أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - كارثة القرآن المدني 1













المزيد.....

كارثة القرآن المدني 1


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 4938 - 2015 / 9 / 27 - 09:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وفقا للتقليد الإسلامي، ولد النبي محمد (واسمه الحقيقي قثم بن عبد اللات) حوالي عام 570 في مكة. وفي عام 610 بدأ النبي تلقي رسالة من الملاك جبريل، وهي الظاهرة التي تسمى بنزول الوحي. وأمام عزوف أهل قبيلته وبعض الحواضر الأخرى عن الإيمان به، هاجر عام 622 مع بعض رفاقه الى يثرب، مدينة أخواله بني النجار من الخزرج، والتي أصبحت تدعى المدينة. وقد عاد النبي محمد الى مكة عام 630 على رأس جيش وتوفي في المدينة في 8 يوليه 632 وكانت هذه نهاية الوحي.
.
وعلى هذا الأساس يقسم القرآن إلى قسمين:
.
القرأن المكي (الذي نزل في مكة، قبل الهجرة): من عام 610 إلى عام 622، ويضم 86 سورة، وهذه السور يمكن اعتبارها نوعا ما سور مسالمة تقبل بمبدأ المساواة بالإنسانية... فهي تخاطب الناس بعبارة: يا ايها الناس.
.
والقرآن المدني (الذي نزل في المدينة، بعد الهجرة): من عام 622 إلى عام 632، ويضم 28 سورة. وهي السور العنيفة التي أسست الدولة الإسلامية. وتنتهي بسورة النصر مكونة من 3 آيات، تسبقها سورة التوبة التي تعتبر من اعنف سور القرآن. فهي لا تتضمن البسملة (بِاسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ) في بدايتها كما هو الأمر مع السور الأخرى. وهذه السور أسست لنظام يميز بين الرجل والمرآة، وبين المسلم وغير المسلم ووضعت أسس نظام الرق والسبي وملك اليمين، وسنت على عقوبات وحشية تعتبر اليوم مخالفة لحقوق الإنسان. وفي هذه الآيات المدنية اصبح الخطاب تمييزيا فتخاطب الناس بعبارة يا ايها الذين آمنوا ... يقابلهم غير المؤمنين... الذين يعتبرون بطبيعة الحال ناقصي الحقوق حتى يؤمنوا... وإن ماتوا على غير دين الإسلام مصيرهم الجحيم... ولا يحق حتى الترحم عليهم بعد وفاتهم... ومن المعروف ان الله سمح للنبي محمد البكاء على قبر والدته امينة، بينما منعه من الترحم عليها لأنها ماتت كافرة. قمة في اللاانسانية.
.
والقرآن الذي بين ايدينا يخلط بين السور المكية والسور المدنية، لا بل ان 35 من السور المكية تم خلطها بآيات مدنية. وهكذا يمر القارئ من آيت مسالمة إلى آيات عنيفة، ومن أيات عنيفة إلى آيات مسالمة، ومن آيات مساملة إلى آيات عنيفة الخ. خربطة لا مثيل لها تجعل عقل المسلم مشوشا. فتارة يستشهد بآيات مسالمة (عندما يناسبه الأمر) وتارة يستشهد بأيات عنيفة.
.
وحتى يومنا هذا ترفض الهيئات الدينية المسلمة نشر القرآن بالتسلسل التاريخي، مع العلم ان وفقا للمصادر الإسلامي كان الإمام علي يمتلك قرآنا بالتسلسل التاريخي. وهكذا تبقي على عقل المسلم مشوشا. وعندما طالب المرحوم محمود محمد طه، طيب الله ثراه، التمسك بالقرآن المكي وترك القرآن المدني، قامت الهيئات الدينية عليه ولم تقعد حتى تم شنقه عام 1985. وكان على رأس المتآمرين عليه الأزهر المجرم. والكل يعرف اليوم ان تعاليم داعش هي التي يعلمها الأزهر في جامعاته ومعاهده ومدارسه. وهي التي جلبت للعالم العربي والإسلامي الدمار الذي نشهده اليوم.
.
وطبعتي العربية للقرآن هي الوحيدة التي اعادت ترتيب سور القرآن وفقا للتسلسل التاريخي. وفيها يرى القارئ بصورة واضحة كيف تم التحول الأمر من قرآن مسالم مساوي بين الناس إلى قرآن عنيف يميز بين الناس ومخالف لحقوق الإنسان. ويمكن تحميلها مجانا من موقعي http://goo.gl/a6t77b
.
وفي المقال القادم، سوف اعرض الفرق بين القرآن المكي والقرآن المدني من خلال امثلة تبين التحول الدرامي الذي ندفع كلنا ثمنه اليوم دما ودمارا.

فخلافا لما يعتقده القرآنيون وغيرهم، المشكلة ليست فقط في كتب الحديث، ولكن في القرآن نفسه.
.
د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية للقرآن مجانا من هناhttp://goo.gl/a6t77b
كتبي المجانية http://goo.gl/m0lNIK أو http://goo.gl/ZnybpS
حلقاتي في برنامج البط الأسود https://goo.gl/AZoTfn
حلقتي حول ترجمة القرآن الآليات والمشاكل https://goo.gl/2B6DvM
 



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حملوا القرآن مع علامات الترقيم الحديثة
- مشكلة سوريا في الاسلام ام بنظام الأسد
- المصادر الزردشتية والصابئية والمانوية للقرآن
- جربوا سنة واحدة فقط نصيحتي
- تغيير حياتك ومجتمعك بالكامل
- اقتراح حل لقضية اللاجئين
- كتب سامي الذيب المجانية
- بناء كعبة في كل مدينة وكل قرية
- على المسلم ترك الإسلام
- التفريق بين الإسلام والمسلمين
- مطلوب طبيب امراض عقلية
- نصيحتي للدول مانحة اللجوء للمسلمين
- تنحية الأسد ام تنحية الإسلام؟
- استئصال الإسلام أو خراب العالم
- يجب رفع القداسة عن القرآن
- اول طبعة للقرأن مع علامات الترقيم الحديثة
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 109 (المبهمات)
- بلاغة القرآن
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 108 (النواقص)
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 107 (النواقص)


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - كارثة القرآن المدني 1