عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 4938 - 2015 / 9 / 27 - 13:39
المحور:
الادب والفن
ستأتي يوما وأرحب بك
(تهويمات)
عبد الفتاح المطلبي
أيّها العبوسُ الذي لمْ يضحكْ أبداً
الحزينُ الذي لم يفرحْ أبداً
ستأتيَ يوماً وسأرحبُ بكَ
سأبدأُ من حيثُ انتهيتَ منّي
أيها المُعلّمُ المخيفُ
فقد انتهى الدرسُ
وكلانا يجبْ أن يذهبْ
أنت إلى دربكَ العريضِ
إلى انشغالاتِك الحزينةِ
تتلقفُ التلاميذَ الجُدَدَ
وأنا إلى مآليَ
حيثُ يجدرُ بي أن أكونَ
بعد درسِكَ الخاطفِ
البليغِ كقصيدةِ ألمٍ
واجتهاديَ الطويلِ
بابتداعِ طرقِ عصيانِكَ
وسخريتِكَ النبيلةِ
من بؤسِ محاولاتي الفاشلةِ
أيها المُعلِّم المُخيفُ
إغفرْ جرأةَ السؤالِ
ماذا بعد الدرس؟
ماذا بعدالدرس؟
هبْ أنني حفظتُ الدرسَ
كما ينبغي
هل أحظى بجائزتك؟
و إن فعلت وكافأتني
بمَ ذلك ولا يرضيني
إلا إطلاقي من قبضتك
وهذا هو المستحيل
هذه هي الجائزة
لن أقبل بغيرها
فانظر ما تفعل
أنا قد حزمتُ أمري
ستأتي يوماً وسأرحب بك
أيها المخيف.....
سأرتاح بعد ذلك
وسأبدأ من حيث انتهيت
وسيستمر حصادُك
في الصيف ، في الشتاء
في الخريف، في الربيع
على مر السنين
ومن حيث انتهيت مني
الحيث الذي لامكان فيه
ولا زمان
من هناك سأراقبك
وأنت ماضٍ في الحصاد
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟