أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زاهر نصرت - العرب والحضارة














المزيد.....

العرب والحضارة


زاهر نصرت

الحوار المتمدن-العدد: 4937 - 2015 / 9 / 26 - 20:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يحلو للبعض القول أننا نحن العرب أصل الحضارة الإنسانية ، وكل ما في الحضارة الإنسانية من علوم وتطور حضاري ورقي يرجع إلينا . وأن خير وسيلة للتطور والرقي الحضاري والعلمي هي بالعودة إلى الأصول والبحث والتنقيب في تاريخنا العلمي وما قاله علماؤها الأوائل . إننا نجد هذا الرأي عند كل شعوب الأرض ، فكل شعب وكل أمة وكل قومية تحمل مثل هذا الرأي ، وتفخر بأن في تاريخها شذرات من الحضارة والعلوم والفلسفة والعمران البشري .

والقصد أن الحضارة هي الحياة ، خلافا للبداوة التي جعل النبي " صلى الله عليه وسلم " الهجرة إليها , ردة عن الدين ! ومن هذا التوجه النبوي الكريم يتبين أن الإنسان لا يمكنه أن يتقدم مدنيا إلا في مناخ حضاري . ومن الملاحظ أن الأديان عموما لا تظهر إلا في المجتمعات المستقرة . فالمغول وقبائل الصقالبة المتوحشة لم تظهر فيها أديان سماوية , مما يعني أن الدين لا يتواجد إلا مع الاستقرار والحضارة التي تمثل قمة الثقافة والتمدن الإنساني .

ونحن هنا في الوطن العربي ، والناطقين باللغة العربية ، بالأحرى ، الأمة العربية ، ما أحوجنا إلى تلمس الطريق السليم الذي يوصلنا إلى أولى درجات السلم الحضاري ، وألا نصاب بالغرور بما كنا عليه في الماضي ، بحيث نعتقد أنه كافي لبناء حاضرنا ومستقبلنا السياسي والاجتماعي . لقد تمسكنا في الماضي بهذا الرأي لعدة قرون ، فماذا كانت النتيجة ؟

أولاً : لقد أصبحنا هدفاً سهلاً للاستعمار من قبل أمم أخرى.
ثانياً : لقد استُعبدنا من قبل أنظمة حكم دكتاتورية وعائلية ودينية ظالمة لعقود طويلة.
ثالثاً : سيادة أفكار مضادة للتقدم الحضاري ومختلطة بالمفاهيم العصبية والقومية والدينية.
رابعاً : القضاء على ملكة الإبداع والاختراع والتجديد وعدم تحكيم العقل في ما يواجهنا من معاضل في حياتنا.
خامساً : بسبب هذا المناخ هاجرت العقول العربية إلى الخارج .

والان ارجع الى الوراء قليلاً ... حيث يخطئ الكثير من الباحثين حين يرون أن الحضارة الإسلامية تمتد منذ عصر النبوة , لأن الفعل الحضاري العربي بدأ في العصر العباسي الثاني , حين أمر المأمون بترجمة كتب التراث الإنساني , بناء على حلم جاء فيه الفيلسوف أرسطو يطلب منه ذلك . في ذلك العصر انتصر فيه العقل وبرز نجم العلماء في مختلف مجالات العلوم , كالطب والفيزياء والهندسة وغيرها , وفي المقابل لم يكن للدين ذلك الدور الفعال في ذلك العصر وبسقوط الخلافة العباسية توقفت تلك الحضارة ثم ماتت مع التطور الحضاري الغربي الذي لا يزال مهيمنا على الساحة الإنسانية .

كان عمر الحضارة العربية ( لأن المؤلفات العلمية والفلسفية كُتبت باللغة العربية ) قصيرا للأسف الشديد , مما حال دون قيام مرتكزات حضارية تمثل إرثا يوفر للمسلمين زادا حضاريا للتعامل مع شؤون الحياة , فضلا عن حقيقة أنها كانت حضارة خاصة . بمعنى أنها لم تنتشر بين الناس كقيم حضارية . ومع توقف النسغ الخارجي ( التراث الحضاري الأجنبي الخارجي ) , ضاع حتى , الأثر التاريخي لهذه الحضارة التي انكفأ وهجها مبكرا. ويمكن أن نضيف إلى هذا كله الاضطهاد الذي واجه العلماء والمفكرين على يد الفقهاء والسلاطين والعامة ، ولطالما شهد ذلك التاريخ إحراقا للكتب في الساحات العامة , وتهجم الغوغاء على العلماء بفعل تحريض رجال الدين ... وبالحديث عن العصر الحديث يمكن القول أن العرب المسلمين لا يزالون عاجزين عن إعادة ثقة العالم بهم من الناحية الحضارية . فالفعل الحضاري توقف ولا يزال , لأكثر من ألف عام !!!

لماذا يعجز العرب اليوم عن مشاركة العالم في الإرث الحضاري الإنساني ؟
إلى متى يرفض العرب الأخذ بالقيم العلمانية وما يترتب عليها من مفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وفقا لمنظومة الحضارة الغربية الليبرالية القائمة على فصل الدين عن الدولة والعقلانية ؟
لماذا يعلن العرب المسلمون العداء لكل ما هو غربي من منظور ديني ؟

على العرب أن يعلموا أن الإرث الحضاري العربي قد انتهى إلى الأبد , وأن العلمانية هي التي انتصرت وأخذت بها جميع دول العالم , باستثناء العالم العربي الذي يضع نفسه ندا للغرب وهو لا يحسن صناعة فرشاة أسنان ! الحل الوحيد للأزمة الحضارية العربية يتمثل في المشاركة الإنسانية .


زاهر نصرت



#زاهر_نصرت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعرفة والحياة
- اولكا بطلة ستالينكراد
- نحو فلسفة بحث علمي معاصر
- تراثنا في ذمة التاريخ
- مأزقنا الحضاري وازمتنا الفكرية
- ماضينا الحافل لن يعود
- البؤساء واوليفر تويست ... من جديد
- التجسس والهيمنة الحضارية
- ديمقراطية الفتنة
- اختراع الاعداء
- في ذكرى عيد الجيش العراقي ... جيش المآثر والبطولات
- هكذا كنا ... وهكذا نحن ... وهكذا سنكون
- العلم والاخلاق الانسانية
- والدي العزيز
- لأننا عراقيون
- اين نحن من هؤلاء
- اعدام الانسان العراقي مع سبق الإصرار والترصد
- ثورة أكتوبر 1917 العظمى
- اين هي الحكومة
- متى نعي الدرس ؟


المزيد.....




- بابا الفاتيكان يضع المعماري الشهير أنطوني غاودي على مسار الت ...
- حزب الله اللبناني يدين اقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقص ...
- المئات من الكاثوليك في بيرو وغواتيمالا يحتفلون بأحد الشعانين ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى من باب المغاربة
- مستوطنون يخربون غرفا زراعية في كفر الديك غرب سلفيت
- نزل تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات والعرب سات
- عطلة رسمية للمسيحيين في 20 و21 نيسان
- هآرتس: مكافحة الإرهاب اليهودي تثير التوتر وانعدام الثقة بين ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسط تعزيزات أمنية + في ...
- بين فتوى الخميني و8 أطنان يورانيوم.. إيران لا تملك أسرارا بل ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زاهر نصرت - العرب والحضارة