أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الحروب الدينية وجريمة العصور التي لا تنتهي 3














المزيد.....

الحروب الدينية وجريمة العصور التي لا تنتهي 3


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4937 - 2015 / 9 / 26 - 01:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المتتبع لحركة الصراع الحضاري بين الشعوب والأمم المختلفة على وجه الأرض وابتدأ من الأحداث الأولى التي دونها التاريخ وأحتفظ بسجلاته مرقومة أو مدونة, ومن خلال عزل التبريرات والتأويلات عن الحدث ووجهات النظر التي يعتمدها عادة المؤرخين قراء أو مدونين , نجد أن العوامل التحفيزية للصراعات دائما هي عوامل التنافس الديني دفع خطر أو اندفاع تبشيري لا عوامل سجلها المؤرخ غير ذلك أولا لكون الطبيعية السياسية لأنظمة الحك كانت تعتمد فكرة الابن الإله أو الملك الإله وتطوراتها فهي قائمة على أس ديني والتنازع الذي يحصل بسبب هذا الأس , من غير المعقول أن تكون النزاعات الناشئة في منظومة دينية متحكمة بكل خيوط ومسارات الحياة الطبيعية للناس أن تنصاع في صراعها لعناصر خارجها ولا تنتمي لها , لا يمكن مثلا لنوع الحضارة بالوجه المادي وأسس قيامها من الناحية المادية أن تصارع فكرة الدين أو قوة الدين في مثل هكذا أنظمة ومنها مثلا العامل الاقتصادي بالشكل الذي تعتمده بعض النظريات المادية .
مثلا في العراق القديم كل الحضارات التي قامت ونشأت وترعرعت كانت تدور في فلك ديني محض ,من القاعدة العقائدية تنتج أفكار ورؤى حضارية متنوعة تبنت خيرات متنوعة واتجاهات متعددة كل منها أنتج شكلية تعبيرية مدنية ما تمثل وجهة قرائية للدين المعتمد لفكرة الحياة اليومية, مثل الثقافة والفن وطرق ممارسة الحياة والعمارة والقانون وحتى في مجالات التعامل البيني اليومي بين الأفراد نجد للدين حضور واقعي ومؤثر وحاسم وضروري أيضا, هذا الواقع منح الدين خصوصية تترافق مع اعتزاز الأنا الذاتية بوجودها الذي يدفعها دفعا لأن تتضخم تجاه الأخر المنافس الأخر الذي تستشعر معه بالتحدي وتستثار للإجابة والتصدي فيصبح النزاع الفكري متأهلا بالدوافع الدينية وإن كانت شعار ليتحول إلى صراع تقوده القوى المتنازعة ولكنه يأخذ شكل صراع عنيف دامي مهلك ومكلف وقطعي .
الصراع أذن ترافق مع تعدد الأديان وتعدد القراءات وتعدد النظر لتصور الإنسان لوجود الرب الإله الخالق ومن ثم مع حضور الأديان الإبراهيمية تحولت الصورة لمعنى الله , من هو وكيف هو ولماذا هذه الخيارات التي يعتمدها مع وجود نصوص مكتوبة ومتعمدة؟ لكنها تعط في كل مرة وحسب القراءات الفردية أجوبة مختلفة تراوحت بين الرب الجميل اللطيف الذي يحب الناس ويريد أن يساعدهم لاجتياز فترة الامتحان الوجودي إلى صورة الرب المتكبر المتجبر العنصري الجلاد المتهستر ,الذي لا يرى في الإنسان إلا كائن لا بد أن يقهر ويذل ويستعبد كي يثبت لنفسه أنه جبار, الغريب أن كلا القراءتين موجودة في نص واحد قابل للتنوع في استخراج النتائج وبناء النظرية التي ستستولد جوهر الصراع وترتكز به وله .
هل هذا يعني حتما وبالضرورة أن وجود الدين في حياة الإنسان من حيث هو وجود فقط سبب كافي ومبرر للتنبؤ بالصراعات بل ولنقل كلام أكثر وضوحا أن الدين هو مصدر الشرور البشرية ومصدر العذابات وهو المسئول الأول عن مأساة الإنسان الوجودية وكلما أبتعد عن التقيد بعقيدة أو دين أو منهج يتبنى نظرية الحق المطلق سيلاقي نفسه في خضم صراع ما ,صراع من أجل هذا المطلق ومفاهيمه أو من أجل أن يستجيب لما هذا الحق المطلق من أوامر وتوجهات .
الكثير من الناس يقول نعم والكثير ينفي أصلا علاقة الأول بالثاني ويعيد القضية أصلا لطبيعة الإنسان الشرير , الإنسان القاصر الأناني الذي لا يريد للحياة أن تستمر طبيعيا مدفوعا من شياطين تعمل كل ما يمكنها لتخريب العلاقة الفوقية التحتية التي بسببها تتخرب العلاقة الأفقية بين الإنسان والإنسان , الصحيح أن كلا الإجابتين تملك شيئا من الواقعية ولكنهما لا يملكان الحقيقة التي يقر بها التأريخ الإنساني ويستبعدان من النظر قضية أهم وهي قضية الميل الإنساني الطبيعي للتفلت من الأطر المنظمة واختياره الحرية خارج قواعد الطبيعة لتحل محل قوانين سيرورة الوجود اللازمة للانتظام , ليس لأنه يختارها في كل مرة وهو مدرك أنما يختار ما يناسب , بل لأنه يستدرج باللا وعي لخيارات الأنا ومذهبها القائل "أنا وبعدي الطوفان : أو "أنا وغيري الشيطان ".
الدين سواء أكان منزلا على قول أنصاره أو متجسدا لرؤية من بشر به ما هو إلا طرح معرفي فكري يتناول جانب أو أكثر من جوانب الحياة كي تسير وفق رؤية يراد لها أن تدفع العقل البشري ليتبنى خيارات وأفعال وممارسات تجسد هذه الرؤية , ومن هنا ومن حيث شكلية الدين لا يمكن أن تدفع الإنسان لأن يتصارع من اجل نظرية لم تثبت لا البراهين والوقائع أنها نجحت تماما في التغلب على الإشكالية المستهدفة والدليل أن الإنسان وبعد أكثر من سبعة ألاف سنه من التدين ما زال في نفس الإشكالية الأولى ولم يتزحزح عن معتقده وسؤالاته الكونية الأولى , فمن باب أولى أن يغير من منهجية البحث وطريقة الرسم التي فشل فيه للوصول لنتائج حاسمة سواء من الدين أو من غير مصدر ,أذن الدين مستغلا من الإنسان فشل في طرح نموذجه المثالي وفشل أيضا أن يغير من قناعات البشر فيه وفشل في دفع المتدين أن يقول ويقر بفشله والسبب الكبير والعظيم الذي يمنع الإنسان من ذلك أنه غطاء القدسية الذي يوحي له في كل مرة أن الإقرار بالفشل الديني يعني إقرار بفشل الديان صاحب الدين المتحكم الخفي الذي سينتقم من أي محاولة لعزله أو تحييده أو إلقاء اللوم عليه , وهنا يصبح الإنسان متخبطا بخياراته بين القبول على أعادة التجربة في كل مرة على أما أن يقف الرب في هذه المحاولة معه وينصره تجاه الرب الأخر والدين الأخر وهو غير واثق أصلا من قدرة القراءة التي يتبناه أن تنتج نصرا حاسما وبينا .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحروب الدينية وجريمة العصور التي لا تنتهي 2
- الحروب الدينية وجريمة العصور التي لا تنتهي
- دمقرطة الدين وهم عاجز .
- الأسطورة والرواية التاريخية والنص الديني _ رواية آدم سامي مو ...
- خيارات الغيير ومتغيرات الساحة
- بانتظار الولادة المتعسرة
- مكابدات مسافر في الرحلة الاخيرة
- الحرية بين التمني والنضال
- مادليون ...مدينة الريح والرماد ....... قصة قصيرة ج1
- يتهمنا البعض بأننا مثقفين خارج الوجود
- الإنسان ...... ومستقبل الحلم الكوني _ح2
- الإنسان ...... ومستقبل الحلم الكوني _ح3
- الإنسام ...... ومستقبل الحلم الكوني
- منطق التربية الأولية وعلاقتها بالنظرية الأجتماعية العامة
- العراق والقادم المجهول ....
- لماذا لم يحقق الحراك الجماهيري في العراق اهدافه المشروعة ؟.
- هل توقف الحراك الجماهيري عند خط الشروع ؟.
- وماذا بعد
- المطلوب شعبيا والواجب السياسي
- الإصلاح السياسي في العراق وأفاق بناء دولة مدنية


المزيد.....




- «حدثها الآن» إليك تردد قناة طيور الجنة بيبي نايل سات 2024 ال ...
- بزشكيان: دعم إيران للشعب الفلسطيني المظلوم مستمد من تعاليمنا ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف إيلات وميناء حيف ...
- المقاومة الاسلامية بالعراق تستهدف إيلات المحتلة بالطيران الم ...
- اضطهاد وخوف من الانتقام.. عائلات كانت مرتبطة بتنظيم -الدولة ...
- في البحرين.. اكتشاف أحد أقدم -المباني المسيحية- في الخليج
- “ولادك هيتجننوا من الفرحة” ثبت الآن قنوات الأطفال 2024 (طيور ...
- إيهود باراك: على إسرائيل أن توقف الحديث عن ديمونا
- مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- ماما جابت بيبي..أضبط الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على الأق ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الحروب الدينية وجريمة العصور التي لا تنتهي 3