|
تداعيات اعتراف مملكة السويد ب - الجمهورية الصحراوية -
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 4940 - 2015 / 9 / 29 - 21:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تداعيات اعتراف مملكة السويد ب " الجمهورية الصحراوية " رغم الضربات التي تلقاها نظام المخزن في موضوع الصحراء ، فان اعتراف مملكة السويد الديمقراطية ب " الجمهورية الصحراوية " ، يعد اكبر ضربة توجه لسياسة المخزن بخصوص قضية الصحراء المتنازع عليها منذ 1974 . ان وقع اعتراف مملكة السويد ب " الجمهورية الصحراوية " ، هو اشد خطرا من موقف الاتحاد الافريقي الذي تعتبر " الجمهورية الصحراوية " عضوا فيه ، بعد انسحاب المغرب منه في ثمانينات القرن الماضي . ان الخطورة في الاعتراف السويدي ، أن السويد هي اكبر الدول الاسكندنافية من حيث تعداد السكان ، ومن حيث الاقتصاد ، ومؤشر مستوى التنمية الذي يتجاوز مثيله بفرنسا . ان اعتراف مملكة السويد " بالجمهورية الصحراوية " ، هو مؤشر لاعترافات قادمة ، ولن تكون مفاجئة من قبل الدول الاسكندنافية بالجمهورية ، وهي الدول التي تطالب برلمانتها حكوماتها بهذا الاعتراف . وهنا لا نستبعد رضوخ الحكومة الايطالية لطلب البرلمان الايطالي بالاعتراف " بالجمهورية الصحراوية " ، وهو نفس الشيء يجب توقعه من قبل اليونان وانجلترا والبرازيل واسبانيا المهددة بخطر انفصال اقليم كتالونيا ، وبمجيء حزب ( باديموس ) الى الحكم . ان الموقف الذي اتخذته مملكة السويد ، هو قرار سياسي وليس قانوني ، او له ارتباط بحقوق الشعوب في تقرير مصيرها الذي ينصص عليه ميثاق الامم المتحدة . ان القرار السويدي يعاكس حتى قرارات مجلس الامن التي تنصص فقط على الاستفتاء وتقرير المصير ، ولا تنصص ابدا على الاعتراف ب " الجمهورية الصحراوية " . ان الذي سيحدد مصير الاقليم المتنازع عليه ، هل هو جزء من المغرب ام العكس ، هي نتائج الاستفتاء . وما دام الاستفتاء لم ينظم بعد ، فان اي اعتراف ب " الجمهورية الصحراوية " ، هو سبق لنتائج الاستفتاء ، كما انه معارض لقرارات مجلس الامن ، والأمم المتحدة ، واللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار ، ويجعل صاحبه طرفا رئيسيا في النزاع وليس طرفا محايدا . فكيف للسويد البلد المعروف بحقوق الانسان ان ترتكب هذه الزلة السياسية المتعارضة مع قرارات مجلس الامن ؟ وكان على السويد ان تلتزم الحياد ، اي ان تكون ، لا هي مع مغربية الصحراء ولا هي مع " الجمهورية الصحراوية " ما دام ان مجلس الامن الذي يمسك الملف لا يعترف ب " جمهورية صحراوية " خارج السياق القانوني الذي هو الاستفتاء . وإذا كانت الامم المتحدة قد عجزت في ايجاد حل لنزاع عمر لأكثر من اربعين سنة ، فان اعتراف السويد ب " الجمهورية الصحراوية " لن يعجل بإيجاد حل عادل وديمقراطي لا يزال مجلس الامن نفسه يبحث عنه . ان موقف السويد عقد الوضع بدل حله ، ومن ثم يكون موقفا نشازا ، لأنه تجاوز حتى موقف البوليساريو التي تدعو الى الاستفتاء ولا تدعو الى الانفصال . ان المنطق الذي تعتمده الجبهة في حواراتها مع المخزن ، وتحت اشراف الامم المتحدة ، هو الاستفتاء الذي وحده سيقرر هل مستقبل الاقليم سيكون ضمن المغرب ، ام مع الحكم الذاتي ، ام مع الانفصال . فهل السويد اضحت صحراوية اكثر من الصحراويين الذين يطالبون فقط بالاستفتاء وليس بالانفصال . فكيف للسويد ان تعترف بجمهورية لم يقررها استفتاء ولا تقرير ا للمصير ؟ شيء مخجل . كذلك اذا كان الاعتراف يتعلق بجمهورية ، فلماذا اذن الاستفتاء طالما ان هذه الجمهورية موجودة ، ان هذا مضيعة للوقت ويناقض مساطر الاستفتاء المعمول بها في القانون الدولي . فإما الاستفتاء ولننتظر نتائجه ( الضم الى المغرب او الحكم الذاتي او الاستقلال ) او الجمهورية التي تصبح بالاعتراف بها متجاوزة للاستفتاء . ان هذا الموقف المتحيز في صراع لم تحسم فيه الامم المتحدة نفسها ، يناقض القرارات التي ينصص عليها مجلس الامن كل 30 ابريل من كل سنة ، كما انه موقف عدائي للشعب المغربي ، وليس للنظام المخزني الذي يعد بمواقفه المتناقضة منذ ستينات القرن الماضي ، المسؤول الرئيسي عن خسارة معركة الصحراء في الامم المتحدة ، ومحليا حيث الاغلبية الساحقة من الصحراويين تنشد الانفصال . ان الخطورة في موقف مملكة السويد غير المسؤول ، انه موقف تحريضي يشجع دعاة الانفصال في الاستمرار في غيهم ، ويزيد في تأجيج التطاحنات القبلية بين المؤيدين لمغربية الصحراء وبين المعارضين لها . ان جميع المؤشرات تفيد ان نزاع الصحراء لن يتجاوز 30 ابريل 2016 الى 30 ابريل 2017 . ان استمرار مجلس الامن في اصدار قرارات ملغومة بسبب رغبة بعض اطراف المجلس في اطالة الصراع حتى يحن وقته ، وحتى تتم تصفية ملفات ذات حيوية مثل سورية ، العراق ، ليبيا ، اليمن .. لخ ، مثل " حل سياسي متوافق عليه " ، و حيث اذا لم يوافق احد اطراف النزاع على الحل المقترح ، فان الصراع سيبقى مفتوحا الى ابد الدهر ،،، سيجر المنطقة الى حرب مباشرة ليس بين المغرب والبوليساريو ، بل الحرب ستكون قادمة وحتمية بين المغرب والجزائر عراب البوليساريو . فهل إذا تبين للمغرب ان الصحراء ذاهبة ، والجزائر ستكون منتشية ، سيترك لها فرصة الفرحة والاحتفال لإظهار نفسها المريضة المرتبكة ، وحيث ستصبح الحدود مع المغرب " الجمهورية الصحراوية " الجزائر وليس موريتانيا . ان نشوب الحرب وهي قادمة ستستفيد منها واشنطن باريس لندن وتل ابيب ومدريد والخاسر الشعوب . ففي المجال المُخيلي لهؤلاء ، العمل لإضعاف الشعوب من خلال اضعاف الدول وخلق الكانتونات والمماليك والعشائر ، والتركيز على النعرة الطائفية والعرقية والدينية ( شيعة – سنة ) . اذا كان قرار السويد قد فاجأ المخزن الغارق في سبات اكثر من شتوي ، فان اكبر المهازل ، هو حين لجأ المخزن الى توقيف مشروع ( كيتيا ) الخيري بدعوى عدم المطابقة ، وكأن هذه المطابقة لم تظهر للمخزنيين إلاّ بعد ان قررت السويد الاعتراف ب " الجمهورية الصحراوية " . لكن اكبر المهازل ، هو انه بالتوازي مع قرار توقيف المشروع السويدي ، قررت الحكومة اليتيمة ايفاد مندوبين عنها الى السويد لشرح موقف المغرب . فكيف يمكن الجمع بين اصدار عقوبة في حق ( كيتيا ) ، وبين الاستعطاف لحكومة السويد التي لا تجمعها علاقة ب ( كيتيا ) ؟ فإما العقوبة ، وهذه لن تؤثر في شيء على ستوكولم ، لان المشروع يمكن نقله الى تونس او الجزائر ، وإما ارسال وفد للمفاوضات التي ستكون عقيمة وبدون نتيجة ، لأن ما حصل قد حصل ، بل سيزيد قرار المخزن بإيقاف مشروع ( كيتيا ) القرار السويدي الداعي الى الاعتراف ب " الجمهورية الصحراوية " صلابة ومناصرين له في السويد ، وبالعديد من الدول الاوربية المقبلة على نهج القرار السويدي ، وربما قد يتفضلون برفع دعوة الى الامم المتحدة لقبول " الجمهورية الصحراوية " كعضو مراقب الى حين اجراء الاستفتاء .
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محاكمة البيضاء
-
اسباب التطرف ودواعيه
-
تحليل للنظام السياسي المغربي
-
أي صراع نخوض ؟
-
حملة تضامن دولية مع الصحفي المغربي علي لمرابط المضرب عن الطع
...
-
رسالة مفتوحة الى : - جيش التحرير العربي الصحراوي -
-
نشوء الطبقات الاجتماعية
-
رسالة الى - الشعب الصحراوي - - الشعب العربي في الصحراء - - ا
...
-
العبت
-
طبخة طنجرة وزارة الداخلية والمسخ السياسوي الانتخابوي
-
هل لا يزال هناك امل بالوحدة العربية ؟
-
الثورة
-
شروط التغيير
-
على هامش - الاستحقاقات الجماعية - القادمة : المجالس - المنتخ
...
-
السيد محمد عبدالعزيز رئيس - الجمهورية العربية الصحراوية الدي
...
-
قراءة لقرار مجلس الامن 2218 حول نزاع الصحراء
-
- ملف حقوق المرأة في العالم العربي -
-
انصار واعداء الرسل : المجتمع الاشتراكي مجتمع الكفاية والعدل
-
رد على مقال الاستاذ سعيد الفطواكي . ملكية برلمانية ام جمهوري
...
-
هل تنفع المخزن سياسة الهروب الى الامام للإلتفاف على ازمته ال
...
المزيد.....
-
بحجم دراجة نارية.. سمكة تونة تُباع بأكثر من مليون دولار بمزا
...
-
-هل هذه مزحة؟-.. شاهد راكبًا يعلق بسيارة أجرة ذاتية القيادة
...
-
رئيس أذربيجان يتهم روسيا بـ-التستر- على حادث تحطم طائرة الرك
...
-
فريق CNN يزور نهر الليطاني بلبنان.. ما أهميته بالنسبة لإسرائ
...
-
الحرب بيومها الـ459: مقتل قائد سرية إسرائيلي ونائبه بشمال قط
...
-
سوريا: التوغل الإسرائيلي واحتلال أراضي القنيطرة يثير غضب سكا
...
-
ترامب والذكاء الاصطناعي.. خمسة تحديات تنتظر العالم في 2025
-
مبعوث ترامب الخاص يؤجل زيارته إلى كييف
-
دراسة تنصح بأفضل الوجبات الصحية للعام الجديد 2025
-
بايدن يزور نيو أورلينز لتكريم ذكرى ضحايا هجوم رأس السنة (صور
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|