فاهم إيدام
الحوار المتمدن-العدد: 4936 - 2015 / 9 / 25 - 12:49
المحور:
الادب والفن
(في الشرفة)
1
ألوّح بيديّ الاثنتين في شرفتي طيلة الليل
كفزّاعة الحقول وسط الرياح
يمد جاري راسه ويضحك
ويمدّ نفس القول : الجنوووون.. فنووووون..!
في الصباح
كان في شرفة جاري
بعض الطيور المنتحرة
وزجاج محطّم.
2
وجوه الشعراء الذين أحبّهم
تنبثق هكذا من العدم أمامي،
وأنا مثل تمثال الجوع أمصّ سيجارتي في الشرفة
وأحيي الوجه بعد الآخر..
في كلّ مرّة يبدون لي أعجابهم بشيء،
طريقة تدخيني.. وقفتي
تجعّد وجهي وملابسي
شعري الأشعث
أو هالة السهر حول عيني،
ويعيبون عليّ جميعهم
ما أكتبه من أشعار.
3
أشياء عجيبة تتجمع
تريد الدخول الى بيتي من باب الشرفة..!
اضع ظهري على الباب وأمنعها.
منها ما يعدو مسرعاً من رائحة السجائر والخمر
ومنها ما تجتذبه أبسط الموبقات،
لكنّ ألأغرب
أن بعض ألأشياء تجاهد في الدخول الى البيت
دون أن يكون لها شكل من الأساس
ولا تدري لماذا هي هنا.
4
كان السرّ أمامي طوال الوقت
ولم أره..
ورحت ببلاهة المهمل للتفاصيل الضرورية
أبحث عن أجوبة شافية ـ كما كُنت اقول،
لشعوري بأن هذه الشرفة المتقشّفة سفينة
تبحر مثل آرغو على متن الرياح،
وتغوص مثل المركبات السحرية التي
تقهر المستحيل
في أعماق اي عوالم تختارها،
تساءلت طويلاً..
يالضياع الوقت في ردهات الثقة الكبيرة بالنفس،
لقد كُنت ارى كل هذا في شرفتي
فقط لأنها بلا سقف.
***
7 ـ 2015
#فاهم_إيدام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟