أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيلوس العراقي - الخرائيات في كتب التراث العربي















المزيد.....

الخرائيات في كتب التراث العربي


سيلوس العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 4938 - 2015 / 9 / 27 - 20:55
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في مقال بعنوان "تأملات في الطاقة الحارقة" تم نشره في موقع الحوار المتمدن بتاريخ 7ـ 7ـ 2007
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=101332
يتطرق حول الثقافة الحارقة في مجتمعاتنا العربية وعلى وجه الخصوص المجتمع العراقي، من خلال التعابير اللفظية الحارقة والدعوة الى حرق الآخر أوحرق ما يتعلق به وبهوياته وانتماءاته، وفي الدعوة الى حرق دول وشعوب بأكملها في تصريحات رؤساء ومسؤولين عرب وايرانيين وغيرهم...
يبدو أن عمليات الحرق لا تقتصر على كونها لفظية فقط، بل أصبحت اليوم واقعًا حيّا ملموسًا ليس في العراق فقط، بل في كثير من الدول العربية ومنها سوريا، مصر، ليبيا، اليمن وغيرها وما سيلتحق بها. ويبدو أن هذا الأمر "الحرق" قد أثبت بأنه جزء ومكوّن (رئيسي!!؟) من التراث "الحارق" للأمتين العربية والاسلامية ومن الثقافة "الحارقة" لهذه الشعوب .. خاصة وأنه لا يحتاج الى أدلة وبراهين وشواهد، فقد أصبح واقعًا مرئيًا ومحسوسًا ومستمرًا لا يمكن تجاهله أو نكرانه.
ومن خلال اطلاعي على عدد من كتب التراث العربي والاسلامي تعرّفت على كنز آخر يكمن في طيّات صفحات تراثها، وهو الكلمات النابية، وأود أن أشارك القاريء بواحدة من هذه المفردات وهي عبارة "الخرى" أو الخراء (يرادفها أحيانًا مفردة "البول") في كتب التراث الاسلامي والعربي، ربما يكون لهذه العبارة "خرى" المستخدمة كثيرًا في لهجاتنا العربية، تاريخها ومصدرها في التاريخ الاسلامي والعربي، فدخلت هي الأخرى كمفردة في التراث الشعبي من بابه "الخرائي". وسأعرض هذه المفردة التي ترد في العديد من كتب تراث الاسلام والعرب ومنها ماهو من طرائف الحوادث التي تتعلق بهذه المفردة، في عدد من المقالات.

1 ـ النبي محمد علّم أتباعه كلّ شيء حتى "الخراءة" :
من المعروف أن لكلّ بيئة على وجه المعمورة تأثيرها في قولبة وصناعة ثقافة وعادات الناس في طريقة القيام بأعمالهم، ومن ضمنها كيف يأكلون وكيف يشربون وماذا يأكلون ويشربون، وبالتالي كيف يقضون حاجتهم، بزارًا أو تبولًا. لم أعثر في تعاليم الأديان تعليمًا حول كيفية الخراء أو التبول، ربما لأن الأمر كان معروفًا وله ثقافته وتعليمه الاجتماعي، إلا في البيئة التي ظهر فيها الاسلام فيبدو أن الأمر كان يحتاج الى تعليم دينيّ خاص إنْ لم يكن سماويًا في تعليم أتباعه في أسلوب قضاء حاجاتهم الشخصية.
ففي حديث لسلمان رضي الله عنه يقول:"علّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كلّ شيء حتى الخراءة"، ويضيف "فأمرنا أن لا تستنجي بعظمٍ ولا روثٍ، ونهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول". (المرجع: احياء علوم الدين : أبو حامد الغزالي).
يبدو أن التعليم وجيه في حالة الرغبة في القيام بالصلاة أن يكون المكان نظيفًا ملائمًا، يبتعد ويبعد المصلي وجهه عما هو قذر، لكن التعليم يدلّ على جانب آخر، أنه قد حدث، ربمّا، قيام بعض أتباع الاسلام الأولين بالقيام بعس المطلوب القيام به ،حيث قاموا باستقبال قبلة صلاتهم بغائط أو بولٍ أو غيرهما من نجاسة بشرية أو حيوانية، لذلك كان السبب في هذا التعليم. لكنّ النبي يضيف طريقة ـ تقنية ـ عملية للقيام بهذه المهمة كما يلي :
"وفي الحديث : أنّ الكفّار قالوا لسلمان: إن محمدًا يُعلّمكم كلّ شيء حتى الخراءة.
قال: أجل، أمرَنا أن لا نكتفي بأقلّ من ثلاثة أحجار". (المرجع :ابن منظور: لسان العرب).
وفي حديث آخر يتم ربط الخراء بالله بصورة تشبيهية :
وروى أبو داود والترمذي وحسنه وهو آخر حديث في جامعه، قبل العلل، وابن حيان عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله قد أذهب عنكم عيبة الجاهلية وفخرها بالآباء، إما مؤمن تقي أو فاجر شقي، أنتم بنو آدم، وآدم من تراب، ليسد عن رجال فخرهم بأقوام ما هم إلا فحم من فحم جهنم، أو ليكونن أهون من الجعل الذي يدفع بانفه النتن" ،
وفي رواية أخرى: "أهون على الله من الجعل يدفع الخراء بأنفه". (المرجع : الدميري: حياة الحيوان الكبرى).
ويبدو أن العرب كانوا يقعدون (يخرأون) في مكانِ ظلّ كان يستظلّ فيه الناس للراحة، كما كانوا يبولون على الطرقات، مثلما هي العادة مستمرة وجارية في الأزقة والطرقات في العراق وفي غيره من البلدان العربية، لذا تجد لغاية اليوم الكتابات على الجدران والحيطان في أغلب المدن العربية "البول للحمير" وهي إحدى الاشارات والدلالات على نوعية الثقافة والممارسة العامة للناس وثقافة المجتمعات العربية.
كما يبدو من الحديث التالي أنّ محمدًا حاول ربط تعليمه بخصوص البول والخراء بتعليم سماوي إلهي وبالملائكة وباللعنات ليتمكن من إقناع مستمعيه في عدم الخراء أو التبول في سواقي المياه الجارية أو على الطرقات، مثلما يخبرنا (الحافظ الهيثمي في كتابه : مجمع الزوائد ومنبع الفوائد):
"عن أبي عباس سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
اتقوا الملاعن الثلاث
قيل: ما الملاعن الثلاث يا رسول الله؟
قال :
أن يقعدَ (يخرّي) أحّدكم في ظلّ يستظلّ فيه أو في طريق أو في نقع ماء.
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة ورجل لم يُسم.
وعن جابر قال: نهى رسول الله أن يُبال في الماء الجاري. رواه الطبراني في الاوسط ورجاله ثقات.
وعن بكر بن ماعز قال : سمعت عبدالله بن يزيد يحدّث عن النبي ص قال: لا ينفع بول في طست في البيت، فأن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه بول منتقع، ولا تبولنّ في مغتسلك. رواه الطبراني في الاوسط واسناده حسن.
وعن ابن عمر قال نهى رسول الله ص أن يتخلى (يخرى) الرجل تحت شجرة مثمرة، ونهى أن يتخلى على ضفة نهر جار...وعن حذيفة بن أسيد أنّ النبي ص قال: من آذى المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم.. وعن محمد بن سيرين قال : قال رجل لأبي هريرة أفتيتنا في كل شيء، يوشك أن تفتينا في الخراء.
فقال : سمعت رسول الله ص يقول: من سلّ (خرى) سخيمته (خراءه) على طريق من طرق المسلمين فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين... وعن أبي بكرة قال :
يكره للرجل أن يبول في مغتسله لأن الوسواس يعرض منه ..

2 ـ امتحان ابو يوسف القاضي الكوفي البغدادي الشهير في الخراء والبول :

انه يعقوب بن ابراهيم بن حبيب الأنصاري الكوفي البغدادي المكنى بـ "أبو يوسف القاضي" ( 731 ـ 798 م) صاحب الامام أبي حنيفة، وتلميذه، وأول من نشر مذهبه، كان فقيها علامة من حفاظ الحديث، له أكثر من 10 مؤلفات ..
يأتي على ذكره الجاحظ في كتاب الحيوان في حادثة هذا نصها :
"حدثني محمد بن الصباح قال: بينما أبو يوسف القاضي يسير بظهر الكوفة ـ وذلك بعد أن كتب كتاب الحيَل ـ إذ عرض له ممرورٌ عندنا أطيب الخلق،
فقال له : يا أبا يوسف، قد أحسنتَ في كتاب الحيل.
وقد بقيتْ عليك مسائل في الفطن، فإن أذنتَني سألتك عنها.
قال: قد أذنتُ لك فسَلْ.
قال: أخبرْني عنك إذا أتيت صحراء فهجمتَ على بول وخراء، كيف تعرف أَبَولُ امرأة هو أم بول رجل؟
قال: والله ما أدري.
قال: أجل والله ماتدري.
قال : أفتعرف أنت ذاك؟
قال: نعم،
إذا رأيت البول قد سال على الخراء وبين يديه فهو بولُ امرأة، وخراء امرأة.
وإذا رأيت البول بعيدًا من الخراء فهو بولُ رجلٍ وخِراء رجل.
قال : صدقت.

وللمقال تتمة لاحقة



#سيلوس_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد كيبور : المسؤولية الانسانية لاسرائيل في العالم
- كراهية اليهود : يحتل العالم الاسلامي المرتبة الأولى
- كراهية اليهود : عنصر أساسي حيوي في ثقافة العرب
- بين السلة العبرية والسرقة العربية
- الشلف والشليف والشلفة
- بين تنور القرآن والتنور العبري
- الاتجاهات الأربعة لأرض الوعد لأبراهام
- مابعد داعش : هل سيتم اثارة قضية تأسيس الدولة الكوردية
- كيف أصبح الاسلام -دين-
- بين التعاطف مع اليهودي وبين اجباره على البصق على قضيبه
- أصل المجلة : مفردة عربية أم آرامية عبرية ؟
- لماذا لن يحلّ السلام في الشرق الأوسط ؟
- مَن وضعَ القرنين على رأس النبي موسى
- بين عسل الله وعسل اللحس
- رحلة أبو طبر من ايران الى العراق فاسرائيل
- الحنّاء وحمّام العذارى والعوانس اليهود في كوردستان
- تفاحة الله وتفاحة آدم والاسلام تفاح الفتنة
- الأب ومفهوم الأبوة في التنخ وفي القرآن
- يهود زاخو والحج السنوي لضريح النبي ناحوم الألقوشي
- التفاح العبري وهريسة الإمام الحسين


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيلوس العراقي - الخرائيات في كتب التراث العربي