تعال وتجلى في حياتنا يا يسوع

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4940 - 2015 / 9 / 29 - 16:34
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

تعال وانظر في داخل كل واحد منا, هنا علامات على الجسد منك وهنا علامات على الروح منك, تعال وأيقظ وأحيي الذي مات في داخلنا, تعال واعبر فينا إلى شط الأمان فهذا البحر ليس له أمان, تعال ولا تتأخر أكثر مما يجب, تعال لقد طال البعاد, تعال إن الليل ينادينا وإن الصبح ينتظر فينا, تعال وحقق لنا أمانينا, تعال ولا تزد في حرماننا من الخلاص إن الخلاص ما زال حلمنا الأبدي, هذا العالم كله يريد توريطنا فيه, الدولة تسعى إلى أكل لحومنا ومص دمائنا وأنت وحدك من يريد لنا الخلاص الأبدي, تعال هذا العالم يريد أن يحرق لنا قلوبنا وقلوب أبنائنا, تعال هذا العالم كله يتربص فينا ويغدر فينا كل حين, تعال إن الإلله الذي يدعونه ماكر, تعال إن المكر يحيط بنا من كل ناحية وناحية, تعال لقد, تعال هذا العالم يسخر منا, هذا العالم يضحك علينا, هذا العالم يبتلينا بالمصائب وبالحروب, تعال لقد رقص الوحوش على جثث الموتى وساهموا بخلق عاهات بشرية من صنع يد الانسان من خلال الحروب والدمار, تعال لقد سرقوا حليب الأطفال.

تعال وتجلى لنا في الماء الذي نشربه وفي الهواء الذي نتنفسه, تعال وتجلى لنا في خبزنا وقهوتنا, تعال نحن نحتاج إليك, نحتاج لرؤيتك في مناهج التربية والتعليم وفي حقائب الأطفال المدرسية, تعال وتجلى لنا في الكُتب التي نكتبها وفي الكُتب التي نقرأها, تعال وتجلى أمام أساتذة الجامعات تعال وتجلى لنا أمام الأطباء..تعال يا يسوع وتجلى في حياتي...تعال يا نور الله ونور لنا الدرب الطويل والمعتم, انطفأت المصابيح في كل الطرقات, وفتحت (باندورا) صندوقها وهرب منه السلام وهربت منه الأحلام ولم يبقى لنا إلا الأمل, أنت أملنا الوحيد يا روح الله, أنت البداية وأنت النهاية وأنت الطريق إلى النجاة...تعال وتجلى في أحلامي وفي كبريائي... تعال يا روح الله وتجلى لي في أنفاسي الأخيرة....تعال وتجلى للذين ماتت قلوبهم وأرهم كيف تحيي الموتى... تعال يا روح الله....تعال يا سر الله ويا قدس الأقداس....

تعال واظهر في داخلي....تعال واظهر حولي وتجلى لي في اطيور والأشجار وفي الليل وفي ضوء النهار...تعال يا يسوع وافعل بي معجزاتك...تعال في حياتي ليرى العالم قدرتك العظيمة...تعال وأرِ أعدائي تجلياتك في داخلي وفي خارجي بالليل وبالنهار...لم يعد هنالك متسع من الوقت, نحن الآن في الوقت الضائع وقد أنفقنا كثيرا من السنين على اللهو والعبث, تعال ليرى العالم كله الصخرة التي يتحطم الشر عليها...احفر في أعماقي...أدخل في حياتي.... حاول أن تخرج روح الشر من قلبي, فهنالك الملايين من الناس الذين يزرعون الشر كل يوم في داخلي ولولا أني لا أطعمه ولا أسقيه لتغلغل في داخلي... يا روح الله تجلى بين عيوني... يا إبن الله حافظ على كينونتي....يا روح الحق تعال واسقط على جسدي المنهك فأنا متعبٌ من كثرة الأحمال وأريد من يحمل عني...طال السفر....

تباعدت بيني وبين الأمل المسافات... تجلى لي في غصن الزيتون وفي الحمامة وفي إشارات السلام, مللتُ من أصوات الحرب وأدوات الحرب وآاليات الحرب وها أنا أحن إلى صوت السلام, أحن إلى الصوت الذي يحيي في داخلي الضمير العربي الذي مات منذ أمدٍ بعيد..... تعال يا روح الله وتجلى لي في لوحاتي الزيتية وقصائدي الشعرية ومقالاتي وكتاباتي عن السلام... تعال يا روح الله وأحيي ما تبقى فينا من مروءات.... تعال يا روح الله وتجلى لي في وسط الطريق واقذف بأعداء السلام إلى قاع البحر.

تعال يا يسوع وتجلى للمحاربين فقد انهزم أبطال السلام...أين أبطال السلام الذين نبحث عنهم بين أوساط الديانات؟ أين أبطال السلام الذين انهزموا من بداية السلام؟ أين أبطال السلام, ماتوا جميعا ولم يبقى على الأرض إلا دعاة الحرب وحمل السلاح, لم يبقى من رسل المسيح ولا أي رسول وكلهم غادرونا وتحكم في رقابنا أبطال الحرب والقتل والدمار... تعال يا روح الله واشتعل في دمائي... تعال واشتعل في أغصان الزيتون وفي المدن التي تنبعث منها رائحة جثث الموتى.
أنت نور العالم...أنت الخير لهذا العالم... أنت الذي بشر به الله العالم على فراش أمه المقدس...من يوم ولدت صار للعالم قائدا ومخلصا وفاديا... يا نور الله تجلى في أدوات القراءة والكتابة, تجلى للتلاميذ في دفاتر الرسم وفي دروس الفن... تعال وتوقف في طريق الأشرار وحولهم إلى أخيار...أطفئ هذه الحرب الملعونة التي أكلت الأخضر واليابس... نعال وتجلى للأطفال في كعكة العيد وفي إرجوحة العيد فأطفالنا منذ عدة سنوات لم يتذوقوا طعم العيد ولا فرحة العيد ونسوا ما هو شعورهم حين يركبوا مرجوحة العيد, تعال وتجلى للأطفال في الحلويات وفي المشتهيات, تعال وانظر حولي إلى كل ما يحدث من أخطار. إن الخطر يحدق بنا والشر يلتف حولنا وصناعة السلام في بلادنا أصبحت تجارة ركادة لا شيء مربح مثل صناعة الشر والحرب وتجارة السلاح.

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات