|
أختطاف فتعذيب ، فاغتيال مفردات اللغة الفاشية
ناظم زغير التورنجي
الحوار المتمدن-العدد: 4938 - 2015 / 9 / 27 - 01:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أختطاف ،، فتعذيب فأغتيال ، مفردات لغة الفاشية ابو حازم التورنجي
لقد اثبتت التجربة التاريخية ، بما لايقبل الشك، حقيقة ان صعود اية قوة سياسية خارج اطار المسار الديمقراطي الانتخابي الحقيقي .. يرافقه صعود وتنامي اذرعتها الضاربه ( هيئات الرعب السرية ، مليشيات ، فرق أغتيالات أجهزة امنية سرية وعلنية ) هذه الاذرع التي تزداد اهميتها وسطوتها مع وصول تلك القوة اللاديمقراطية الى سدة الحكم ، وفي حالات عديدة تتحول هذة الاذرع الى القوة الحاسمة في ادارة الصراع الدموي مع القوة المعارضة على اختلاف اشكالها ، وهي التي تقرر مصير الرموز المعارضة ، أو أصحاب الرأي والرؤى المختلفة المعترضة على مسار السلطة في كيفية ادارة الازمات و دفة البلد .. وفي نفس الوقت تبقى العلاقة بين مركز السلطة وتلك الاذرع الاخبوطية ،علاقة مصيريه متلازمة ، تلازم الجنين والمشيمة في مراحل التكوين ، والامر يتطور طرديا فكلما اتسعت حركة المعارضة وضاق الخناق على السلطة ، ازدادت حاجة السلطة الى دعم تلك الاذرع بتوسيعها وتقويتها ، واعطاؤها صلاحيات استثنائية كالخطف والتعذيب والقتل الرخيص … ومن المألوف جدا في بلدان تتربع فيها سلطة دكتاتورية تمتلك قوى ارهابية سرية ،منفلتة لاتحتكم الى قانون او أعتبار ما .. ان تبرز ظواهر الاختطاف ومعتقلات التعذيب السرية والاكثر من كل ذلك تتصاعد ظاهرة رمي الجثث في الشوارع اخر الليل ، ليفيق الناس على مشاهد مروعة من اثار التعذيب الهمجي على جثث الضحايا المختطفة وقد اخترقت روؤسها ثلاث او اربعة اطلاقات ، بعد يأس الجلادون من الحصول على ما يبتغوه من ضحيتهم ، هذة الضاهرة مألوفة جدا كل بلدان الدكتاتورية وسلطات القمع ،وتضن تلك السلطات بانه قد استراحت من صخب هذا المعارض ، واصلت لللاخرين رسالة ترويع وتحذير عما سينتظرهم من مصير وخاتمة ، اذا ما أستمروعلى ذات المنحى ، وهي لا (سلطة الرعب ) بأنها وبهذه السلوكية الفاشية تضيق الحبل عنقها نفسها ، وترسم أجلها بنفسها ايضا ، فلا يصح الا الصحيح ..فعندما تعجز السلطة الدكتاتورية بطبيعتها القهرية ، عن ايجاد لغة التفاهم والحوار العلني وهي عاجزة فقي واقع الحال ، فأنها تلجأ الى ارخص الاساليب وأحطها.. ومن المفارقة التاريخية ان عناصر وقوى تلك الاذرع الضاربة لسلطات القمع تتكون من أوطيء ما انتجه قاع المجتمع من مجرمين وفاشلين ومنحرفين ، لا يجيدون ثمة شيء ذو قيمة اجتماعية ، غير كونهم سوط او كرباج اوأيادي للقتل والذبح ، وهم في ذات الوقت يخضعون لاخلاقيات وقواعد واصول منظمات المافية او المنظمات الفاشية ، فالكثير منهم يجري تصفيتهم التخلص منهم لاحقا بعد ان ادوا دورهم في هذة العملية القذرة او تلك ، وما عادت هنالك ثمة حاجة أو ضرورة لبقاءه حيا وهو يمتلك تلك اللاسرار والحقائق التي قد يستغلها لاحقا لابتزاز رموز سلطة القمع والاغتيالات … ومن التجربة التاريخية في عراق الانظمة الدكتاتوية ، ان البعث الفاشي جاء الى سدة الحكم بأنقلابة العسكري المشبوه , ومعه ذراعه الارهابي ( جهاز حنين ) الذي كان الطاغية المقبور صدام يديره بنفسه على مدار الساعة ، جهاز حنين الذي تكون من عتاة المجرمين والشقاوات ، ليمارس ذات المسلسل الفاشي في اختطاف المعارضين وتعذيبهم وقتلهم ومن ثم رمي جثامينهم في صدر القناة او في الشوارع العامة من أجل ترويع الناس ، وليفرخ ( جهاز حنين ) العديد من اجهزة الرعب والاغتيالات وتغييب البشر بعد ان استتب له الوضع .. ولكن اين هم الان مجرمي وعناصر تلك الاجهزة الفاشية ، لقد تمت تصفيتهم على أقارب صدام والمقربين منه ،الواحد تلو الاخر بعد انتفت الحاجة لهم .. والسؤال الذي يطرح نفسه الان في عراق الحكومات المليشياوية الطائفية صنيعة الاحتلال البغيض : الا تعي هذه الحكومات ورموزها ، تجارب التاريخ القريب لا البعيد ، بان طريق الاختطاف والتعذيب والاغتيال ، طريق مشوؤم مسدود لا يجلب لسالكيه الا الخزي والعار وانقلاب المقادير ..؟؟؟ الزمن قد أختلف تماما ، المنطق الفاشي والاساليب الفاشية في التعامل مع الاصوات المعارضة في حركة الاحتجاجات الشعبية ، لا يمكن ان تكسر شوكة المعارضة ، فالخراب الشامل والخطير الذي انزلق العراق اليه ،على ايدي رموز السلطةالفاسدة ، هي الارضية المنتجة للغة الاحتجاج والاعتراض ، وهو الواقع الموضوعي لبروز قوى المعارضة الواحدة تلو الاخرى ،وقوة الاحتجاجات وسعة المعارضة مقرونه ومرتبطة بحجم التغير الشامل لطبيعة النظام السياسي الفاسد الذي اوجده المحتل الامريكي على الضد من مصالح الشعب العراقي .. والتعامل مع قوى المعارضة ورموزها الوطنية الشريفة، بلغة الاختطاف والاغتيال ورمي الجثث في الشوارع ( مثلما حصل في مدينة الناصرية مؤخرا ) لن يحل المشاكل بل سيزيد الازمة تعقيدا فحذاري من هذا المنزلق الكارثي المدمر .. أعلن احتجاجي وادانتي لكل الممارسات القمعية التي مارستها وتمارسها قوى فاشية ترفع من عقيرتها وهي واهمة من انها تستطيع بهذه الاساليب الرخيصة المدانه ،اسكات صوت الضمير العراقي الرافض لسياسة الفاسدين والمفسدين ،وستبقى حركة الاحتجاج حية طالما ظل الخراب على ما هو عليه .. وعلى وطني السلام 26 أيلول 2015
#ناظم_زغير_التورنجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الازمة العراقية ومناورات السلطة
-
الانتفاضة الشعبية في العراق من الوسيلة الى الهدف والاهداف
-
الدستور والقضاء وساسة الفساد في العراق
-
العراق وقوانين الدكتاتوريات المتعاقبة
المزيد.....
-
تقنية ثورية تقود إلى أول ولادة بشرية حية باستخدام الخلايا ال
...
-
جنود من الجيش السوري يصطفون لتسوية أوضاعهم مع الحكومة المؤقت
...
-
لماذا توجد بعض أقدم المخطوطات العربية في بريطانيا؟
-
كيف برهنت أوكرانيا على يدها الطولى في قلب روسيا؟
-
إيران ترفض تشديد الإجراءات على فرض الحجاب.. هل خافت من الاحت
...
-
لا يمكن مناقشة تاريخ إفريقيا الحديثة من دون الإشارة إلى مؤتم
...
-
زعيم المعارضة التركية يهاجم ترامب وأردوغان بسبب -رسالة العار
...
-
مستر بيست يستأجر الأهرامات المصرية لمطاردة الأشباح وصيدها
-
ريابكوف: رغبة -الناتو- في التوسع تتعارض مع التسوية في أوكران
...
-
وسائل إعلام: عائلتا البرغوثي وسعدات تنفيان الموافقة بالإفراج
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|