وليد المسعودي
الحوار المتمدن-العدد: 4939 - 2015 / 9 / 28 - 00:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بنية المجتمع العراقي بين الخضوع الايديولوجي وإعادة انتاج الماضي الثقافي : -
كذلك الحال مع المجتمع العراقي لم تحدث " التجربة الديمقراطية " فيه اية قطيعة مع الازمنة الثقافية التي يمتلك ، وخصوصا مع ازمنة الشمول المعرفي والعقلي ، تلك التي تدعي الكمال والحقيقة سواء تجلت ضمن اشكال دينية او غير دينية ، حزبية شمولية ، فكل ما فعلته انها جعلت الناس تمارس آلية الانتخاب والاختيار ضمن اكثر من دورة انتخابية دونما توعية حقيقيه لثقافة الانتخاب والاختيار ، كونها وسيلة تمكن الناس من تغيير اشكال وأنماط وجودهم ومستقبلهم ، ولان التجربة الديمقراطية كما ذكرنا سابقا قد فجرت الهويات الثقافية المحلية وجعلتها فوق الهوية الثقافية للوطن الجامع ككل ، وجد ما يقابلها " بالصراع الطائفي والخوف من المستقبل " ، ولان الهويات الثقافية تعاني من سيطرة الماضي الثقافي سواء تمثلت لهويات طائفية دينية او قومية ، وجد من يتلاعب بهذه الهويات الثقافية ويدعي التمثيل الجوهري لوجودها ، وبالتالي ايقاع المجتمع بعمليات من الخداع والتمويه الكاذبين ، والمتلاعبون بالمجتمع هم من يتحكمون اليوم بالسلطة من قادة الطوائف والقبائل ، وهؤلاء لا يتحركون ضمن هويات ثقافية تاريخية فحسب بل هنالك الحاضر السياسي الذي يدعمهم ، وهنا نقصد بالخضوع الايديولوجي لمؤثرات الدول الاخرى الاقليمية والدولية ، فهي لاعب كبير في دعم الهويات الثقافية المحلية على حساب هوية الوطن الجامع ككل . ان التجربة الديمقراطية لم تقسم المجتمع الى طوائف فحسب بل الى كيانات وجماعات وخلايا متصارعة مع بعضها ، يقودها الجهل العقائدي والمعرفي ، والانغلاق الثقافي ومحاربة اية افكار مدنية وإنسانية من الممكن ان تباشر الاختلاف والتأثير على الاخرين ، وبالتالي اصبح المجتمع العراقي يتغذى ايديولوجيا وثقافيا بشكل يومي ضمن معايير وأشكال الصراع الطائفي والطائفي الضيق جدا ، حيث انقسام الهوية الثقافية الى هويات فرعية اخرى ، وصولا الى هويات اكثر ضيقا مرتبطة بحدود الاشخاص والأفراد القلائل .
#وليد_المسعودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟