أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - العالم يتراجع والأسد يتألق














المزيد.....

العالم يتراجع والأسد يتألق


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4939 - 2015 / 9 / 28 - 19:25
المحور: كتابات ساخرة
    


أدرك العالم مدى الخطر الداهم على المنطقة بعد أن تفجّرت ينابيع داعش على اليمين وعن الشمال، وقد كانت قضية توطين اللاجئين من بين القضايا العسيرة التي هزت أوروبا بأكملها، ولعلها هي الحافز الأكبر نحو ضرورة التسوية السياسية في سوريا الآن أكثر من أي وقت مضى، بل بات العالم يفهم اللعبة جيدا لأن مصالح الدول جميعها بدأت تتشابك كخيوط العنكبوت، وبدأت تتداخل حتى لا يعرف الخيط الأبيض منها من الخيط الأسود.
ما قلناه نعيده، إن ما يحدث في سوريا ليس ثورة بالمعني الكلاسيكي، والحقيقي، وإنما الذي يحدث تدمير كامل لبنى المقاومة التي وقفت يوما في وجه إسرائيل، فبشار الأسد وقبله صدام حسين من أشد المعادين للسامية واليهود دبّر لهما الغرب مكيدة للانهيار التام، فانهارت العراق على وقع حرب كان عنوانها القضاء على أسلحة الدمار الشامل وباطنها سرقة ثروات البلاد من النفط الخام والقضاء على مكتسبات البلاد ورجالات الدولة العلماء وإشاعة الفوضى والخوف والرعب حتى يرجع العراقيون إلى نقطة الصفر، تنبهت سوريا للخطر القادم، تماسكت إلى حد كبير ولم تستسلم لمناورات الغرب مع عملاء له في الشرق كانوا أحرص على تغيير النظام بأي وسيلة حتى ولو انهارت جميع البنى التحتية فيه وتشرّد جميع أفراد شعبها فذلك لن يضر الدول التي تبجحت يوما بما يسمى ثورة في سوريا.
وفجأة ظهرت تنظيمات متعددة بمسميات مختلفة ومتباينة صنعتها أمريكا والسعودية وقطر وغيرها لإشاعة الفوضى في البلاد وحرقها وتدميرها لأنها تناوش إسرائيل ويعيش على ترابها مقاومون فلسطينيون كما ضربت يوما إسرائيل تونس وتحديدا حمام الشط بدعوى وجود إرهابيين في المنطقة وكما فعلت قبل من اغتيال أبوجهاد في تونس أيضا، فإسرائيل لها مخالبها تعرف متى تصطاد عدوها وكيف تصطاده وبأي وسيلة ممكنة، ولأن إسرائيل هذه التي صنعها الغرب شوكة في حلق العرب الذين لم يستطيعوا إزالتها منذ ستين عاما، فانغرست فيه أشواك أخرى كانوا هم سببا في جلبها ، فإن هذه الشوكة ازدادت ايغالا في الحلق لتصل إلى آخر بقعة وتدنسها.
سوريا يبدو أنها ستخرج من الأزمة أكثر قوة من ذي قبل وستحاكم الخونة من العرب وستطالب بجلب من كان سببا في هذه الحرب الدائرة اليوم بعد أن يتم الاتفاق بين أوباما وبوتين الرجل الأقوى في العالم كما يظهر على صفحات المجلات والجرائد ووسائل الإعلام المختلفة، وسيظهر مسار العدل وأين كانت البوصلة متجهة، لأن الذي يحدث في العالم لاينبغي أن يستمر طويلا وإلا تشقق ميثاق الأمم المتحدة وانشرخ، ويصبح ما فعله القذافي يومها حقيقة، إذ مزق هذا الميثاق بكلتا يديه ورماه على الأمين العام للأمم المتحدة للتعبير على الغضب العارم الذي بدأ ينتشر في العالم العربي نتيجة السياسات الخاطئة التي يتبعها الغرب من أقصاه إلى أقصاه.
لقد تغيرت مواقف الزعماء الأوروبيين بعد أن رفضوا مشاركة الأسد في أي عملية سياسية بل إن بعضهم أصر على رحيله قبل عقد أي اتفاق، واتجهوا إلى ما يسمى بالمعارضة السورية التي لا تعرف من أين تبدأ العمل السياسي، واحتضت تركيا العدو الأول لنظام بشار الأسد عناصر المعارضة المنحلة ولم تفلح في إزاحة الأسد بل تحملت عبء اللاجئين السوريين وبدأت تتلظى هي الأخرى بنار الحرب التي كانت سببا في إشعالها يوما، واليوم يظهر أردوغان بجانب بوتين ليعلن أنه لا يعارض إشراك الأسد في أي عملية سياسية، هذا التذبذب العالمي في القضية السورية إنما يدل على عدم وجود رؤية واضحة للأزمة السورية وقد حان الوقت اليوم أن ينزع الغرب عن وجهه قناع التخفي ويجلس على طاولة واحدة للحوار مع أي طرف فاعل في القضية ليخرج برؤية واضحة المعالم متماسكة الأطراف، تخدم جميعها البلد الذي مزقته الحرب طوال ما يقارب الخمس سنوات، يعيش تحت صوت القنابل والصواريخ ولم يهدأ له بال حتى ضجّ الشعب وبدأ في عملية للنزوح الجماعي مما أقلق جموع الأوروبيين وزعزع أركان السياسة ومنظمات حقوق الإنسان.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرافات السياسة الحديثة
- إنه الطفل الذي علّم العالم درسا
- للكتابة مذاق خاص
- ماذا تنتظرون أيها العرب؟
- اتقوا الله يا مرتزقة إسرائيل!
- الإسلاميون والانتخابات
- الرسول يحب النساء
- أبدعوى الجاهلية تحاربون يا من تسمون أنفسكم مسلمين؟
- لماذا ترفض المرأة البقاء في بيتها؟
- ما أبشع الديمقراطية الحديثة
- العرب على كرسي الإعاقة
- العالم ينتقم من المرأة
- أين الدكتور القرضاوي؟
- العالم يعيش نكبة تاريخية
- الإرهاب يضرب في الأعماق
- أنا إنسان
- واجتمع الإرهابيون في باريس
- لماذا تعارض المرأة التعدد رغم أنه الحل
- المرأة تعيش البؤس في العام الذي مضى
- المرأة العربية تعيش بين الوحوش


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - العالم يتراجع والأسد يتألق