|
الدب الروسي يقلب الموازين الإقليمية والدولية في سورية
عليان عليان
الحوار المتمدن-العدد: 4937 - 2015 / 9 / 26 - 23:30
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
الدب الروسي يقلب الموازين الإقليمية والدولية في سورية بقلم عليان عليان من يتابع تطورات الموقف الروسي حيال سورية ، من حيث الدعم التسليحي الكاسر للتوازن للجيش العربي السوري ، ومن حيث التنسيق السوري ما بين القيادتين الروسية والسورية الذي وصل إلى درجة التطابق في المواقف السياسية وبخاصة في مسألتي عدم المساس بالنظام السوري ، ومسألة أولوية مكافحة الإرهاب. ومن يتابع التصريحات المتتالية للمسؤولين الروس بشأن استمرار الدعم العسكري لسورية وتزويدها بأحدث الأسلحة المتطورة ، وأن روسيا مستعدة لدراسة إرسال قوات روسية لدعم الجيش السوري. ومن يتابع نقل أقوال القيادة الروسية إلى أفعال ، من حيث مد سورية بطائرات حربية متطورة وطوافات مقاتلة وطائرات استطلاع ، وأنظمة اتصالات ورادارات وأجهزة رصد وصواريخ أرض أرض متطورة ، ومن حيث تحويل البحر المتوسط قبالة الساحل السوري إلى ميدان للمناورات لإسماع أطراف المؤامرة قعقعة السلاح ، ومن حيث أن الطائرات الروسية بدون طيار وطائرات سوخوي بدأت في التحليق في الأجواء السورية ، وحيث بتنا نرى مفاعيل الأسلحة الروسية المتطورة - التي بات يستخدمها أبطال الجيش العربي السوري - تتبدى في حجم الخسائر الهائلة التي تقع في صفوف الإرهابيين ، وتدفعهم لاستجداء الهدنة والمقايضات في الزبداني ومضايا في ريف دمشق وفي محيط بلدتي الفوعة وكفريا بمحافظة إدلب. من يتابع كل ما تقدم ، يصل إلى حقيقة مفادها أن القيادة الروسية حسمت أمرها في سوريا لصالح انتصار النظام وإنهاء الإرهاب ، وأن روسيا انتقلت إلى موقع جديد في دعم النظام السوري ، موقع الهجومين العسكري والسياسي ، وموقع المشاركة في القتال لوضع حد للإرهاب بكل تلاوينه ، ولإسقاط المؤامرة الاستعمارية الرجعية عليها إدراكاً منها أن سقوط النظام في سوريا سيخرجها من المنطقة هذا ( أولاً) ( وثانياً) لأنها باتت متأكدة أن مجاميع الإرهاب القادمة من الشيشان ومن دول آسيا الوسطى ستعود إلى تلك الدول وإلى روسيا لممارسة الإرهاب فيها . القيادة الروسية حسمت أمرها ، وواشنطن تلهث وراءها باحثةً عن شكل من التنسيق معها لمواجهة داعش ، وموسكو تعلن بصريح العبارة أنها ماضية في خطتها لتصفية الإرهاب من خلال الدور المركزي للجيش السوري ، وأنه إذا لم توافق واشنطن على خطتها للتنسيق في ضرب معاقل الإرهاب فإنها ستباشر ذلك بنفسها. الإدارة الأمريكية تحاول أن تحيد جبهة النصرة بعد لقائها مع بعض قياداتها في الدوحة بزعم أنها تنظيم غير إرهابي!! وموسكو ترد أن الإرهاب لا يتجزأ فجبهة النصرة وهي وغيرها من المسميات تنظيمات إرهابية شأنه شأن داعش ولا داعي للعب على الحبال. أما الكيان الصهيوني فقد أسقط في يديه ، ولن يعد بإمكانه استثمار الأزمة السورية في شن الهجمات الجوية من فترة لأخرى على مواقع سورية في ضوء تواجد القوات الروسية على الأرض أو في الجو ، وهذا متغير جديد وخطير لم يحدث حتى إبان وجود الاتحاد السوفييتي. لقد أحدث الموقف الروسي الجريء ، بالاستناد للموقف الصلب للقيادة السورية وتماسك وانتصارات الجيش العربي السوري في الميدان ، انقلاباً جذرياً في الموازين العسكرية والإقليمية والدولية ، وباتت أطراف المؤامرة ( الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وتركيا وقطر والسعودية وغيرها ) في حالة من الذهول التام كأنما وقع على رؤوسها الطير . ولم يعد بوسع أطراف المؤامرة على سورية العروبة، سوى أن تتكيف مع متطلبات الموقف الروسي الميداني ، ومع معطيات الأمر الواقع الذي فرضه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والجيش العربي السوري على الأرض ، فوزير الخارجية الأمريكي جون كيري لم يعد يتحدث عن الرئيس الأسد باللغة السابقة ، ثم كرت المسبحة ، فوزير خارجية فرنسا لوران فابيوس والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ووزيرا خارجية بريطانيا واسبانيا وغيرهم ، لحسوا مواقفهم المتطرفة والعدوانية – ولو مؤقتاً- ضد النظام العروبي السوري ، وباتوا يتحدثون عن الدور الضروري للرئيس الأسد في أية عملية سياسية ، وأردوغان العثماني الاستعماري لف حول نفسه نصف دورة مجبراً، وسيكون مجبراً على إكمال الدورة ليتخذ نفس موقف الدول الأوروبية بشأن سورية والرئيس الأسد . والسؤال الذي يطرح نفسه هنا : ما الذي دفع القيادة الروسية إلى تطوير موقفها حيال سورية بسرعة فائقة ، وإنجاز جسر جوي لنقل الأسلحة والذخائر النوعية لسورية ؟؟ لقد ضاعفت القيادة الروسية من وتيرة تحركها لصالح سورية العروبة وقيادتها وعجلت بإحداث الانقلاب في الموازين السياسية والعسكرية في ضوء العديد من العوامل أبرزها : أولاً : الاتفاق التركي الأميركي في يوليو/ تموز من العام الجاري، الذي يسمح لأمريكا باستخدام "قاعدة إنجيرليك" التركية لمقاتلة تنظيم"داعش " لم يتضمن أدنى ضمانات أن لا تستخدم طائرات حلف الأطلسي الموجودة في القاعدة ضد الجيش العربي السوري. ثانياً : خشية موسكو من أن يكرر حلف الناتو بقيادة واشنطن، ما قام به في ليبيا عندما استثمر قرار مجلس الأمن في حينه ، والخاص بمنع الطيران الليبي بالتحليق في الأجواء الليبية ، وعمل في حينه على تجاوز القرار باتجاه إسقاط نظام الرئيس معمر القذافي وترك ليبيا تواجه الفوضى والتقسيم . ثالثا : أن موسكو ومن واقع رصدها للمجاميع الإرهابية في سورية تبين لها بأن هناك عدداً لا يستهان به من هذه المجاميع تنحدر من الشيشان ومن الجمهوريات السوفييتية السابقة في آسيا الوسطى ، وأن هذه المجاميع في حال عودتها ستشكل خطراً حقيقياً على روسيا ، وعلى دول آسيا الوسطى التي ترتبط مع موسكو بمعاهدة للأمن الجماعي .. ذلك الخطر الذي قد يلقى استحساناً لدى الإدارة الأمريكية. رابعاً : تبين لموسكو أن ضربات التحالف الأمريكي الجوية لتنظيم داعش ما هي إلا ضربات شكلية وتكتيكية وليست اجتثاثية ، وأن دور هذا التحالف في العراق يختلف عنه في سورية ، فهو يسعى لبقاء داعش قوية في سورية من أجل إضعاف النظام وقدرات الجيش العربي السوري ، لاسيما أن الإدارة الأمريكية رغم دعمها العسكري والسياسي لفصائل الإرهاب منذ عام 2011 ، فشلت في تحقيق أي من أهدافها في سورية . خامساً : الضغط السعودي على الإدارة الأمريكية ، بعدم متابعة الحل السياسي للأزمة السورية إلا بتنفيذ الاشتراط – الوهم ، ألا وهو استثناء الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد من التسوية المزعومة ، وخشية القيادة الروسية من أن تتمكن كل من أنقرة والرياض من إقناع الإدارة الأمريكية بمواصلة موقفها المتشدد ضد نظام السوري .
#عليان_عليان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تأجيل دورة المجلس الوطني الفلسطيني استجابة للضغوط الفصائلية
...
-
عوامل الحسم ضد مجاميع الإرهاب في سورية
-
رسالة إلى غسان كنفاني في ذكرى استشهاده : لا تزال بمواقفك وبإ
...
-
الحرب ضد الإرهاب جزء لا يتجزأ من معركة التحرر الوطني والقومي
-
مؤتمر باريس : أهو مؤتمر لمحاربة -داعش- أم لإطالة عمره؟؟
-
حذار من الحرب النفسية في سورية
-
يوم الأرض محطة نضالية تعيد الاعتبار لإستراتيجية المقاومة
-
عدوان سعودي إقليمي رجعي على اليمن لإبقائه تحت وصاية النفط وأ
...
-
قرارات المركزي الفلسطيني لا قيمة لها بدون إلغاء اتفاقات أوسل
...
-
دخول القوات التركية للأراضي السورية بروفة لعدوان تركي أطلسي
...
-
قراءة في ألأبعاد والنتائج الأولية للهجوم الاستراتيجي للجيش ا
...
-
عملية شبعا ضد الاحتلال الإسرائيلي أكثر من ثأر وأقل من حرب
-
الحوثيون يقودون اليمن إلى الحرب الأهلية
-
نصر الله أربك الحلف الصهيو أميركي الرجعي برسائله متعددة الأب
...
-
مشروع السلطة في مجلس الأمن خطوات للوراء عن الثوابت الفلسطيني
...
-
المبادرة الروسية : استثمار مبكر لأزمة المشروع المعادي لسورية
...
-
مؤتمر المانحين لاعادة إعمار غزة ليس جمعية خيرية
-
حين تتطابق مواقف تركيا مع مواقف حكومة الكيان الصهيوني حيال س
...
-
انتصار المقاومة غير المسبوق في غزة : مدخلات بدون مخرجات
-
المقاومة الفلسطينية كسرت أحادية الردع الإسرائيلي ، وأدخلت ال
...
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|