|
التزوير بمرتبة الشرف
احمد حسان
الحوار المتمدن-العدد: 1356 - 2005 / 10 / 23 - 10:21
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
مر يوم السابع من سبتمبر 2005 على مصر والشعب المصري كيوم الحادي عشر من سبتمبر 2001 على أمريكا والشعب الأمريكي فكلاهما كارثة محققة -من نوع مختلف- على الشعبين تمتد آثارها لسنوات عديدة وهذا هو الحادث في أمريكا أما مصر فسوف تشهد ستة سنوات من الفساد تحت رعاية الراعي الرسمي للفساد في هذا البلد وهو نظام مبارك الاب وستمتد أكثر من ذلك إذا تحقق سيناريو التوريث لمبارك الابن الذي بات واضحا مع تعديل المادة "76" من الدستور وتفصيلها بالمقاس المشترك بين الأب بالتمديد والابن بالتوريث وسيدة لا يهمها شئ سوى أن تبقى في القصر "قصر العروبة " زوجة للرئيس او ام للابن الوريث. فهذه الأسرة باستثناء علاء الابن الأكبر للرئيس الذي عاش حياته " وروق " نفسه في فترات سابقة وعاش " الروشنة الطحن" قبل أن ينتشر هذا المصطلح وكان ملء السمع والبصر ولم ينقطع الحديث عن أعماله حتى ان النكتة المصرية جعلت منه شريكا في المقاهي كناية عن توغله في كل الأعمال.... أعود فأقول باستثناء علاء لا يمكن لأسرة الرئيس الأب والأم والوريث أن ينفسوا خارج القصر فالخروج منه يعني الموت او المحاكمة ، كالأسماك إذا خرجت من الماء تموت لذلك صارع الأب الحياة وتحدى الزمن لتولي فترة رئاسة خامسة يستطيع فيها تهيئة الأمور أمام الابن فكان يوم السابع من سبتمبر هو الذي "يفرح" الرئيس وعائلته وحاشيته و"يحزن" الشعب المصري إلا قليلا منهم ، وفي اعتقادي أن الذين يفرحون بفوز الرئيس مبارك بالتزوير الذي طاله والتزييف الذي حققه لا يتجاوز عددهم الآلاف من 70 مليون مواطن مصري منهم 32مليون ناخب لهم حق الإدلاء بأصواتهم وهؤلاء الآلاف يتمثلون في النظام الحاكم وحاشيته وحوارييه ولجنة السياسات ورجال الأعمال واصحاب المصالح وقيادات الحزب الوطني بالمحافظات والمراكز ولا ارى أي فئات غير هؤلاء يمنحوا صوتهم في الانتخابات لمبارك ، فماذا حدث إذن في انتخابات السابع من سبتمبر ومن هم الستة ملايين ناخب الذين منحوا صوتهم لمبارك ... هذا ما يستوجب الوقوف أمامه ولتفنيد الستة ملايين - بدون تشكيك في صحة هذا الرقم- الذي اعلنه المستشار ممدوح مرعي راعي _اقصد رئيس_ لجنة انتخابات الرئاسة فلا شك ان الالاف الذين تحدثت عنهم سابقا من الستة ملايين وهؤلاء فعلا يهمهم التصويت لمبارك مائة في المائة اما الباقون فمن يمثلون؟وبأمارة أي شئ يمنحون صوتهم لمبارك؟! والاجابة المختصرة على هذا التساؤل تقول: فتش عن ثلاث : الجهل والضغط وتزييف الوعي او إلغاء العقل، ومن الاختصار الى التفاصيل فاما الجهل لا اعني به أمية القراءة والكتابة لان نسبة هؤلاء لا تتجاوز تقريبا نسبة ال 50% من الشعب المصري ولكن الجهل الذي اعنيه هو الذي يجعل الإنسان يقاد لشئ لا يفهمه فهناك نسبة كبيرة من الستة ملايين سيقوا زمرا الى صناديق الانتخابات ليمنحوا صوتهم لمبارك ونسبة كبيرة منهم من السيدات اللاتي يساء استخدام أصواتهن الانتخابية وهم يفسرون مقولة الدكتور احمد نظيف رئيس الحكومة مندوبا عن لجنة السياسات حينما وصف الشعب المصري بانه غير ناضج سياسيا ويبدو اننا ظلمنا الرجل حين قال مقولته ولكنه اتضح انه يملك رؤية مستقبلية ، فعندما جاء يوم الانتخابات الذي يكرم فيه المرء او يهان كشف عن هؤلاء غير الناضجين سياسيا " فنصب" –بتشديد الصاد_ الحزب الحاكم من نفسه وصيا او " نصب" بفتح الصاد عليهم ليدلوا بأصواتهم لمبارك ولا يمكن التحدث عن مشاركة المراة في الحياة السياسية دون التوقف امام شئ كان يحدث في المحافظات خلال السنوات القليلة وبخاصة الشهور الماضية وهو حرص المحافظين ووزارة الداخلية على استخراج بطاقات الرقم القومي للسيدات وقيدهن بجداول الانتخابات ، وهذا الامر كان يصادف هوى بين منظمات المجتمع المدني المعنية بحقوق الانسان ومنها حقوق المراة طبعا باعتبار ان ذلك حق للمراة ويجعلها فاعلة في المشاركة في الحياة السياسية اما المحافظون ووزارة الداخلية فلهم نظرة ثاقبة تتفق مع مقولة الدكتور نظيف فهم يعلمون ان تاليوم ات لاستغلال صوت المراة في انجاح الرئيس وهو ماحدث فعلا .. اما عن الضغط الذي مورس في انتخابات الرئاسة فكان من قبل المحافظين والوزراء واصحاب الاعمال الذين قاموا بدفع الموظفين سواء في المصالح الحكومية او الشركات او المصانع في اتوبيسات للادلاء باصئواتهن لصالح الرئيس لدرجة يهيأ الى ان الدولة خشيت اعطاء هذا اليوم اجازة للموظفين فيعزفوا عن الذهاب إلى صناديق الانتخابات تماما ويركنون للراحة في منازلهم واما تزييف الوعي فقد ساهم فيه وبشكل كبير الاعلام المصري المرئي والمقروء والمسموع وخصوصا المرئي ويستثنى من ذلك بعض الصحف القليلة جدا التي ربما يتجاوز عددها اصابع اليد الواحدة فقد ساهم الاعلام في تزييف الوعي طوال ربع قرن صور فيها مبارك و كأنه إله منزه عن النقص ومعصوم من الخطأ فظهرت ثقافة شعبية بالية يجب ان تتغير مع الحراك الذي خلقته حركات التغيير في مصر وتتبنى هذه الثقافة مقولة " اللي تعرفه أحسن من اللي ما تعرفهوش !" وهؤلاء ليس لديهم الرغبة في التجريب او تغيير فرعون مصر الحديثة وبنظرة سريعة نجد ان ثالوث الجهل والضغط وتزييف الوعي يصب في خانة التزوير بل التزوير بمرتبة الشرف !
#احمد_حسان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن
...
-
-سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا
...
-
-الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل
...
-
صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
-
هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ
...
-
بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
-
مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ
...
-
الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم
...
-
البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
-
قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال
...
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|