متعب أنزو
الحوار المتمدن-العدد: 1356 - 2005 / 10 / 23 - 10:08
المحور:
مقابلات و حوارات
أستريد دي لوس ريوس ..... تطلق " شرق لشرق "
أولى نشاطات " مونتي التو " في سورية
منذ انطلاقها قبل مايقارب السنتين تحترف دار كلمات في حلب خطا مشففا يؤسس لثقافة حقيقية ترمي إلى ترتيب قراءة متأنية للمشهد التشكيلي والأدبي السوري عطفا على أجندة طويلة من النشاطات والاحتفاليات التي استضافتها في عمرها القصير والغني في ذات الوقت .
أنيا وفي الفترة القريبة الماضية استقدمت هذه الدار الشاعرة والد بلوماسية السابقة " أستريد دي لوس ريوس " إلى حلب برفقة التشكيلي العراقي " هاني مظهر " لإطلاق أولى نشاطات مؤسسة " مونتي التو " في سورية ,وتحديدا من حلب , بإقامة معرض تشكيلي في غاليري كلمات إضافة إلى طباعة وتوقيع أحد دواوينها نهاية هذا العام .
فضلا عن تنظيم جولة لها على المحترفات التشكيلية السورية في حلب ودمشق وحمص , تمهيدا لإقامة معارض لهم في الخارج عن طريق " مونتي ألتو "
وفي الحوار التالي الذي استطعت التقاطه من أستريد في زحمة نشاطها في سورية تضعنا في مكاشفة مع اهتماماتها الفنية والأدبية , وفي أسباب ميلها للتشكيل الشرقي والعربي تحديدا , كذلك تضيء أستريد مشروع "شرق لشرق " الذي تتبناه وتروج له مؤسسة مونتي التو التي تشرف على نشاطاتها في العالم .
قلت لأستزيد في بداية حواري معها : أنت من البارغواي ولك تجربة سابقة في العمل الدبلوماسي , إضافة إلى كونك شاعرة , ولك عدة دواوين شعر , مالذي أخذك للتشكيل ,متى بدأت تلك العلاقة مع الملونين وشياطين اللوحة , ثم كيف بدأ التواصل مع الفنانين العرب ؟
أنا في الواقع متعددة الاهتمامات , لكن كثيرا ماتأخذني الاهتمامات الفنية بعيدا , علاقتي بالتشكيل بدأ ت بالتعرف على مؤسسة مونتي التو , إثناء عملي الدبلوماسي في طوكيو كمستشارة ثقافية في سفارة البارغواي في اليابان , معظم الفنانين والتشكيلين تواصلت معهم من خلال هذه المؤسسة , مونتي التو للمناسبة كانت تضم تشكيلين وموسيقيين وراقصين وأدباء .
أريد أن أقول كان عندي رغبة شديدة بعمل مؤسساتي يعرف الفنون اللاتينية بالفنون الشرقية ويحقق نوع من التواصل فيما بينهم والتأثير المتبادل ل , مبدأ العمل يقوم على إقامة معارض مشتركة ومتبادلة في الدول العربية وطوكيو وأوربا وأمريكا اللاتينية .
أثناء عملي الدبلوماسي كنت أعرف من خلال برنامج تلفزيوني ياباني بفنانين من فناني مونتي التو , بمعدل فنان واحد في كل حلقة , حقيقة... العمل الدبلوماسي أتاح لي شبكة هائلة من العلاقات , وقمت بتوظيفها كلها في سياق الهدف الذي جمعني ومؤسسة مونتي ألتو وهو مشروع " شرق لشرق "
مؤسسة مونتي ألتو , هل هي هيئة خاصة , أو حكومية , كيف تمول , وهل لها علاقات مع مؤسسات دولية أخرى ؟
هي مؤسسة خاصة وليست حكومية وتمول ذاتيا من خلال النشاطات التي تقوم بها ومقرها اليابان , ولها فرع في الأرجنتين وهي ستفتتح لها فروع أخرى في دول مختلفة من العالم , في العام ( 1995) تفرغت كليا للعمل في مؤسسة مونتي التو و وغادرت العمل الدبلوماسي .
تحديدا يتم التركيز على الفنانين الشرقيين وفناني أمريكا اللاتينية وتم إطلاق الكثير من النشاطات الفنية في اسبانيا , باعتبار أن اسبانيا لها تجربة طويلة وحية مع الثقافة الشرقية والعربية بمعنى أوضح , ويمكن أن تشكل اسبانيا جسرا حيويا بين الشرق والغرب .
إضافة لذلك مونتي التو لديها برنامج فني وأدبي طويل وهي تمارس نوعا من الاستقلالية في نشاطها , وليس لها علاقة مع مؤسسات أخرى .
لندخل قليلا على مشروع "شرق لشرق " الذي تقوم عليه هذه المؤسسة , حول ماذا يدور وماهي أهدافه ؟
عندما تفرغت للعمل في مونتي ألتو قررت أن أتبنى ما يمكن اعتباره تجمع شامل للفنانين من أمريكا اللاتينية والعرب وغيرهم من الفنانين الشرقيين , سواء تشكيلين أو موسيقيين أو أدباء أو مسرحيين أو راقصين إلى ما هنالك , وتحقيق نوع من التفاعل فيما بينهم .
هناك مثلا " ضمن مشروع شرق لشرق " فنانين من العراق والأرجنتين البارغواي واليابان ولاتينيين من أصل سوري وأسبان والآن هناك فنانين سوريين , من هنا فعليا يمكن النظر لفكرة شرق لشرق .
أثناء وجودي في لندن قابلت هناك فنانين عرب كثر وصحفيين واستطعت استقطاب الكثير منهم لهذا المشروع.
أريد أن أقول أن الاهتمام بالفن هو بالأساس معيار حضاري ومقياس لتقدم المجتمعات والأمم
للأسف هذا الموضوع نسبي ويختلف من مجتمع لأخر , وشرق لشرق يحاول من خلال مؤسسة مونتي ألتو تعزيز حضور الفن في الذائقة الإنسانية .
ماذا عن انطباعك الأول والمتكون من خلال إطلاعك على عدد غير قليل من المحترفات السورية أثناء زيارتك الأولى لسوريا ؟
بالفعل التقيت بفانين وتشكيلين من مستوى عالي وهم يملكون تجارب فنية مميزة لاتقل
عن تجارب التشكيل العالمي المهمة و تعرفت على نذير إسماعيل ومصطفى علي وباسم دحدوح وفائق وفؤاد دحدوح ,كنت اعرف قبل ذلك فاتح المدرس ومروان قصاب باشي ,
ويوسف عبدلكي , وغيرهم .
في الواقع التشكيل السوري يملك طاقة إبداعية كبيرة وعالية , وذا هوية إنسانية .
هل من الممكن " أستريد " أن تعطيني فكرة عن المعارض التي أقامتها مؤسسة مونتي التو ؟
هناك عدد كبير من المعارض , ليس معارض تشكيلية فقط بل هناك احتفاليات فنية مختلفة أقيمت في أماكن مختلفة من العالم , في الأرجنتين واليابان واسبانيا البارغواي
فضلا عن ذلك ياتي المعرض الذي أقامته دار كلمات في حلب ضمن سياق نشاطات هذه المؤسسة وحتما سيكون هناك معارض ونشاطات أخرى في سورية , من الممكن أن تكون مع دار كلمات أو غاليري مصطفى علي , هناك مشاريع قادمة في هذا الاتجاه .
أستريد دي روس ليوس ... أنت قبل كل شيء شاعرة ولديك ثلاث دواوين شعرية , ماذا عن الديوان الأخير " غرانادا " , ثم ماذا عن علاقة شعرك بالحلاج ولوركا ؟
بالفعل لدي ثلاث مجموعات شعرية , أدبيا أو شعريا أنا أميل إلى الشعر الرمزي , ذلك الشعر الذي يتضمن إيحاءات تقول أشياء بينما هي تخفي أشياء أخرى أميل كثيرا إلى لوركا وتشدني طريقة بناءه للأحاسيس والمفردات , في الواقع تعرفت بالحلاج من خلال ترجمات فرنسية , وقد كتبت الكثير من قصائد " غرانادا " في اسبانيا في قرطبة تحديدا بتأثير من الطقوس الشعرية في نصوص الحلاج ولوركا , إضافة لتأثري بما تبقى من الحضارة العربية والإسلامية في اسبانيا , القصور العربية والأوابد التي لازالت إلى اليوم معاندة للزمن , هناك في تلك الأماكن شعرت بروح مختلفة , بشيء أعادني إلى الرائحة الأولى للأ ندلس . وهذا الديوان و أود الإشارة إلى أنه سيصدر في طبعة عربية من دار كلمات في حلب في نهاية هذا العام تقريبا.
أستريد دي لوس ريوس
ولدت أستريد دي لويس ريوس في البارغواي و ترعرعت في الأرجنتين , عاشت و عملت في طوكيو
تتحدث الأسبانية , الإنكليزية , الفرنسية و اليابانية, وقد تخصصت في ترويج و دعم الفنون من خلال تنظيم أمسيات و معارض و كذلك من خلال المساهمة في كتابة مواد في الكتب والمجلات.
مع تأكيدها على التفاعل متعدد الثقافات الذي يربط بين الفنانين اليابانيين و العرب و الأمريكيين اللاتينيين .
في عام 1986 أسست مؤسسة ( مونتي ألتو ) لدعم الفنون و التصاميم الأمريكية اللاتينية و الأسبانية في اليابان .
وقد كانت كاتبة لعمود رئيسي في صحيفة (مانيشي ديلي نيوز ) اليابانية الشهيرة .. , وللعديد من إصدارات الدورية اليابانية العالمية الأخرى , وقد صدر لها مواد أخرى في إصدارات عديدة على مستوى العالم العربي , في صحيفة الحياة و الوسط , وقد أجريت معها مقابلات في وسائل الإعلام اليابانية و العربية و الإنكليزية حول مواضيع تتعلق بالفنون و الثقافة العراقية .
كما عملت أيضاً في السلك الدبلوماسي كسكرتيره أولى و مسئولة الشؤون في سفارة البارغواي في طوكيو عام 1987 حتى عام 1994 , ثم عينت بعد ذلك كناطقة باسم وزارة الخارجية لجمهورية البارغواي
السيدة " أستريد دي لويس ريوس" حاصلة على بكالوريوس في الفنون الجميلة من معهد " سوذبي " في جامعة مانشستر - انكلترا , وشهادة الماجستير في الدراسات الإعلامية من جامعة "التميز فالي " في بريطانيا
في أواخر السبعينيات قابلت " أستريد دي لوس ريوس " الشاعر " بيدرو بياتري " ودعاها للعمل معه ومع صديقته " جيزوس بابوليتو موليندز " لتقديم أعمال في مقهى الشعراء النيويوركيين البوثوركيين في " منهاتن " القسم الشرقي , بالإضافة إلى بعض قاعات معاهد الجامعة , وقامت بالتنسيق معها لإلقاء الشعر أيضاً .
و في الثمانينيات أشتركت مع كل الشعراء " غازو يوشيماسي " و "ماكوتو أوكا" و " كازكو شيراشي " في نشاطات شعرية , كما ترجمت عشر قصائد انطولوجيا الشعر الأمريكي اللاتيني إلى اليابانية , مع الشاعر الياباني " ساثوكو تامورو " , كما نشرت قصائدها في عدة مجلات و صحف يابانية , إضافة إلى أنها أقامت معارض لأعمالها الفنية الفكرية الطابع في صالات طوكيو للفنون مثل معرض "مذكرات شهرية " ولاءً وإخلاصاً ل " زي شوناغون " صاحبة كتاب " مذكرات وسادة ".
النشاطات الفنية : تعلمت " أستريد دي لوس ريوس " و مارست فن " البوتا " وهو نوع من الرقص التعبيري الياباني , مع معلم هذا الفن " أكيرا كاساي " في مسرحه الذي يدعى : " تينشيكان" وقد شاركت كذلك بعروض متعددة في هذا المسرح التي أقيمت في طوكيو , وفيما بعد قامت " أستريد دي لوس ريوس " بابتكار وخلق رقصات و إخراجها و ممارسة الرقص مع خمسة عناصر من مسرح " تينشيكان " و قد أقامت عروضاً في صالة " الهيبينو " و أماكن أخرى في طوكيو .
وفي أواخر السبعينات درست " أستريد دي لوس ريوس " تقنيات فن السيراميك و بالتحديد "غوج منينغاي " الياباني , كما قامت بأنجاز عدة قطع فنية من السيراميك و التي عرضت في صالة " كيمورا " وفي " أكاديمية هونولولو للفنون " . و كذلك في أواخر الثمانينيات شاركت الشاعرة و الفنانة مع المجموعة اليابانية للإبداع " في معارض عن فن "اللكر" ( طلاء اللكر و الحفر على الخشب ) .
وقد أخذت الفنانة " أستريد دي لوس ريوس " من دراسة فن السيراميك التكنيك فقط من مؤسسة "مينكاي " و كان إشتغالها الفني على هذه الفنون التطبيقية ليس من منطلق التأثير بالأعمال اليابانية الكلاسيكية بل كانت لها رؤيتها الخاصة التي حاولت فيها الإستفادة من عناصر الطبيعة البسيطة وإستلهامها , مع مزجها لعناصر أولية التراث بحيث أضافت مفهومها الخاص الذي حاولت فيه تطوير هذا الفن من خلال المزاوحة بين التراث ورؤيتها الخاصة التي أستلهمت بساطة الطبيعة الخالصة مثلما نحا فن شعر "الهايكو " الياباني بتركيزه على مفردات الطبيعة كرؤيا لممارسة الشعر الإبداعية .
أما مؤسسة "مونتي ألتو " فهي الآن تركز على نشر أعامل وفنون الفنانين العرب والأمريكيين الآتينيين , وتنظيم المناسبات الهادفة إلى خلق التفاعل المتبادل و التزاوج الثقافي بين الفنانين في هذه المناطق من العالم وإيجاد الفرص لربطهم بفنون الفنانين اليابانيين و الآسيويين .
#متعب_أنزو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟