|
أنا الشعب...
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 4938 - 2015 / 9 / 27 - 14:44
المحور:
الادب والفن
أنا إن عشت عزي... فأنا الشعب... وإن صرت لا أملك غير نفسي... فأنا الشعب... وإن سارعت إلى فتح الباب... على مستقبلي... فأنا الشعب... وإن عشت قريبا من كل الشعوب... فأنا الشعب... وإن صرت لا أعرف المستحيلا... فأنا الشعب... أناغم كل الشعوب... أستفيد من تجاربها... ألمس كل الأماني... أرمقها... أنا الشعب... لا أستبيح مجالي... أنا الشعب... أدافع عن وطني... أنا الشعب... أعد الأجيال إعدادا عظيما... حتى تصير في خدمتي... أنا الشعب... الأتمتع بكل السيادة... بحق تقرير المصير... باختيار من يمثلني... بإقرار حكومة الشعب... التعمل على حل كل المشاكل... الأعاني منها... أنا الشعب... *** يا وطني... يا وطن من لا مال لهم... من لا أرض لهم... من كل كادحاته... من كل كادحيه... من بناتي من أبنائي... أنا الشعب... لا أستسيغ... أن تصير بناتي دخيلات... أن يصير أبنائي دخلاء... في وطني... بما يقمن به... بما يقومون به من أعمال منكرة... أنبذها... أنا الشعب... *** لا أستسيغ... أنا الشعب... أن أرى أبناء الوطن... يستبدون بالحكم... يستعبدونني... أنا الشعب... يستغلون بناتي العاملات... يستغلون أبنائي العمال... يستغلون باقي الأجراء... وباقي الكادحين... الأحترمهم... أنا الشعب... الأعتبرهم من المخلصين... إلي في كل حين... ولا أستريح... أنا الشعب... لا أطلب غير أن تتشافى... كل بناتي... أن يتشافى كل أبنائي... من كل أمراض الحياة... التعذب كل بناتي / أبنائي... في كل مجالات العمل... لأصير... أنا الشعب... فاقدا كل الحقوق... عاجزا عن امتلاك السياسة... لا أتأمل... كل العذاب الأمر منه... من أجل فرض السيادة... من أجل تقرير المصير... حتى أستطيع اختيار نظام حكمي... حتى استبيح المجالس... لكل البنات البنين... حتى أتعلم... أن من ليس مني... أنا الشعب... لا يطالب بالحق لي... لا يحرص على فرض حقوقه... لا يعمل على تحقيق التحرر... لا يسعى إلى دمقرطة كل الحياة... لا يحارب الاستغلال... لا يحمي كرامته... لا يتعلم... أن الحياة شراكة... أن كل الناس سواء... أن النساء / الرجال سواء... أن البنات / البنين سواء... أن الحقوق سواء... بين كل البشر... *** فأنا الشعب... لا أستسيغ البشر... اليتحول... اليصير عميلا لمن يدفع له... اليصير سلطة... اليستغل الجماعة... اليمارس كل الفساد... فساد الإدارة... وفساد السياسة... حتى أتعذب... أنا الشعب... ولا استريح... ومن ينهب مالي... ليصير ثريا... يعذبني... من يتملق... ليعيش بمال الريع... يعذبني... ومن صارت / صار... من بناتي / أبنائي... في عمالة كل السلط... ليخبرها بما يراه في حيه... في علاقات العمل... في حزبه... في نقابته... وفي الجمعيات اليحضرها... يعذبني... انا الشعب... *** وما يشفيني... أنا الشعب... أن أصير مالكا للسيادة... متحكما... في تقرير المصير... في اختيار من يمثلني... في الجماعات... في الجهات... في البرلمان... في إيجاد حكومة... تخدمني... أنا الشعب... إن كل من طالب لي بالسيادة... يصير مخلصا لي... أن الحريصين على كل الحقوق... للنساء / الرجال... للبنات / البنين... في الاقتصاد... في الاجتماع... وفي كل الثقافات... اليحضنها الشعب... وفي تحقيق المساواة... بين النساء / الرجال... وبين البنات / البنين... وأمام المحاكم... وفي كل القوانين المعتمدة... وفي السياسات المتبعة... *** يا وطني الغائر... في كل الوجدان... إن الحريصين على كل الحقوق... لصيقين بي... أنا الشعب... لأن الحقوق مقياس الوجود... لأن وجود الإنسان لا يتحقق... إلا بنيل كل الحقوق... ومن لا يصير وفيا... لكل حقوقه... فلس مني... أنا الشعب... من أجل حقوق البنات / الأبناء... من أجل حقوق العاملات... من أجل حقوق العمال... من أجل حقوق الأجيرات / الأجراء... من أجل حقوق العمل... وحقوق الشغل في وطني... أنا الشعب... القابع خلف المتاريس... لمحاربة الاستعباد... وتحقيق التحرر... لمحاربة الاستبداد... وتحقيق ديمقراطية الشعب... لمحاربة الاستغلال... وتحقيق العدالة... في الاقتصاد... وفي الاجتماع... وفي كل ثقافات الشعب... وفي مجالات السياسة... وفي كل أمر يهم حياتي... أنا الشعب... *** يا وطني... ألا تتفضل... بإيواء بناتي / أبنائي... لضمان الاستقرار... لحمايتهم من كل تشرد... ألا تتفضل... بنفي الآتين من التيه... يحملون أموال بيع السموم... لاقتناء العقار... بنفي الناهبين مالي... بمعاقبة الضالعين... في كل أشكال الفساد... في فساد الإدارة... في فساد السياسة... الينتج... ديمقراطية الواجهة... التفسد كل حياتي... التضاعف كل الفساد... في نسيجي... وفي نسيج الإدارة... وأنا الشعب... لا أقبل... أن يصير نسيجي فاسدا... أن تصير الإدارة فاسدة... أن أصير أنا... مستهدفا بنار الفساد... والفساد ورم... وأورام السرطان الفساد... تقتلني... أنا الشعب... *** وأرفض أن أتحول ذكرى... والذكريات لا تتوقف... ولا تراعي مقامي... وتاريخ حياتي... ومقاومتي للاحتلال... وللاستعباد... وللاستبداد... وللاستغلال... وامتهان كرامة نفسي... أنا الشعب... لا تتوقف... وأنا إن شئت غير محاربة الذل... صرت عبدا... لا أملك حريتي... لا أسير في الطريق الصحيح... أفقد مرآة نفسي... أنا الشعب... ومن يحتل أرضي... أقدسه... من يستعبدني... أعبده... من يستبد بحكمي... أخضع له... من يستغل عمالي... صاروا له مخلصين... من ينهب كل ثرواتي... أصير ظلا له... أتملقه... لأفوز... بفتات موائده... من كل امتيازات الريع... صارت له... صار من كل الأسياد... الأعبدهم... أنا الشعب... *** أنا الشعب العظيم... لا أقبل أن اصير كذلك... فطموحي... فوق كل السماوات... وفوق كل الأماني الصغيرة... يسمو بي... فوق السلام... وفوق عزة النفس... اللا تتفاعل... اللا تتصارع... اللا تنتصر... على دوائر قهري... أنا الشعب... في هذا الوطن... اللا أتمتع فيه بكل الحقوق... اللا أتحرر فيه... اللا أقرر فيه مصيري... اللا أنتج فيه ما يفرحني... كل ما يجعلني... سيد نفسي... أمام كل الشعوب... بنظام متحرر... باقتصاد متحرر... بتعليم متحرر... وبالخدمات الرفيعة... التستحضر... كل الكرامة... أنا الشعب... *** يا أيها التائهون في هذي الحياة... يا أيها المتربصون بي... إن الحياة تضحية... والتضحيات كثيرة... ومجالاتها... لا تتحدد... ومن تضحي... من بناتي / من أبنائي... يخدمني... وفي كل التضحيات / الخدمات... أتجدد... وأصير في أفق البهاء... بين الشعوب... لا أتذكر... أن كل الأماني... تعذبني... وأن كل البنى... في القرى والمدن... لا تلبي طموحي... وأن المنى... عندما يتحقق... لا يصير مستجيبا... لكل طموحي... أنا الشعب... *** يا هذي الدنيا... لا تدعي أنني... لا أعرف كيف أعيش... ولا كيف أعد بناتي / أبنائي... ولا كيف أقرر مصيري... ولا كيف أواجه كل الصعوبات... ولا كيف أصوغ حياتي... ولا كيف أحقق حلمي... ولا مانع عندي... أن أحقق كل طموحي... في كل هدا الوطن... لأصير أنا الشعب سيد نفسي... سيد كل الشعوب... التقبل استعباد الحكام لها... لا ترفض الاستبداد... وتعاني من مساءات الظلم... بضياع الحقوق... بغياب الاطمئنان... على مستقبلها... بتكريس استغلال العمال... باستغلال الأجراء... بنهب كل الخيرات... ولا تملك الوعي بما تصير له... بما تعاني منه في كل الشروط... لا تواجه الانتهاكات الجسيمة... لا تتألم أمام الشعوب... تقبل الظلم الممارس... لا تقاومه... لا تستعين بي... أنا الشعب... في مقاومة القهر... تقبل ذل الحكم... وذل الحكام... وتمسي / تصبح على امتصاص الذل... ليصير جزءا من حسها... من أكلها... من شربها... من مسلكيات الأفراد... في كل المدن... وفي كل القرى... وفي كل أطراف الشعوب... التقبل ذل الحكام... التقبل ذل المستغلين... التقبل ذل عملاء الحكام... وخدامهم... على مر الزمن... *** وأنا الشعب... لا أملك إلا أن أتعجب... من شعوب يؤمها القهر... من كل اتجاه... فلا تثور على القهر الممارس... على منتجي القهر... على حرمانها من كل الحقوق... على انتهاكات كل حقوق الإنسان... على استغلال العمال... وباقي الأجراء... وسائر الكادحين... في كل الشعوب... التعاني بناتها... اليعاني أبناؤها... من الجوع... ومن انعدام الشغل... ومن انعدام السكن... وأنا الشعب... الأصير أتألم... بما تعانيه الشعوب... في كل إفريقيا... في آسيا... التنتج عصابات الإرهاب... ال{تجاهد} في سورية... وفي كل العراق... التهدد كل الشعوب... باسم دين الإسلام... وباسم خلافة حكمه... ليبتدئ... بدولة داعش... وكل الأولي يحرصون... على حكم الشعوب... باسم دين الإسلام... بخلافة الله في أرضه... يصيرون دواعش... أو كانوا في التاريخ القديم... دواعش... وكل داعشي منهم... في أي بلد... يصر معدا... لأتباع الدواعش... والدواعش... لا علاقة لهم... بدين الإسلام... لأن الإسلام براء... من كل الدواعش... من جهاد الدواعش... اليتمحور... حول جهاد النكاح... اليستفز ضميري... أنا الشعب... في كل الوطن... *** والدواعش التنتجهم... أدلجة الدين... في كل مرافق دولتنا... وفي كل الأحزاب... التؤدلج الدين... وفي الجمعيات التربي الشباب... وفي كل مساجدنا... التنشط فيها أدلجة دين الإسلام... وفي مدارسنا... اليقوم مدرسوها... بإعداد تلاميذهم... على أدلجة دين الإسلام... لتخريج الدواعش... وفي الجامعات... التدرب كل الدواعش... على قتل كل من يخالفهم... على إصدار فتاوى القتل... في الجامعات وفي المجتمع... يعتبرون القتل {جهادا}... والنكاح {جهادا}... وسلب الممتلكات... غنيمة... وإسرائيل صديقة... لا تجوز محاربتها... ولا يجوز الجهاد فيها... والجهاد عندهم... في المسلمين... في المومنين بدين الإسلام... وفي بلاد المسلمين... لا في فلسطين... من أجل نفي صهاينة التيه... الآتين من التيه... كدواعش التيه... وتطبيق الشريعة عند الدواعش... رجم النساء... ذبح النساء... قتل النساء... وفرض ختان كل النساء... حتى لا يشعرن بحق التمتع... والإسلام في عرف الدواعش... تهجير المومنين بدين المسيح... حتى يتسنى لحكم الدواعش... تطبيق دين الإسلام... بشريعته... حتى يصير دين الإسلام سلاحا... لقتل البشر... لتشريدهم... لاستعباد غير الدواعش... وأنا الشعب لا أقبل ذلك...
ابن جرير في 23 / 07 / 2014
محمد الحنفي
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كاتيا فلسطين...
-
والدواعش الصهاينة...
-
الانتخابات: الواقع المسار الآفاق.....8
-
الفساد الانتخابي مالي ومؤدلج للدين الإسلامي...
-
فيدرالية لليسار...
-
إنهن الجميلات المناضلات...
-
لم يعد في إمكان الرجال حمل السلاح وحدهم...
-
هل أنت إلا فلسطينية؟...
-
يا طفلة فلسطين لا تلومينا...
-
لست كما هن في كل البيوت...
-
ما كنت لأعجب بك...
-
هي أنت يا جميلة العرب...
-
الانتخابات: الواقع المسار الآفاق.....7
-
من ضد من...
-
الانتخابات: الواقع المسار الآفاق.....6
-
فلترفع راية الحزب فوق جثتي...
-
علامات الغروب...
-
هن القادرات على حمل السلاح...
-
الانتخابات: الواقع المسار الآفاق.....5
-
الانتخابات: الواقع المسار الآفاق.....4
المزيد.....
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
-
“تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش
...
-
بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو
...
-
سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|