حازم العظمة
الحوار المتمدن-العدد: 1357 - 2005 / 10 / 24 - 10:49
المحور:
الادب والفن
(إلى فارس البحرة)
عزيزي فارسْ ....
هذا هو ردّي الوحيد والنهائيْ
على ما قلتَهُ ـ ما كنتَ تقولهُ ـ
ونحن نعود من الطُوفانْ:
الحريةْ / متر من البلاتين محفوظ في متحف اللوفر
الفوضى / بطاقاتٌ مستطيلة أصدرتها مصارفٌ وراء المحيطِ بخطوط عمودية قصيرة تتوازى
الصنوبرُ بعد الرمل/ ناطحاتُ سحاب بخلفيةِ ضبابٍ أسودَ..
عمر الخيام/ نيتشه وديكارت
كأنك كنت هنا عندما مرّ الفلكيونَ، أو أننا
الآن هناك نمرّ أمام الفلكيينَ وكنت تتحدث
طويلاً وبإيماءاتٍ من اليدين والرأس
، والجالسون في الضفة الحجرية لا يسمعوننا
أو كنا نجدّفُ .... وتحت الأضواء ـ البقعِ
يفردون خرائطَ بأبعاد أسرّةٍ نحاسٍ وإطارات
خشبٍ حمقاءَ .... والخرائط تعتِمُ
والخطوط عليها تتقاطعُ ومنحنياتٍ ومواضع نجومٍ يُسمّونها
وأسماؤها تقع من الأذنين بما يشبه كثباناً شاحبةً طويلةً تتداخلُ
تتبعها أمواجٌ بيضاءُ تسقط في العَتمة وراءها ... والقيانُ يَعبُرنَ
بأباريقِ شرابٍ
ضَوْعُهُ ينفُذُ في الليلِ
ولا أحدَ يشربُ
قبل ذلك كنا نقترب من موانئَ خشنةٍ بصخورٍ حمراءَ
نبحث عن شرق المنخفضات ـ السماءِ بينما ننحني نلوي
بعيداً عن منطقة الثنائيات الخرقاءِ، عن الأقواس بتيجانها الخفيضةِ ...
، نبحث عن ظلالٍ ليست من الأبيضِ ولا الأسودِ
... ولا الرماديْ
ما من مشهدٍِ أكثر سلاماً من فتيةٍ يعودون بعد الظهيرة من الضواحي ...
وفي الفِناء الترابي ـ جنوبَ النفاياتِ ـ يتوقفون ليلعبوا كرةً بملابس الشتاء الرماديةْ
في الإنارة الجانبية لغيومٍ عاليةٍ بسقوفٍ بيضاءَ
.... وكانت تُمطر في شمال المدينةِ
" تحت ستائر البوغانفيليا النافرةِ النقوشِ كألمٍ أشقرَ"
قال سليم بركات وهو يعبر في الضوء المواربِ نفسه
وعلى بعد كَثيبينِ :
السلاحف ذات الصدفات كسطوح طبول وثنية تنحدر
في السطح الرملي تشدّها رائحة البحرِ
هذا هو ردّي الوحيد والنهائيْ
،... وهو ردّي الوحيد والنهائيْ
على ما ستقولهُ
ـ ربما ـ
بينما نجدّف طويلاً
ونحن نعودُ
، ثانيةً،
من الطوْفانْ
#حازم_العظمة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟