احمد محمد الدراجي
الحوار المتمدن-العدد: 4938 - 2015 / 9 / 27 - 22:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يوم بعد يوم تطفو على السطح وتزاد النتائج الكارثية التي تمخضت عن فتوى الجهاد الكفائي التي أصدرتها المرجعية، والتي أثبتها الواقع الملموس والتجربة المعاشة، ولعل من اخطر تلك النتائج هي أنها وفرت الغطاء الشرعي للمليشيات المجرمة وأعطتها من الحصانة جعلتها فوق الجميع، فصارت هي من تتحكم في صناعة القرار وفرضه بالقوة والتهديد، ولا سلطان لأحد عليها إلا راعيتها إيران، وراحت تمارس جرائمها بكل حرية وفي العلن، وتتفنن في ابتكارها وأدائها بحيث شملت كل المجالات...
جريمة اختطاف العمال الأتراك من قبل مليشيا حزب الله احد فصائل الحشد الشعبي الذي تأسس على خلفية الفتوى، والتي تحركها إيران، تلك الجريمة وان كانت تحمل بين فصولها صور تقاطعات المصالح الإيرانية التركية في العراق مسرح الصراعات، ومحاولة إيرانية للضغط على الجانب التركي، لتحقيق مكاسب لا تصب إلا في جعبة إيران السوء والحقد، إلا أنها كانت تتضمن أهداف وغايات خبيثة في مسارات أخرى بانت وتكشفت حينما أقدمت 37 شركة أجنبية بإلغاء عقودها التي أبرمتها مع الحكومة العراقية للقيام بمشاريع صناعية وسياحية وزراعية مختلفة.
فإيران بتلك العملية أرسلت حزمة من الرسائل من ضمنها إلى الشركات الأجنبية العاملة في العراق، أن ارحلوا وإلا فالخطف هو المصير، ولكم في العمال الأتراك أسوة حسنة، لأن العراق عاصمة إمبراطورية إيران، وهو حكر على الشركات الإيرانية لتنفيذ المشاريع التي تقررها طهران هذا إن كانت ثمة مشاريع حقيقية ناجعة، إيران تريد أن يبقى العراق سوقا مستهلكا لمنتجاتها الرديئة الفاقدة لكل المعايير...
وهنا يقودنا الحديث إلى ما ذكره المرجع الصرخي في معرض تشخيصه وتحليله وقراءته للفتوى حيث قال: ((صدرت فتوى الحشد و ظاهرها للعراق ولكن جوهرُها واصلُها ولبها وأساسها لحماية إيران وإمبراطورية إيران ومشاريع إيران... فأي مستقبل نتوقع من وراء تسليط وتسلط المليشيات، إنها شريعة الغاب وبلد التوحش والقتل وتقطيع الأشلاء والتفنن بالجريمة والتنكيل بجثث الأحياء والأموات...)). وكذا ما جاء في مشروع الخلاص الذي تضمنت بنوده خروج إيران من اللعبة العراقية حيث قال: (( 10- إصدار قرار صريح وواضح وشديد اللهجة يطالب إيران بالخروج نهائيا من اللّعبة في العراق حيث أنّ إيران المحتل والمتدخّل الأكبر والأشرس والأقسى والأجرم والأفحش والأقبح)).
#احمد_محمد_الدراجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟