قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4939 - 2015 / 9 / 28 - 10:59
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أفادت وكالات الأنباء بأن قوى الأمن الكويتية ، قامت بهدم كوخ وتجريف محيطه ، يُعتقد بأن عبدة الشيطان قد استعملوه لتأدية طقوسهم فيه..!!
الغريبُ في "حالتهم" هذه (عبادة الشيطان) ، هو أنهم اختاروا النقيض أو الأنتي- تيزا ، للديانات التوحيدية ، والتي تعتقد بأن الشيطان هو متمرد على الإرادة الإلهية ، ويعمل بكل تصميم وعزم على أن "يُجندّ" أكبر عدد من المؤيدين لتمرده ..!!
لستُ على إطّلاع على معتقدات أو أفكار عبدة الشيطان ، وهل عندهم عقاب وثواب ، جنة ونار ، وهل يعبدون الخالق أم المخلوق ... وهل هناك تشابهٌ في رواية الخلق بينهم وبين المؤمنين الموحدين بالديانات التوحيدية ..؟؟ كلُ هذا لا يهم في سياق هذه العُجالة ..!!
ومع ذلك ، فعاقبة وعقاب الإنضمام لحزب الشيطان ، هي الخلود في جهنم ، والمسؤولية عنها فردية ، أي لا تَزرُ وازرةٌ وِزر أُخرى ... ويتحمل الفردُ نتيجة خياراته فقط ، وهو فقط ، لا غير ..
أما شياطين الأمة ، كمُفتي الوهابية الأعظم (على اختلاف الاسماء والألقاب ) ، فيتحمل وزر أعماله وفتاويه الملايين ...!! فهو حين يُشرعن للحاكم ، ويُزيّن له أفعاله في اليمن ، العراق ، سوريا ، ليبيا وباقي أرض الإسلام . فإن فتاويه تؤدي الى سفك دماء الملايين ، وتهديم البنية التحتية والإنسانية في هذه البلدان أو تلك غيرها ..
والفتاوى التي أصبحت موضة رائجة عن الروافض ، وعن تكفيرهم ، حولّت الصراع من صراعٍ ضد المستعمر (الذي يأتي بألف لبوسٍ ولبوس ) ، إلى صراع ديني داخلي ..!! وتديين ألصراع هو أقصى ما تتمناه دُول الإحتكارات وعملائها المحليين ..
أما فرض السمع والطاعة عبر فتاوى ، على الشعب ، الذي يجب أن يسمع ويُطيع حكامه حتى لو كانوا أفسق خلق الله ، ولو ضربوا شعوبهم بالسياط ونهبوا أموالهم ، هذه الفتاوى تجعل من الاستيلاء على أموال الشعب دينا ، وتجعل من كل فقير يتذمر ، كافرا ..
والتضييق على حياة الناس ، بإسم الدين ، وتكفير الثقافة ، الفن وكافة أشكال الإبداع البشري ، بالفتاوى ، تحلق جيلا فظاُ غليظ القلب ، وقد "تدفعه" الى الطرف النقيض ، إلى أحضان الشيطان ، والذي هو أرأفُ بأتباعه من هؤلاء الذين يُحولون حياة الناس الى جحيم مُقيم ..!!
إن شياطين الإنس ، من أصحاب جلالة ، سموٍ وسيادة ، وخدمهم مٍن أصحب الفضيلة الذين يضعون كل "خبراتهم" في خدمة الأسياد ، يستطيعون أن يُدمروا حياة البشر المؤمنين بهم ، بطريقة يحسدهم عليها الشيطان ويتتلمذ بها ،على أياديهم ..!!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟