسَ أستاذنا الفاضل أحمد صبحي منصور . وفي مُقابل هؤلاء يقف مجموعةٌ كبيرةٌ من الدجالين ، الذين لا همّ لهم سوى المتاجرة بالدين ، ولو بالكذب والتدليس ، هؤلاء الذين يلوون أعناق النصوص لتتلائم مع فهمهم ومصالحهم ، ويعمدون الى كل حيلة ووسيلة للبرهنة على "صدق" ما يقولون ... وهذا نموذج من هذه العيّنة ، والذي صادفتُه وأنا أُتابع على اليوتيوب ،الدكتور ألمسعري يتحدث عن الوهابية ، فكان هذا الفيلم في نفس الصفحة . https://www.youtube.com/watch?v=hoo0YCsv_ko وأول ما تبادرَ لذهني بعد مشاهدته ، هو القول المنسوب للسيدة رابعة العدوية ، حينما شاهدت الحشود تتجمع في بغداد ، ترحيبا "بشيخ" ما ، وتقول الكتب بأنه أبو عبدالله الرازي المُفسر(صاحب تفسير الفخر الرازي ) وهو غير "ابو بكر الرازي" العالم والطبيب ، فقالت السيدة رابعة " لو لم يقم في قلبه الف شك على وجود الله ، لما أجهد نفسه في البحث عن الف برهان على وجود الله "..!! لا أعرف مدى صدقية هذه القصة ، لكنني أوردها ، لما فيها من عبرة ، ولو لم تكن حقيقية أو أن شخوصها مُختلَقُون ... فالإيمان ليس بحاجة الى براهين ، وإلا لما أصبح ايمانا ... الإيمان هو شعور ذاتي ، ليس بحاجة الى براهين ولا دلائل ...فالذي يؤمن بوجود إله والذي لا يؤمن بوجود إله ، ورغم كونهما على طرفي نقيض، فإنهما "متفقان" بإيمانهما المُطلق ، كلٌ وإيمانه ..!! وهكذا هو حال الذين "يبحثون" عن برهان على نبوة محمد في التوراة والإنجيل..!! فهل تؤمنُ بأن محمداً نبيٌ مبعوث من لدُّنِ عزيز حكيم ؟ هل تؤمن برسالته؟ فهذا يكفيك ، لأنه ولو لم "تتوفق" مساعيك في "إثبات" نبوة محمد من التوراة والإنجيل ، هل ستتوقف عن الإيمان بنبوة محمد عليه السلام ... وكذا هو الحال مع المؤمنين بالديانات الأُخرى ، كاليهودية والمسيحية ، فهل سيتوقف هؤلاء عن الإيمان بنبوة موسى عليه السلام ، وشقه البحر ، بعد أن يتضح لهم عكس ما يعتقدون ويؤمنون ؟؟!! أم أن المؤمنين بألوهية عيسى ، صلبه وقيامته ، سيتوقفون عن الإيمان بالألوهية ، إذا برهن أحدٌ ما ، بأن عيسى المسيح عليه السلام ، لم يكن شخصية تاريخية ؟؟!! وأنا هنا أوردُ فرضيات ، ليست بالضرورة صحيحة ، بل بهدف توضيح فكرتي فقط .. فالإيمان بالنُبُّوات غير مشروط بوجود برهان أو بغياب الدليل .. إنه ما وقرَ في القلب حقاً .. ولنُعُد الى الغزلية التي اعتمدها شيوخ الدجل ، وهي من سفر نشيد الأنشاد المنسوب لسليمان الحكيم ، والتي وردت فيها الكلمة العبرية "محمديم"..!! ومعناها الحرفي وحسب قاموس زميلنا يحزقيل قوجمان العبري العربي : الجذاب ، يبعث على البهجة والسرور، خلّاب ، عزيز ،المحبوب ، اللطيف ومعانٍ أخرى تصّب في هذا الإتجاه ، وهي من قصيدة غزلية على لسان فتاة عاشقة تصف حبيبها بأجمل أوصاف الغزل ، ومنها في أول البيت الشعري تقول واصفة فم حبيبها بأنه حلو بينما حبيبها كله جمال وجاذبية "محمديم". وكلمة "حَمُود" بمعنى لطيف أو حلو العبرية ، يتداولها يوميا العرب الفلسطينيين مواطني دولة اسرائيل أكثر من اليهود ، وهي عادة تُستعمل في وصف الأطفال ..!! وكذا كلمة "مَحْمَدْ" العبرية والتي تعني لُطف ونغاشة ..!! لكن "مشايخنا" الأفاضل ، ذهبوا الى القاموس الإلكتروني ، والذي "يقرأُ" الكلمة ويترجمها "حسب" مزاج مُصممه ، فتأتي "مَحْمَدْ" العبرية ، بالترجمة الالكترونية بمعنى محمد ، اسم النبي ..!! يفرحون ويهللّون ، ها قد "أثبتنا" بأن نبوة محمد مذكورة في التوراة والإنجيل بالإسم الصريح ..!! قد يكون وهذا احتمال ليس ببعيد ، أن تذكر التوراة أو الانجيل ، قدوم نبي لاحق لهما ، ولستُ أدري حقاً، لكن تحويل كلمة وردت بصيغة الجمع في قصيدة غزلية لفتاة تصف طعم العسل في فم عشيقها وتتغزل بجسده اللطيف والرائع ، في سفر نشيد الأنشاد ، الى بُرهان على ورود اسم النبي محمد في التوراة بإسمه الصريح ، فهذا تلاعب بالكلمات فقط !! لكن لمَ اتباع الديانات بحاجة الى دعم لمعتقداتهم وإيمانهم ، من "خصومهم" الدينيين ؟؟ وهذا بالضبط ما فعلهُ الأخ رشيد الذي لا يكل ولا يمل ، ليُثبتَ بأن الإسلام هو دين زائف ، بينما المسيحية هي الدين الحق .. وكَمَنْ وجد كنزا دفينا ، تلقف الأخ رشيد هذا الفيديو ، وقام بإجراء تشريح دقيق "لأحشاء" هذا الفيديو، ليُثبتَ بأنه وما ورد فيه كذب وإفتراء . بل إستضافَ شخصا ، قدّمهُ على أنه رابي يهودي ، وأجرى معه مقابلةً حول "الغزلية" في نشيد الأنشاد ، وكانت أجوبةُ الضيف دقيقة وشرح البيت في الغزلية بدقة ... لكن في نهاية المُقابلة وجواباً على سؤال الأخ رشيد ، عن رسالة الرابي لليهود والعرب (الأخوة الأعداء) ، بدأ الرابي بالحديث عن المسيح ووصاياه وتعاليمه ، مُتناسيا بأنه رابي يهودي .. ولعله رابي من اليهود المسيحيين ...!! لكنه ليس رابي تقليدي أو ارثوذكسي .. فالمتدينون اليهود يعتقدون بأن المسيح عليه السلام ، هو مسيحٌ كذاب !! ايها المؤمنون .. لستم بحاجة الى لَيِّ أعناق النصوص ، ولستم بحاجة الى المُفاضلة بين دين ودين ، فكلُ قومٍ بما لديهم فرحون ...!!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ألملابس والإعتداء الجنسي ..
-
شيطان وشياطين..!!
-
رحيلُ الأستاذ موطي كيرشنباوم ..
-
مرثيةٌ لطروادة
-
السفير والبرازيل ..
-
أردوغان ألمُخلّص ..!!
-
بوتين والمدارس الأهلية المسيحية ..!!
-
ألديغلوسيا..في العربية
-
طبقية السجائر ..!!
-
عُنفٌ وناراتيف ..
-
عَرَب وَكُتُب..؟؟!!
-
إيّاكَ ثم إيّاك يا نضال ..!!
-
ألقانون والجُناة ..
-
الحَكي فِشْ عَليهْ جُمرُك..يا أُستاذة فاطمة.!
-
دُرزي..!!
-
نعمةٌ أم نقمة ..؟!
-
الإمام الأكبر وضمير الغائب؟؟!!
-
ألطفل والبحر- مرثيةٌ للبراءة
-
ليلى اليهودية ..؟!
-
عالمدرسة راجعين، -شهداء- بالملايين ..!!
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|