فاتن نور
الحوار المتمدن-العدد: 4941 - 2015 / 9 / 30 - 02:54
المحور:
الادب والفن
يا وطنَ المواويلِ الحزينة
كيف ترفلُ بكَ العادياتُ، وعليكَ تهبُّ ريحُ السموم
وأنتَ هكذا، ممشوقَ القامةِ تجلسُ القرفصاء
على ربوةِ الحلمِ الزَّنيم
يا ساترَ العوراتِ وفرواتِ الصغار
لماذا وقتَ اندلاعِ الفجر.. تساقطت وريقاتُ التوتِ عنكَ
فقمت برجالك للصلاةِ مُسبٍّحاً
باسم العورةِ والجنابة
..أعورةُ المرأةِ دين، وعورةُ الرجلِ عندكَ سياسة..
لماذا يا بطلَ المقاماتِ.. وحناجرَ النواحِ والنفسِ الطويل
لا شهيقٌ لكَ يملأ رئةَ عصفورٍ صغير.. ولا حتى زفير ..
ينفخُ نايَ البائسين.
يا وطنَ الوضوء في السراديب والمواخير
لم تلزمْ قرينَكَ يا أنتَ.. ولم تمطرْ منذُّ حين
حتى أقزاحُ سمائكِ.. صارت أقواساً سائحة
من رذاذاتِ بولِ البعير.
هل تجنيَّتُ عليكَ؟
كم من زيجاتِ المتعة يا هذا؛ يسدُّ الشبقَ والفجور؟
وقد تزوَّج منكَ الطغاةُ والرعاةُ والحصباءُ والبعرةُ الدهماء.. أتذكر
تجارُ الدين والقملِ والرمل.. والحفاةُ البغاةُ نبلاءُ السَّحتِ والبهت.. لعلّكَ لا تنكر.. وكلُّ ذي رجسٍ آفّاقٍ أثيم
وماذا أنجبتَ يا نديم
يا نديمَ القامةِ والزنجيل
قحطُ الأرض
وخذلانُ السماء
وهذا اليأسُ منكَ.. والحزنُ يأكلُ قلبي الكسير.
يا وطنَ العاهاتِ.. والفاقةِ بلِحى السائسين
بعد الخُدَّجِ والسُذَّجِ
وبعد طابورِ المشعوذين
كم زيجةٍ ننتظرُ منكَ!
كم زيجةَ إمتاعٍ نغلقُ بها، بابَ وجودِكِ المُهين؟
علَّ الأنامُ ينساكَ.. يرتاحُ.. ويستكين
فاتن نور
Sept 29, 2015
#فاتن_نور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟